"نظرت له بعيون حمراء ولم تتحرك حتى، فأمسكها من كتفها ليجلسها قائلاً:
-أنا لم أترك، فقط ذهبت لأبحث لكِ عن علاج لكنِ لم أجد شيئاً.
لا رد
أكمل:
-أنا مازلت أحبكِ كما في لقائنا الأول وأنتِ مازلتِ الفتاة الجميلة التي رأيتها.
توقف للحظات وهو يمسح دموعه ثم أكمل:
-أنا أتيت اليوم لأطلب من والدتك أن تسمح لنا بالزواج.
عندما قال كلامه سقطت دموع روزماري من عينيها وحاولت رفع يدها لتمسك بيده لكن قوتها قد خارت دون أرادة منها ففهم فيليب ما أرادت فعله فأمسك هو بيدها وقبلها ثم أعادها لمكانها قائلاً:
-أنتظريني لأيام وستكونين زوجتي.
ثم خرج وهي تراقبه بعيون متعبة.
مرت سنوات كثيرة وحدث الكثير
منها زواج فيليب وروزماري، وفاة الملكة وتسلم روزماري الحكم ولم يؤثر التاج بها، وأخيراً حمل روز بطفلتها الأولى بعد سنوات من الأنتظار وقد ولدت في ليلة متعبة لكن الصدمة أنها مثل والدة روز الملكة السابقة أي أن تأثير التاج الملكي قد تحول إلى الطفلة.
روز ببكاء:
-لم أتوقع أبداً حدوث هذا.
فيليب يحاول تهدئتها:
-لقد حصل ماحصل أرجوكِ يا روز لا تظهري هذه الملامح لطفلتنا وحاولي تقبلها.
-لا أستطيع، أرجوك دعنا نأخذ زهرة التانسارينا لها.
فيليب بغضب:
-ماذا تقولين يا روز؟ هذه الزهرة أمانة لدينا نحن نحافظ عليها منذ قرون ، لا نستطيع التضحية بالكثير من الناس من أجل مصلحتنا الخاصة، سنتحمل كما تحمل أجدادك.
روز بندم:
-أعتذر، أعدك أنني لن أتكلم بهذا الموضوع أمام أحد ولن أخبر سيلا بالعلاج حتى وأن كبرت لا تأخذه.
أبتسم فيليب وقال:
-هذا جيد، هل اسمع أن اسمها سيلا؟
أبتسمت:
-نعم، ألم يعجبك؟
-لا،على العكس أحببته كثيراً.
مرت سنوات أخرى والأن سيلا كبرت وفيليب توفي
فبقيت روزماري تحكم الجزيرة، هذه الجزيرة المسماة بالتانسارينا على أسم الزهرة التي يحمونها سكانها.
كانت سيلا فتاة عنيدة وأنانية لا تحب ألا نفسها
وكانت دوماً تبحث عن علاج لتعود بشرية حتى عرفت في أحد الكتب أن زهرة التانسارينا تُزيل تأثير التاج الملكي -فعلى الرغم من أن روزماري هي من أرتدت التاج ألا ان التأثير أنتقل إلى طفلتها بسبب لعنة الساحرة- وعندما قرأت هذه الكلمات أتجهت نحو حقل الزهور المغلق.
وصلت ورأت الزهور عبر الزجاج وكانت زهرة التانسارينا بينهم بارزة بلونها الذهبي المميز وكبر حجمها فدخلت مسرعة وقطفتها وقبل أن تتناولها أبتسمت بفرح وهي تتخيل نفسها البشرية ثم أكلت الزهرة.
مرت دقائق حتى شعرت بشعور مختلف وكأنها خفيفة فعرفت أنها عادت بشرية، خرجت من الحقل وهي تركض بسعادة وتشعر بالحرية والأنتماء للأشخاص حولها لكن كل ذلك قد تبخر عندما رأت والدتها التي بدأت تنهرها وتبكي بأنهيار وعجز قائلة لها :
-سيقتلوكِ يا حمقاء.
نهاية الفصل
![](https://img.wattpad.com/cover/318903612-288-k55864.jpg)
أنت تقرأ
التانسارينا
Fantasyداخل الغابة ... تركضُ بين الاشجارِ مُلاحقةً شخصاً لمحته بطرفِ عينها يراقب جزيرتها، بيدها اليمنى خنجرٌ مسموم واليد اليسرى تُبعدُ الحشائش عن وجهها والغضبُ قد رسمَ خطوطه في ملامحها. أما الهارب فهو يركض مسرعاً بخوفٍ، بدأ يلهث وصوت أنفاسه السريعة تشتد و...