الفصل العشرون

13 4 0
                                    

" مرت أيام عديدة وكانت سيلا بحالة يرثى لها،
ماتزال فاقدةً للوعي بمكانها حيث تستلقي على بطنها وشعرها يغطي وجهها وقد تلطخت بالطين، قدميها قد أصبح يميل لونهما للأزرق من البرد وثوبها ممزق من عند الكتف ومن الأسفل.
في تلك الأثناء كان هُناك زوجان يسيران بهدوء في الغابة ويتحدثان، المرأة وهي تقهقه:
- لم أكن اعلم أنكَ ستكون بهذه السعادة!
ليرد الآخر بحب:
-بالتأكيد سأكون سعيداً لأنه سيكون منكِ.
أبتسمت بخجل قائلة:
-ماذا سنسميه إذاً؟
-لو كان فتى سيكون ليام وأن كانت فتاة فأريده أوركيد.
المرأة بغرابة:
-ليام! أوركيد.. أنهما اسمين غريبين،لماذا أخترتهما؟
-بالنسبة لليام فمعناه الحامي وأنا أريد من أبني ان يحمي والدته واخوته الذين سيأتون من بعده ويحمي كل شخص يحتاج إلى المساعدة أما أوركي...
قطع كلامه رؤيته لشخص صغير الحجم كالأطفال غارق في ثيابه التي لا تناسب عمره ومرمي على الأرض لينطق لزوجته:
-أنظري لهناك... يبدو أن هناك من يحتاج المساعدة، لنذهب ونرى!!
تحرك الرجل أما المرأة فخافت بعض الشيء لتنطق بقلق:
-لا ، دعنا نستدعي الشرطة قد يكون شخصاً خطيراً.
نظر لها بنظرة عتاب وقد حرك سيلا التي على الأرض:
-أقتربي، قد يموت إذا لم نلحق به ليس لدينا وقت لأنتظار الشرطة.
نظرت له وشعّرت أنها قد أساءت الظن فأقتربت لتساعد زوجها.
بعد ساعات عدة...
كانت سيلا على السرير والمرأة تجلس بالقرب منها أما الرجل فقد عاد للتو من الخارج قائلاً:
-لقد سمعتي الطبيب عن حالتها، لتستيقظ ونرى ما بها هذه الطفلة.
كانت تنظر لسيلا بحزن عميق دون أجابة لكلام زوجها."
مسحت سيلا دموعها المنهمرة على وجنتها:
-وهكذا أتيت لهذا المنزل، أي انني لستُ بأختكم الحقيقية فقط فتاة وجدوها والديكم وتبنوها.
توان لم يعرف ما يقول فألتزم الصمت رغم الأسئلة التي تدور في خُلده.
قالت باسكال:
- عمركِ غير متناسب مع ماقلتيه!!
-نعم، لقد تقلصت لعمر السادسة بعد تناولي للزهرة لأن احد اعراضها هو تقلص العمر وفقدان الجسد قوته وصحته وهذا سبب نومي الدائم.
صمتت للحظات ثم أكملت:
-أنا عندما استيقظت أول مرة وبسبب الصدمة فقدت ذاكرتي لكن بعد مرور الوقت بدأت اتذكر وعندما واجهت حقيقتي لم أستطع القول وأبقيته سراً.
عندما سمع توان اخر ماقالته صرخ:
-هل تذكرتِ ولم تخبري ابي وامي بالآمر؟ على الرغم من أنهما أهملاني أنا وليام واهتما بكِ حتى أننا فقدانهما بسبب البحث عن العلاج لكِ، لم أتوقع أن تكوني أنانية لهذه الدرجة!!
نظرت له بحزن وأخفضت رأسها:
-أعتذر، اعرف من الصعب قول هذه الكلمات لكن أنا لم أكن اريد خسارة عائلتي الجديدة.
صمت توان بصدمة من كلماتها ودمعت عيناه ليخرج من الغرفة قبل أن يتهور ويفعل شيئاً لا يريد الندم عليه لاحقاً.
نهاية الفصل

التانساريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن