الفصل الثاني ......
هي وبأنفاس متلاحقة: "انت لا تشعر بالخطر الذي يهددني .... ان امي موافقة و"
شدها أكثر واحاط خصرها بذراعيه وغمر كفه برأسها وشعرها وقال وهو يتطلع بشفتيها وبهمس: "الا تكفي عن الكلام وضياع الوقت لدينا ما هو اهم لنفعله"
............................
ارتدت قميصها الأزرق على عجالة وأغلقت سحاب تنورتها السوداء الطويلة وقلبها يطرق بعدم انتظام وهي تتطلع بالساعة
الدوام انتهى منذ نصف ساعة تقريبا وقد تأخرت عن البيت وتخشى ان يشك أحدهما ويرتاب بأمرها
ان صدرها منقبض وليست سعيدة بما يجري ولم تتجاوب معه ابدا بل بدت متضايقة وكأنها مجبرة على الاستسلام وكأن لا حق لها ان ترفض!
والذي ضايقها أكثر موقفه الاناني اذ لم يأبه لما تمر به من حرج واضطراب ولم يبالي بانكماشها وتشنجها من إقامة العلاقة بهكذا ظرف وكان كل اهتمامه منصب على هدف واحد فقط وهو استغلال الوقت لصالحه حتى انه لم يعطها فرصة الرفض والتبرير بانها ليست متأهبة نفسيا لذلك بل كأنه يتزاحم مع الوقت ليغلبه
خرج من الحمام وهو يربط حزام روبه ودخل الى غرفة النوم وتطلع بها وهي ترتب مظهرها وتجمع حاجياتها وابتسم بارتياح ثم اقترب منها حتى الصق جسده بظهرها واحاط خصرها بكفيه واعتصرها اليه هامسا: "لا تشغلي بالك كثيرا ان الامر لا يستحق" وطبع قبلة على جانب عنقها
ان الامر لا يستحق! تنهدت في سرها واغمضت عينيها ....
تقول ذلك لأنك مسيطر بكل الأحوال فانت بالأول والأخر رجل ولم تخسر شيء وانا وحدي المتورطة الخاسرة لأني منحتك كل شيءصعدت بالسيارة الى جانبه وكل مسافة الطريق يلفها الصمت والشرود حتى انها سحبت يدها من يده لا اراديا وكأنها بدأت بمراجعة نفسها وعرفت اين هي بالضبط من المتاهة التي وجدت نفسها فيها
والى أي عاقبة وصلت كأنها كانت مغيبة كل الفترة التي مضت ولم تفكر بشيء ....ليست سعيدة بما يحصل لأنها مدركة ان ما تفعله خطأ كبير لكنها اليوم كالذي ضيع اول الطريق وتاه عن اخره لا تعرف متى بدأت الحكاية وكيف وصلت الى ذلك المصير؟
كل ما تعرفه الان ان الأوان قد فات على تلك الأفكار وإنها اليوم لا تستطيع ان تفعل لنفسها شيء ولا تستطيع الاستغناء عن محمد وان مصيرها بيده وهلاكها مرهون بضميره ....
انزلها على بعد مسافة من شارع بيتها ومضى ولا تعرف ماذا أصابها اذ شعرت برغبة ملحة للبكاء عندما ابتعد لكنها قاومت رغبتها وواصلت سيرها في شارعها مهمومة ومغمومة
كأن محمد تخلى عنها وأخبرها بصراحة تامه ان هذه مشكلتها وحدها وذلك همها؟
او ربما هي فعلا تبالغ
الامر مازال بأوله ولم يحدث شيء مما يخيفها لحد الان .... عليها ان تتفاءل قليلا ربما المشكلة ستنتهي قبل ان تبدأ حتى وان اضطرت ان تواجه صلاح وتعلن رفضها له وجه لوجه ولا تعتقد ان هناك رجل بالكون تسمح له كرامته ان يتمسك بفتاة رفضته.عندما دخلت الى البيت كانت الساعة تشير الى الرابعة والنصف عصرا وارتبكت عندما وجدت والدتها واقفة عند السلم وكأنها تعترض طريقها!
أنت تقرأ
رواية تحت مسمى الحب لكاتبة هند صابر
Romanceخدعتنى بحبك ماكان سوى كذب وخداع خاف الله وتذكر ان لك اخوات لاترض بان يعاملن كما عاملتنى سامحك الله