الفصل السادس .................
تحركت اهدابها ببطء شديد بذهول عندما قال بنبرة جافة: "لا أقدر ان اتزوجك"
تأملها وهي بالكاد تنطق والدموع ملأت وجهها وبصوت مخنوق: "لماذا؟"
هو وببرود شديد: "قصتنا انتهت الى هذا الحد .... فالسائق ليس له ان يتزوج بنت الاكابر......... السائق ليس له ان يتزوج .... بنت الاكابر"
شهقت واقتربت قائلة بارتجاف: "أي سائق واي بنت اكابر ما هذا الكلام يا محمد؟ انا اعشقك .... كيف انهيت القصة بقرارك وحدك وانا شريكتك بها انا .... انا لم انهي الامر انا متعلقة بك .... سنوات وانا انام واصحى على حبك ماذا تقول؟"
ابعد بصره وكأنه يتهرب من عينيها ونظراتها المحبطة المصدومة حتى استدارت قبالته وقالت كالغريق الذي يستنجد: "قصتنا انتهت؟! بغض النظر عن نكران الحب والمشاعر وبغض النظر عن الصدمة وجروح القلب كيف تريد ان تدير وجهك وادير وجهي وكأن شيء لم يحصل! .... ترى حياتك؟ وانا؟ كيف أرى حياتي؟ انا متضررة .... انا خاسرة .... خسرت شرفي كيف اواجه اهلي والناس والعريس الذي تريد ان تسلمني له بدم بارد! .... انت لا تدرك بأي نار رميتني؟ تريد ان تتفرج علي وانا احترق حتى الموت؟ معقول تكون بلا ضمير ولا رحمة لدرجة ان تسلمني للفضيحة والعار وتهرب؟ لو كنت قلت لي ان قصة حبنا ستؤدي بي الى التهلكة لما ضربت بعقلي وسايرتك برغباتك و"
قاطعها وبعيون جامدة ونبرة جافة: "لا اتذكر انني وعدتك بشيء .... ولا مرة"
خفقت اهدابها وهمست: "لا اصدق"
امسكها من ذراعيها وشدها اليه قائلا بصوت خافت: "انا لا أنكر مشاعري نحوك لاني لست كاذب ولست نصاب ومخادع .... لكن لم اعدك بالزواج .... حياتي مختلفة والفرق بيننا شاسع .... اهلك لا يوافقون ولا اريد ان أقف ذليل امام أحد كرامتي فوق كل شيء واهلك متعجرفين الى ابعد الحدود .... ابوك طبيب متقاعد وأمك على رأسها ريشة وانا مجرد سائق .... والسائق لا يجب ان يتزوج بنت الاكابر"
هي وبتمعن: "لما تكرر العبارة تلك لا افهم؟ من قال لك انني متطلبة؟ من قال لك انني اشبه اهلي؟"
هو وبتجهم واتهام: "لا تشبهين أمك؟ البنت أكثر ما تشبه أمها وتكون نسخة مصغرة عنها .... وان حدث وتزوجنا ستنتهي بداخلك نزوة الحب الصبيانية وتهفت المشاعر ويظهر معدنك الحقيقي ويبدأ الندم ينهشك وتتجلى صورة أمك امام عيني .... غرور وكبر وغباء"
زينة وبحزن عميق ورجاء: "لا يا محمد لا تتكلم هكذا انت لا تعرف امي ومتخيل أشياء غريبة عنها وعني .... كأنك لا تعرفني انا اخر همي الشكليات والمظاهر الفروقات التي تتحدث عنها انا لا اراها ولا افهمها ولا أقيم لها وزن ولو كنت أفكر بذلك لاخترت صلاح منذ البداية ولتطلعت لأمثاله .... انت بنظري سيد الناس وراضية بظروفك واتحمل كل شيء من اجل الحب .... ارجوك لا تتركني .... خذني بالملابس التي علي .... اطعمني خبز وماء ستجدني ممتنة وراضية .... سأرضى بغرفة تجمعنا انا وانت لا اريد منزل خاص ولا مسوغات ولا مال تلك الأشياء لا تجلب السعادة .... سعادتي بحضنك فقط"
أسدل اهدابه ووضع يديه بجيوبه ثم تطلع بها وقال بدم بارد: "اذهبي زينة هذا اخر كلام عندي نحن ليس لبعض"
وضعت يديها على صدره وقالت بدموع متساقطة: "لا ارجوك .... بعد غد الزواج كيف يهن عليك ان أكون لغيرك بعد عشرة سنوات؟ أنقذني يا محمد لا تسلمني للموت .... استر علي .... خذني عندك اقبل يديك ... اقبل قدميك"
ونزلت الى الأرض جاثية وتشبثت بيديه وهي بموقف لا تحسد عليه تتوسل به وتترجاه ان يقبل بها وهي ابنة الجاه والمال والجمال والدلال
من اوصلها الى هذه المرحلة من الذل غير انها فرطت بنفسها وكرامتها وشرفها الذي اعزها الله به وأكرمها وجعلها به غالية وثمينة كالماس
هي من رخصت نفسها بيديها بلوثة اصابت عقلها اسمها العشق ونزغ من الشيطان ظللها واضلها عن طريق الصواب وزين لها ان تسلم نفسها بلا ثمن لرجل استهان بها واستخف بقيمتها لما هانت عليها نفسها والا كانت كنجمة السماء البعيدة التي يحلم ان ينالها امثاله
أنت تقرأ
رواية تحت مسمى الحب لكاتبة هند صابر
Romanceخدعتنى بحبك ماكان سوى كذب وخداع خاف الله وتذكر ان لك اخوات لاترض بان يعاملن كما عاملتنى سامحك الله