الفصل التاسع عشر

14 3 0
                                    

"تنظر بعيون باردة لوالدتها التي تندب وتبكي لفعلتها
دون أكتراث لتقترب بهدوء وتهمس:
-لقد سأمت العيش بشكلٍ بشع مثلكِ، أنا لا أريد حماية هذا الشعب فقط أردتُ دوماً شكلي الحقيقي وبعد أن تناولت زهرة التانسارينا... هذه الزهرة التي لها القدرة في علاج كل الأمراض واللعنات والتي نحميها نحن منذ قرون عديدة أستعدت شكلي وأصبحت أجمل من السابق فتوقفي عن النحيب بلا سبب.
نظرت لها الملكة روز بمفُاجأة من كلامها ثم قالت:
-أنتِ اخطأتي التقدير وأستهنتي بالزهرة الذهبية كثيراً، نعم هي تأخذ ما يؤلم المرء ويعطيه آخريين دون رحمة.
مازالت تنظر ببرود حتى بعد الكلام الذي سمعته:
-أعرف، لعنتي أصبحت لسكان هذه الجزيرة وأنا لستُ مهتمة أبداً فقد تناولتها رغم معرفتي بألامر.
نهضت الملكة وأمسكت بيد سيلا بقوة وهي تسحبها خارجاً:
-ستهربين من هُنا، إذا رأوك سكان الجزيرة سيقتلوكِ
سيلتهموكِ وأنتِ حية لن يرحموا البشر أرجوكِ أهربي!!
قالت هذا الكلام وهي تسير مبتعدة عن الجزيرة وسيلا تحاول الأفلات من قبضة والدتها وبهذه الأثناء
قابلهم أحد السكان وقد تحول إلى نصف وحش والنصف الآخر بشري، توقفت الملكة و وضعت سيلا خلف ظهرها محاولاً حمايتها.
كان الوحش ينظر لهما ثم صاح بصوتٍ مُرتفع ليتجمع عددٌ من جنسه وهم يحاولون الهجوم على الملكة والأميرة.
صرخت سيلا وهي تتراجع للخلف عندما رأت هؤلاء الوحوش يسحبون والدتها وهم يفترسوها أمام عينيها دون رحمة والملكة تصرخ وماتزال تحاول حماية سيلا قائلة:
-أهربي من هُنا، أنجيّ بحياتكِ يا سيلا.
كانت سيلا تقف كالصنم وهي تشاهدهم يتناولون والدتها حيث رأت جسدها كالدمية بين يديهم والدماء يسيل منه لتصبح الأرض بركةً من الدماء.
أستوعبت سيلا ماحدث أمامها عندما رأت سقوط التاج وخلفه رأس والدتها مع أختفاء باقي الجسد.
نظرت لهم وكان الدماء يملأ أطراف فمهم وأعينهم تجدح بالغضب، بعد تبادل النظرات للحظات وأخيراً تحركت أقدامها لتركض هارباً من مجموعة الوحوش التي تلاحقها..
تنظر للخلف كل ثانية ونفسها يتصاعد، كل جسدها يرتجف خوفاً والندم بدأ يتسلل لقلبها على فعلتها الأنانية دون أكتراث لما سيحدث.
تركض دون توقف حتى رأت مقدمة الجسر فتوقفت وهي تنظر له ولا تعرف ماتفعل، لم تخرج سابقاً من الجزيرة لكن الآمر خرج عن السيطرة عندما سمعت صوتهم خلفها فحركت بجسدها لتركض على الجسر بهلع دون أهتمام لقدرته على التحمل ولأن الجزيرة مرتفعة والجسر كذلك لم تستطع أن تستمر بسرعتها هذه وتعثرت على الجسر وبدأت تتزحلق إلى الأسفل.
كان صوت صراخها مرتفعاً لكنها وضعت يدها لتكتمه
حتى وصولها إلى الطرف الأخر لتسقط على الأرض وتتلطخ بالطين، بقيت للحظات مستلقية وعندما أرادت النهوض قد خارت قواها فسقطت مُغمى عليها."
نهاية الفصل

التانساريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن