الفصل الثامن....
داست على كرامتها وكبتت شعورها وقالت بنبرة مخنوقة: "جئت لأكلمك بخصوص .... زينا"
رفع حاجبه وقال بعد ان سحب نفسا مزعجا: "أخشى ان المكان ليس على قدر المقام يا حضرة .... المديرة"
ابتلعت ريقها وقالت وقلبها يرتجف: "زينا اخبرتني كل شيء"
هو وبتجاهل: "أخشى ان يكون الهواء غير نقي لحضرتك"
اقتربت وقالت بارتجاف: "لماذا فعلت ذلك بابنتي؟"تطلع بها من الأسفل الى الأعلى وابتسم باستخفاف وقال متظاهر بالبراءة: "لا افهم"
لم تعد سهير تتمالك انفعالها الداخلي وغليانها من استفزازه وبروده واقتربت قائلة بغيظ وهي تضغط على اسنانها وبهمس: "لو كانت غيري لبعثت لك من يضع المسدس في رأسك وينهي حياتك وتعلم جيدا انني قادرة على ذلك"
هو وبجمود: "تقدرين لكنك لن تفعلي .... ليس بصالحك .... انت تبحثين عن الستر اليوم وأكبر كوابيسك الفضيحة"
ثم نهض وتراجعت خطوة وابتلعت ريقها وتملكها القلق من شخصه المريب وضاقت عينيها عندما قال بنبرة مسيطرة ومعتدة: "حصلت على زينة مجانا بعد ان كنت غير قادر على ثمنها او بالأحرى عندما اوحيت لي بذلك .... عندما جئت اليك وبيدي احمل الإخلاص والمحبة والصدق وكل ما لدي من إمكانيات ومؤهلات وقدمتها لك ليس كثمن لزينة لان زينة ليست سلعة جئت لشرائها حتى ادفع ثمنها وانما عربون شرف ومحبة وتعهد بأن افعل ما بوسعي لإسعادها وكفايتها قابلتني برفض وليتك اكتفيت بالرفض بل اهنتني واحتقرتني وصغرتني وكأني كلب وليس بشر كأن لا حق لي ان احب واعلمي يا حضرة المديرة ان ابنتك وقتها كانت تحبني ومتمسكة بي ولم اتشجع لطلب يدها الا بعد ان تأكدت من مشاعرها وكنت قادر على الزواج وتحقيق اغلب احلامها ان لم تكن كلها لكن للأسف انت حطمت كل خير بداخلي وكل اعتزاز بها وبكم وجعلتني العن اليوم الذي رأيتها ورأيتك فيه .... صاحب الحاجة عندما لا يقدر على الثمن سيلجأ الى السرقة .... كان الثمن الذي بيدي زهيد لا يرضيك والنتيجة انني اخذتها بلا ثمن .... اظن انها أقسى صفعة من الزمان للمتعجرفين امثالكم"
كانت عيون سهير حمراء ملتهبة متقدة وقلبها يخفق بقوة وتلعن الساعة التي اضطرتها للوقوف امام صعلوك حاقد مثله وتفاقم القهر بداخلها لتقول بصوت مخنوق: "أي مبرر هذا؟ لو كان هذا قانون الكون لقلبت .... لانطبقت السماء على الأرض .... نحن ليس بغابة ولا يحكمنا قانون الغاب حتى يأكل القوي الضعيف .... استغليت مشاعر زينة لتسرق شرفها وتشوه سمعتها وتلحق بها الضرر من ثم تتخلى عنها .... كل ذلك انتقام لنفسك الحقودة .... انت ماكر وبلا ضمير"
هو وبعيون صقرية: "ماذا تريدين الان؟ تصرفي يا سيدة المجتمع الراقية القادرة .... افعلي لابنتك ما يلزم حتى تسلميها او بالأحرى تبيعينها للأثقل جيبا انا عن نفسي اخذت حقي وزيادة"
اقتربت وقالت بحرقة وبجدية: "لأنني امتلك ما تفتقده لا أقدر .... انا فعلا متمكنة وهين علي ان اتلافى الفضيحة واصلح ابنتي فالقدرة والمال والامكانية تمكنني من فعل ما لا يقدر غيري على فعله .... لكنني املك الضمير الحي الذي يمنعني من المراوغة والخداع والتزييف والغدر والطعن بالظهر ونسج الخطط في الظلام .... تزوج البنت يا محمد .... خذ زينه"
رفع بصره بسرعة وبقي محملق بها بعيون واسعة فاحمة الاهداب.
.................................................. ...........................
أنت تقرأ
رواية تحت مسمى الحب لكاتبة هند صابر
Romanceخدعتنى بحبك ماكان سوى كذب وخداع خاف الله وتذكر ان لك اخوات لاترض بان يعاملن كما عاملتنى سامحك الله