الفصل العاشر ...........
قفز قلب زينة عندما سمعت نداء ساهرة من الأسفل وخرجت مسرعة من الغرفة بعد ان أمضت بها ساعتين تقريبا ووقفت اعلى السلم واتسعت عينيها عندما قالت لها ساهرة بحدة: "صدقت انك عروس ام ماذا؟ اذكرك كم سنة مضت عندما فقدت عذريتك؟ ...... لا داعي لتمثيل دور العرائس حبيبتي لانه غير لائق بواحدة مثلك ...... انزلي وجهزي العشاء واعمال البيت التي تنتظرك يا .... كنتي"
لم تستوعب زينة تلك المعاملة بل ثارت بداخلها وشعرت انها لا تستحق ذلك ولا يمكن ان تستجيب للذلة التي تريد ان تفرضها عليها ام محمد لذلك اسرعت الى غرفتها وأغلقت الباب.
ضاقت عيون ساهرة واومأت برأسها قائلة مع نفسها: "وقحة وماذا أتوقع من قليلة الأصل؟ ....... عهد علي انني سأطلقك من ابني وبأقرب وقت فقط انتظري واصبري"قاومت زينة الدموع وقد تأثرت جدا من كلام ام محمد .... جهزي العشاء واعمال المنزل! ماذا تظنها جاءت تحت مسمى خادمة؟ ....... لا .... ان كانت تريد المساعدة فلا بأس وستقدمها بطيب خاطر لكن ان تأمرها ومن اول يوم وبهكذا أسلوب متسلط ذلك مرفوض.
.................................................. .............
سهير وبحرقة قلب: "البنت تزوجت يا بهجت وذلك امر واقع .... سواء شئنا ام ابينا هي اليوم زوجة ذلك السائق الصعلوك .... لا يجب ان ترفض الحقيقة وتستسلم وتحبس نفسك في غرفتك بحجة إنك تبرأت منها .... لا ..... تصرف افعل شيء"
بهجت وباتقاد: "الان؟ الان تريدين تفعيل دوري كأب وولي امر؟ تريدين تصرف؟ .... الست الآمر الناهي هنا؟ الست القيادية التي عودتني على ترك كل شيء لك لانك الاجدر والأكثر خبرة .... المربية الفاضلة!"
سهير وباتهام: "انت السبب لا تلقي باللوم علي .... دلالك وتهاونك وتسامحك على كل شيء دفع زينة للتمرد والانحلال"
هو وبنبرة مماثلة: "بل بسبب صرامتك ودكتاتورية قراراتك وفروضك الجائرة جعل زينة تقرر وتختار وتنفذ دون الرجوع لمشورتك لخشيتها من ردة الفعل لو كنت ام حقيقية وصدر حنون لكان سرها معك كأي بنت لكنك دائما تضعينها امام خيارين احلاهما مر .... انت فرضت صلاح عليها وجعلتها"
صرخت مقاطعة: "لا يا حضرة الطبيب المثقف بنتك عشقت وتزوجت قبل موضوع صلاح المستجد .... بنتك تورطت بعلاقة حب مع صاحب الخط الذي كان يقلها الى المدرسة أي قبل سنوات وهي مازالت صغيرة لا تفهم شيء عن الحب والكلام الفارغ .... الولد استغل براءتها واستدرجها ولحس مخها بالكلام المعسول مع سبق الإصرار .... كان يخطط للإيقاع بها بعد ان جاء وطلبها مني وطردته"
ضاقت عينيه وهز رأسه قائلا: "كل هذا وانا لا اعرف؟ تقدم لها ذلك السائق وطلب يدها منك وانا لا اعلم؟ .... القصة لها سوابق وتداعيات وانا اخر من يعلم!"
ثم ضرب يده بالأخرى وقال بتخبط: "ماذا تريدينني ان افعل؟ اقتلها؟ احمل سلاحي كالهمجي الجاهل وأفرغ الرصاص برأسها؟ لست من يفعل ذلك لا أقدر وانت تعلمين جيدا انني لست من ذلك الصنف الذي يستسهل العنف والعقوبات الجسدية وزينة أيضا تعلم ان والدها لا يجرؤ لذلك استهنت انت وهي بي .... من امن العقاب اساء الادب لا أقول غير ذلك .... أضعف الايمان انني اعتبرها ليست موجودة ليست لي بنت .... نقاطعها ولتعلم بذلك ولا تفكر ان تلجأ الينا يوما ولتعتبر نفسها بلا اهل كالمقطوعة من شجرة .... ممنوع دخولها الى بيتي ولا تفكر يوما ان لها اب لربما ستكتشف مدى فداحة ما فعلته يوما"
ثم دخل غرفته واغلق عليه الباب واسندت سهير جبهتها على يدها وشعرت بالضغط الكبير....
جلس ببطء على الكرسي المتحرك وحرك جسده بتوتر وبعيونه الخضراء ترقرقت الدموع التي لا يقدر ان يظهرها امام أحد ولو كانت سهير ....
انت ضعيف يا بهجت .... سلمت القيادة في تربية زينة واتخاذ القرارات المصيرية ليد سهير لانك تشعر دائما انها قوية وجريئة والنتيجة انك وصلت الى ذلك الحال .... بنتك الوحيدة ضاعت وفعلت بنفسها ما تشاء بحكم عدم درايتها ووعيها وصغر سنها .... اين كان دورك؟ وأين دورك الان؟ ....... انت لا تتقبل زينة بعد الذي حصل وبنفس الوقت لا تقدر ان تنساها وتواصل .... اول مرة بحياتي أتمنى الموت .... ليتني انام الى الابد.
.................................................. .........................
عاد محمد الى البيت بمزاج سيء جدا اذ ان زيارة سهير اليه استفزته جدا وكلامها لم يبارح رأسه رغم مغادرتها قبل ساعات الا انه مضغوط منها ويشعر بالنقمة تهدده وبشكل علني وبكل غرور .... والله لأجعلك تندمين وتركعين امامي طالبة العفو والا لم أكن محمد.
أنت تقرأ
رواية تحت مسمى الحب لكاتبة هند صابر
Romanceخدعتنى بحبك ماكان سوى كذب وخداع خاف الله وتذكر ان لك اخوات لاترض بان يعاملن كما عاملتنى سامحك الله