الفصل الثامن عشر

212 11 0
                                    

الفصل الثامن عشر.........

عندما دخلا المطبخ امسكت زينة ابريق الشاي بيد مضطربة حتى خفقت اهدابها وارتبكت كليا عندما وقف محمد خلفها مباشرة والتصق جسده بظهرها وامسك الابريق معها وانتزعه من يدها هامسا: "اجلسي زينة"
لم تفهم لم تستوعب لم تعد قادرة على التفكير وبهتت ملامحها عندما جذبها الى الطاولة من يدها واجلسها قائلا: "انا ساعد لنا الفطور .... تتذكرين ذلك؟"
خفقت اهدابها وراقبته بأنفاس مقطوعة وهو يجهز الشاي .... ماذا علي ان افعل الان؟ ماذا تقصد؟ ان اسامحك؟
لا .... لا يمكن ان اسامحك فقلبي امتلأ ندوبا من افعالك وما زال ينزف من جرح البارحة من الكلام الخطير الذي سمعته من لسانك من الحقد والغل الذي لمسته بنبرتك .... لم أكن أتوقع ذلك منك للأسف لم اكن أرى فيك سوى الحبيب والصديق وبقسوتك جعلتني انتبه الى أمور كنت غافلة عنها ...
ادار وجهه اليها وابتسم ابتسامة خفيفة وقابلت ابتسامته ونظرته بوجه خال من الملامح والتعابير .... ليتني قادرة ان ابادلك الابتسامة او نظرة ودية لكن ليس لي شعور الان سوى العتاب واللوم والندم .... كنت اعشق ابتسامتك وارى من خلالها عالمي المليء بالأحلام والامنيات عالمي الذي رسمته بدون ضوابط ولا بنيته وفق أسس ومعايير متعارف عليها وانما رسمته وفق امنياتي البريئة النقية .... لم اكن اعلم ان عالمك مليء بالأشواك وقد خدشتني من كل جانب عندما ادخلتني فيه حتى جعلتني أتمنى مغادرته .... العنف الجسدي اخر ما كنت اتوقعه منك والاذى بالقول والفعل حول قصتي معك الى مأساة ....
تلاشت ابتسامته وتجهم عندما نهضت وغادرت المكان!
تنهد ورمى ما بيده بسأم وجلس واسند جبينه على يده ولم تمضي دقائق حتى دخلت ساهرة وتأملته قائلة: "صباح الخير"
رفع رأسه وقال بتجهم: "صباح الخير"
جلست امامه قائلة بنبرة عتاب: "لم اغفر لك ما فعلته البارحة .... رجعنا الى سكة السهر والخمر؟ .... يا خسارة يا محمد .... كلما وجدتك بالحال الذي رأيتك عليه البارحة اصبت بالإحباط بداخل نفسي وشعرت ان وجودي ليس له قيمة بحياتك وافتقدت وجود والدك بحياتنا فغيابه ضيعنا بعد ان تعشمت بك ان تكون انت رجلنا وسندنا.... لم تكن انسان يا محمد .... كنت مسخ وعربيد وصوتك مرتفع ومؤذ واختك مازالت صغيرة وبمرحلة عمرية حرجة .... كسرت الأمان بداخلها حتى سقطت من عينيها كقدوة وعذبت ابنة الناس معك تعنفها وتذلها ما عهدت ابني هكذا"
خفقت اهدابه وارتجفت انامله على الطاولة وابتلع ريقه وقبل ان يقول شيئا قالت بضيق: "اعلم انك تمر بظروف سيئة لكن ذلك لا يمنحك حق الاعتداء على الاخرين ولو كانت زوجتك"
هو وباستغراب: "تدافعين عن زينا؟ اليست هي العروسة المنبوذة عندك؟"
قالت بسرعة: "وان كنت رافضة لذلك الزواج هذا لا يعني انني أرضى ان تتعذب البنت على يديك .... العنف سمة الجبناء وانت لست جبان .... انا اعرفك .... لست جلاد يا محمد"
هو وبجمود: "زينة أيضا تغيرت علي منذ دخلت بيتي ورأت حالي وظروفي لم يناسبها الوضع وكأنها ندمت وقد رأيت بعينك كيف اثرت عليها أمها"
ساهرة وبنبرة دفاع لا ارادية: "لا ... انت مخطأ .... ان والدتها تلك امرأة ليست سهلة وابت ان تغادر بيتنا دون ان تزرع الفتنة وتوجد الشرخ بين ابنتها وبينك كردة فعل على وقوف زينة الى صفنا .... لقد لجأت الى الافتراء كي تكسب بنتها .... لأني امك واعرفك فلم اصدق الكذبة التي ادعتها"
عندما اخبرته عن الحقيقة تغيرت ملامحه تماما وصرر على اسنانه واتقدت عينيه بنار الغضب وقد استفزه جدا الذي سمعه وفاقم العداوة والبغضاء بقلبه على سهير وتمنى ان يفعل أي شيء ليرد لها ذلك .... الحقيرة قلبت الحقائق ....

رواية تحت مسمى الحب لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن