الفصل السادس

1.3K 73 2
                                    

و عندما ترك ساردوس وحيدا أخذ يضرب بقدميه بالأرض ، ويتمتم قائلاً "لماذا لا يعطيني المال ويتركني أفعل ما يحلو لي ؟ "

فأدرك من كلامه كم هو يكره الدوق وتمنى لو أنهما يستطيعان قلب الأدوار ليتمكن من إخبار الدوق كم يكره التورط في أمور عائلية .

ثم قال لنفسه أن أمله الوحيد هو أن يقنع الدوق بأن يموله حتى لو اضطره ذلك لتقبيل قدميه ، وفي نفس الوقت كره الموقف الذي هو فيه ، فلطالما شعر بالغيرة بسبب أهمية عائلة والدته رغم كون والده من الأرستقراطيين ، إذ أنه لا يتساوى مع عظمة و ثراء دوق روس .

فالأملاك التي حصل عليها ساردوس على قدر كبير من الأهمية .

إذ أنه قد مضى على بناء قصر تيفيير القديم أجيال عدة لكنه ، رغم كل شيء ، في منطقة نائية في النورماندي .

فمنذ أن بلغ سارودس سن الرشد ، كان يتمنى أمراً واحداً ، أن يهجر كل ذلك ويتمتع بنفسه في باريس .

وهو ذلك لأن شاب مندفع ومفعم بالحياة هو شاب مرحب به في المجتمع الباريسي الصاخب  ، الأمر الذي لم يكن مقبولا في النظام القديم .

لذلك فقد نجح ساردوس بطريقته الخاصة.

ولطالما تاق ساردوس ليكون شخصية هامة حتى ولو مع نساء تجدهن والدته غير لائقات به ومع رجال يستحيل دعوتهم إلى قصر روس .

لكن ذلك كلفه الكثير وبعد أن أنفق كل ما لديه وأهمل أملاكه وقصره القديم أصبح مضطراً للجوء إلى الدوق .

فقال في نفسه : « أنا أكرهه أكرهه"

  بعد معرفته أن الطعام أصبح جاهزاً ، توجه نحو لقاعة المذهبة.

إنها المكان حيث يجتمع الدوق وكل الضيوف الذين يقيمون في القصر لبعض الوقت قبل إعلان تجهيز الطعام .

ومن هؤلاء الضيوف من يستمر في قول الأعذار كي يطيل قامته في القصر .

إذ أنه لا يمكن لهم أن يتمتعوا بالراحة والرفاهية في أي مكان آخر في فرنسا ، وحيث يأكلون أشهى المأكولات ويشربون أفخر أنواع القهوة ويقيمون تحت ضيافة مضيف وسيم للغاية .

ولكم أزعج ساردوس رؤية الجميع يحاولون إرضاء الدوق وكأنه امبراطور ، إذا لم نقل أكثر من ذلك , وحين دخل ساردوس القاعة ، قال الدوق : « هناك ضيف آخر لم أعتقد أنكم تتوقعون رؤيته ، ها هو ذا . »

استدار معظمهم لرؤية الضيف وصرخوا مندهشين : ساردوس ! يا لهذه المفاجأة ! »

فقد كان يجمع معظم الأقارب .

و ظن في نفسه أن الرجال الموجودين ، والذين هم إما أزواج قريباته وإما من معاصري الدوق ، ظن أنهم ينظرون إليه بإزدراء .

فقال في نفسه أنه يكرههم ظاهريا ، كان يحاول الابتسام ليزيد من وسامته ، مما جعل السيدات من قريباته ينعتنه بـ  الشاب المرح .. ولدى سماعه ذلك أخذ يبادل النساء مجاملاتهن له مع أنه أصغر سنا من هؤلاء النساء .

[مكتملة✓]سجين الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن