و عندما ترك ساردوس وحيدا أخذ يضرب بقدميه بالأرض ، ويتمتم قائلاً "لماذا لا يعطيني المال ويتركني أفعل ما يحلو لي ؟ "
فأدرك من كلامه كم هو يكره الدوق وتمنى لو أنهما يستطيعان قلب الأدوار ليتمكن من إخبار الدوق كم يكره التورط في أمور عائلية .
ثم قال لنفسه أن أمله الوحيد هو أن يقنع الدوق بأن يموله حتى لو اضطره ذلك لتقبيل قدميه ، وفي نفس الوقت كره الموقف الذي هو فيه ، فلطالما شعر بالغيرة بسبب أهمية عائلة والدته رغم كون والده من الأرستقراطيين ، إذ أنه لا يتساوى مع عظمة و ثراء دوق روس .
فالأملاك التي حصل عليها ساردوس على قدر كبير من الأهمية .
إذ أنه قد مضى على بناء قصر تيفيير القديم أجيال عدة لكنه ، رغم كل شيء ، في منطقة نائية في النورماندي .
فمنذ أن بلغ سارودس سن الرشد ، كان يتمنى أمراً واحداً ، أن يهجر كل ذلك ويتمتع بنفسه في باريس .
وهو ذلك لأن شاب مندفع ومفعم بالحياة هو شاب مرحب به في المجتمع الباريسي الصاخب ، الأمر الذي لم يكن مقبولا في النظام القديم .
لذلك فقد نجح ساردوس بطريقته الخاصة.
ولطالما تاق ساردوس ليكون شخصية هامة حتى ولو مع نساء تجدهن والدته غير لائقات به ومع رجال يستحيل دعوتهم إلى قصر روس .
لكن ذلك كلفه الكثير وبعد أن أنفق كل ما لديه وأهمل أملاكه وقصره القديم أصبح مضطراً للجوء إلى الدوق .
فقال في نفسه : « أنا أكرهه أكرهه"
بعد معرفته أن الطعام أصبح جاهزاً ، توجه نحو لقاعة المذهبة.
إنها المكان حيث يجتمع الدوق وكل الضيوف الذين يقيمون في القصر لبعض الوقت قبل إعلان تجهيز الطعام .
ومن هؤلاء الضيوف من يستمر في قول الأعذار كي يطيل قامته في القصر .
إذ أنه لا يمكن لهم أن يتمتعوا بالراحة والرفاهية في أي مكان آخر في فرنسا ، وحيث يأكلون أشهى المأكولات ويشربون أفخر أنواع القهوة ويقيمون تحت ضيافة مضيف وسيم للغاية .
ولكم أزعج ساردوس رؤية الجميع يحاولون إرضاء الدوق وكأنه امبراطور ، إذا لم نقل أكثر من ذلك , وحين دخل ساردوس القاعة ، قال الدوق : « هناك ضيف آخر لم أعتقد أنكم تتوقعون رؤيته ، ها هو ذا . »
استدار معظمهم لرؤية الضيف وصرخوا مندهشين : ساردوس ! يا لهذه المفاجأة ! »
فقد كان يجمع معظم الأقارب .
و ظن في نفسه أن الرجال الموجودين ، والذين هم إما أزواج قريباته وإما من معاصري الدوق ، ظن أنهم ينظرون إليه بإزدراء .
فقال في نفسه أنه يكرههم ظاهريا ، كان يحاول الابتسام ليزيد من وسامته ، مما جعل السيدات من قريباته ينعتنه بـ الشاب المرح .. ولدى سماعه ذلك أخذ يبادل النساء مجاملاتهن له مع أنه أصغر سنا من هؤلاء النساء .
أنت تقرأ
[مكتملة✓]سجين الحب
Romanceكـانت الليـدي مـارسـيـا وود ، ابنة ايرل غريتسوود ، الجميلة والقوية الإرادة والتصميم ترفض الزواج من أرموند ، دوق روس ، الأمر الذي تمناه والدها ، لكنها حين أرغمت على اللقاء به أدركت انه يبادلها الاصرار على رفض فكرة الزواج مجددا ، بما انه قد خدع من زي...