خرج توان من الحفرة ومعه ليام بصعوبة بالغة فجلس على الأرض ليأخذ نفساً وبعد ثوانٍ نظر لايام قائلاً بحزن:
-أنظر إلى حالك!! لقد أخبرتك ألا تأتي لهذه الجزيرة لكنك أصريت وبسبب عنادك كُنتَ ستموت.
ليام بتعب وهو يسعل:
-الأمر يستحق، أن كان حصولي على علاج لأجل سيلا يؤدي لموتي فأنا سأذهب وبكل سرور.
توان بتردد:
- لا أعلم كيف أخبرك الحقيقة!!
-أي حقيقة؟
مُغيراً الموضوع:
-أبقى هُنا سأحضر بعض الماء من البحيرة وأتي.
نهض توان وأبتعد مُسرعاً وليام يناديه بتعب ليفهم كلامه.
اخفض ليام رأسه بعد أن رفعه لينادي توان الذي تهرب من الكلام وأخذ نفساً بهدوء وهو يشعر بألم في بلعومه وشفتاه مُتشققة وجافة، وبالرغم من ذلك كان يفكر بالحقيقة التي اخفاها توان عنه.
.
.
كان يسير مسرعاً وهو مازال متردداً وغاضباً من نفسه لمحاولته أخبار ليام بالحقيقة وهو بهذه الحالة السيئة،
توان بنفسه" عليّ الأنتظار حتى تتحسن حالته وأخبره بالأمر وما سبب وصولنا لهذه الجزيرة المشؤمة"
وصل للبحيرة وأخذ بعضاً من الماء في قارورة كان يحملها معه وأثناء عودته وجد بعض الفاكهة الصالحة للأكل فأقتطفها وعاد لليام الذي كان يستريح وما أن شعر بوجود أحدٍ ما فتح عينيه، أقترب توان وجلس بالقرب منه وبدأ يُبلل شفة ليام بهدوء حتى ارتوى ثم نهض ليام الذي استعاد بعض طاقته وبدأ بتناول الفاكهة .
بعد دقائق...
ليام بهدوء:
-أريد سماع الحقيقة.
نظر توان له بحزن وقال:
-تحسن ثم سأ...
قاطعه بحدة:
-أخبرني!!
استسلم توان لنظرات أخيه الجادة وأصراره:
-حسنًا، أسمع...
سرد توان كل ماعرفه من سيلا وحقيقة هذه الجزيرة وما سبب وجود هذه الوحوش.
فتح ليام عينيه على وسعها وتفاجأ من كلمات أخيه، اخفض رأسه وجسده يرتجف لهول ما قاله.
وبعد لحظات من صمته نطق بهدوء مُريب:
-كنا نعيش في كذبة.
أشاح توان برأسه بأنزعاج من كلمات ليام التي تصف الحياة التي عاشاها، فأكمل ليام:
-لكن هذا لا يعني أننا عشنا بتعاسة، سيلا تربت معنا وماحصل سابقاً هو حياتها الخاصة أن كان صمتها هو الخطأ الذي أرتكبته فأنا لو كنتُ مكانها لصمت حتى لا أخسر العائلة التي احتضنتني رغم عدم معرفتهم بيّ، لا تلمها يا توان فهي تبقى سيلا أختنا الكبيرة.
نظر توان له بصدمة ثم بدأ يبكي وأحتضن ليام الذي تفاجأ من ردة فعله لكن سمع كلماتٍ كأنها اوقفت الوقت والزمن لدى ليام.
نهاية الفصل
أنت تقرأ
التانسارينا
Fantasyداخل الغابة ... تركضُ بين الاشجارِ مُلاحقةً شخصاً لمحته بطرفِ عينها يراقب جزيرتها، بيدها اليمنى خنجرٌ مسموم واليد اليسرى تُبعدُ الحشائش عن وجهها والغضبُ قد رسمَ خطوطه في ملامحها. أما الهارب فهو يركض مسرعاً بخوفٍ، بدأ يلهث وصوت أنفاسه السريعة تشتد و...