الفصل الثاني عشر ........
عليها ونهضت قائلة لرباب: "ارجوك اخرجيني من هنا .... لا احتمل الأصوات والنظرات وأخشى ان ينقضن علي"
.................................................. ..................
في الوقت ذاته كانت نادية تجهش بالبكاء بغرفتها وتنتف بشعرها ....يا ويلها وعذابها الليلة حفلة زواج حبيبها الذي عشقته بكل كيانها وجوارحها منذ سنوات ورفضت كثير من العرسان لأجل عيونه حتى تجاوزت الخامسة والعشرون وكل ظنها انه لها وهي له وكان كل شيء سيكون على ما يرام حتى غرفة العرس جهزوها لها ....... لماذا يا محمد؟ لماذا؟ تتزوج ابنة الجامعة؟ لانها اغرتك بتحضرها وتحررها؟ اغرتك بجمالها وعطورها وسفورها ونعومتها ودلالها وجعلتك تتنكر لبنت منطقتك التي من جلدتك؟ عيب عليك .... عيب عليك يا محمد.
........... .....................
بقيت زينة جالسة على السرير في غرفتها والدموع بعينيها وهي تستمع الى النقاش الحاد في الأسفل والاصوات تتعالى شيئا فشيئا حتى انها خشيت ان يصعدن اليها ويضربنها من شدة غيظهن
ورباب واقفة قربها محاولة مواساتها والتخفيف عنها لكن زينة انهارت اعصابها واستسلمت لنوبة البكاء الشديد وقد افسدت الدموع وجهها وسالت المساحيق واختلطت مع بعضها عندما فركت وجهها بقوة قائلة بارتجاف: "لا اريد حفلة لا اريد شيء .... لماذا يحصل كل ذلك معي يا رباب؟ لماذا الفرحة تأبى ان تغمرني والحزن مصر ان يتغلغل بداخلي رغم مقاومتي؟ ماذا فعلت لامك؟ ماذا فعلت لنساء الجيران؟ ما ذنبي؟ حتى محمد اختلف وضعه معي وأصبح يحاسبني على الكلمة! .... من نادية هذه التي كل من هنا يدافع عنها ويتمناها؟ .... من هي وما حقيقة مشاعر محمد اتجاهها؟"
انحنت رباب عليها وعانقتها قائلة بهمس: " مهما كانت مشاعره فأخي اختارك .... لا بأس اصبري قليلا وكل العقبات ستزول تدريجيا .... اهدأي ارجوك وتوقفي عن البكاء"
تذكرت زينة بهذه اللحظات أمها وشعرت بالحاجة الماسة الى وجودها قربها افتقدتها بحياتها الجديدة لأنها شعرت بالضعف والخوف وانها هشة من الداخل وبحاجة لمن يحميها................................................... .....................
جلست سهير في غرفة نومها امام مرآتها وتناولت كريم العناية ووضعته على بشرتها المدللة وعنقها برفق وتنفست بارتياح وجزء كبير من الهم زال من صدرها ....
كنت متوقعة ذلك منك صلاح .... هذا يعني ان الامل مازال قائما بإمكانية زواج صلاح وزينة بعد ان يطلقها ذلك الوسخ .... اه .... اه من تلك الازمة التي هددت حياتنا وافسدت صفونا وعلاقاتنا ببعضنا غبية يا زينة كيف فرطت بالعز والدلال الذي ستجدينه عند صلاح واخترت محمد السائق!
لا افهم كيف تفكرين ولماذا تضحين ومن اجل من وعلى ماذا؟ من اجل الحب؟ ساذجة وبلهاء أي حب وكلام فارغ جعلك تضيعين مستقبلك وشرفك؟ لا ينفع اللوم يا سهير فالبنت ركبت الخطأ وفات الأوان .... اتركي الثرثرة والكلام الذي لا يغير شيء .... الفعل هو من سيرد زينة اليك.
.................................................. ................................
أنت تقرأ
رواية تحت مسمى الحب لكاتبة هند صابر
Romanceخدعتنى بحبك ماكان سوى كذب وخداع خاف الله وتذكر ان لك اخوات لاترض بان يعاملن كما عاملتنى سامحك الله