الفصل الثالث عشر ............
عند الساعة التاسعة صباحا دخلت ساهرة الى المطبخ مستغربة وجود أصوات معتقدة انها كوثر الا ان تعابيرها تغيرت عندما وجدت زينة قد اعدت الشاي والمائدة ورتبت المكان!
اسدلت اهدابها وبقيت صامتة هنيهة ثم تأملت المائدة المعدة بشكل جيد وقبل ان تقول شيء بادرت زينة وبترحيب: "صباح الخير .... تفضلي .... اسكب لك الشاي؟"
جلست ساهرة بتجهم وبداخلها احتارت وخشيت ان تكون البنت من الصنف الذي يتمسكن حتى يتمكن واكتفت بالصمت عندما سكبت لها الشاي واظهرت لها التقدير والاحترام ونظراتها كانت ودودة وكأنها لاقت منهم كل خير ومحبة وكأن ما حصل البارحة لم يولد بداخلها شيء من النفور او العداء! غريب .... أخشى ان تكونين محتالة ولعوب الله يستر منك ومن افعالك ونيتك فكيف اصدق واحدة لفت عقل رجل وجعلته يتزوجها رغم عيبها الكبير.
نعم انت مخادعة ولن افسح لك المجال لتتمادي بمسكنتك المزيفة
تطلعت بها بنظرة ثاقبة وقالت بانزعاج: "اثرت فوضى في المنزل ولم تراعى الاخرين تعلمي ان تعملي بطريقة أكثر هدوء وما هذا البيض؟ طريقتك سية جدا بأعداده رائحته ازعجتني احمليه عني"
بهتت ملامح زينة وابعدت الصحن جانبا قائلة بنبرة هادئة: "اعتذر .... سأعتاد على طريقتك ان شاء الله"
ساهرة وببرود: "نظفي الصالة فالبارحة امتلأت بالمناديل والاوساخ من الضيوف ونظفي المغاسل وبعدها اخرجي الى الحديقة واكنسي التربة من الأوراق واغسلي الممرات وتعالي بعدها ساعديني بأعداد وجبة الغداء"
اسدلت زينة اهدابها وهي واثقة ان ساهرة تتعمد ذلك لتدفعها الى ترك المنزل لكن لا .... ستثبت لها انها جاءت هنا وبداخلها اخلاص ومحبة ولا تود ان تخسر أحدهم وستحاول قدر الإمكان ان تكسبها فرفعت بصرها وقالت بنبرة مرحبة: "حسنا يا خالة .... تأمرين بشيء اخر؟"
كانت كوثر واقفة عند الباب وسمعت سماجة ساهرة وردود زينة وشعرت بداخلها كأن هذه البنت بنت أصول لولا غلطتها مع محمد لوجدتها كالملاك لكن الذي فعلته لا يغتفر .... اين كانت كل تلك البراءة عندما سلمت حالها اليه ولم تخشى؟
.................................................. ...................
قضت زينة كل الوقت تعمل في المنزل بكل ما لديها من قدرة ولا تنكر انها بطيئة ويدها لم تعتد على التنظيف والاعمال المنزلية الا انها تفعل ما بوسعها وهذه قابليتها.
ليست مستاءة انه بيت محمد والناس الذين تخدمهم هنا اهله وهذا يعني انهم أهلها والذي بداخلها صفاء كبير ومودة لهم رغم معارضتهم لزواجها وموقف والدته لكن كأن الله انزل بقلبها الرحمة والمحبة لهم وتمنت ان يبادلونها نفس الإحساس يوما ما.قالت كوثر لساهرة وهي تقدم لها فنجان القهوة عندما خرجت زينة الى الحديقة: "اظن ان البنت جيدة ولا حجة لك بعد الان .... تبدو مطيعة وخدومة ومؤدبة"
ساهرة وباستنكار: "مؤدبة؟ لا يغرك ما تفعله انه دهاء انا اعرف من هن امثالها انها ملساء كالأفعى وستلدغنا عندما نأمن جانبها وسترين غدا وتصدقين انها اليوم تحاول ان تندس بيننا وستبحث عن أي ثغرة او موطن ضعف عندنا وستمسكنا به انها تريد ان تغسل دماغ محمد وتجعله طوع يدها وبعدها ترينا الوجه الاخر وجه الساقطة الوقحة"
كوثر وببرود: "اعتقد انك تبالغين .... احساسي يقول انها بنت طيبة اصبري عليها ولا تضغطي كي لا تفقدي الاحترام بينكما"
ساهرة وبسرعة: "حتى لو كانت جيدة لا اريدها .... محمد يجب ان يطلقها وتنجلي الغمة عن حياتنا"
.................................................. .................................
ارتبكت رباب وسارعت بخطوتها عندما شعرت بعماد يتبعها بخطوات واثقة وكأنه مبيت النية على ارغامها على سماعه هذه المرة وانفعلت جدا حتى ان وجهها اصطبغ حمرة واذنيها سخنتا ماذا لو تكلم معها بخصوص المشاعر انها لا تقدر ان تستقبل كلام حساس ولا ينبغي لها ان تستجيب وربما عليها ان تطرده .... تطرده؟ لا .... عيب انت لست صغيرة انت طالبة جامعية مثقفة لا تتصرفي كالحمقاء الجاهلة.
.................................................. .................................
بقيت مائدة الفطور على حالها في منزل بهجت ولم يتناولان شيء من الذي امامهما فبهجت مسند ذقنه على يديه وسارح وسهير مكتفة ذراعيها وتشعر بالضيق والحزن لانها تفتقد الى زينة كثيرا فمنذ تركت البيت وقد تغير كل شيء فيه كأنه بلا روح بلا بهجة بلا حياة بلا بسمة .... زينة اخذت كل شيء معها وبهجت بالتأكيد يفتقد وجودها بوسطهما لكنه يكابر ويبدي الجفاء.
ترى ما حالك الان يا بنتي؟
لا يجب ان تتركها لقمة سائغة له عليها ان تذهب وتراها كي لا يشعر انها وحيدة منبوذة بلا اهل فيستغلها ويمارس عليها دور ولي الامر والراعي ....
يجب ان ترى كيف حالها وأين اسكنها وكيف عيشها وبأي مستوى؟ وما مدى تقديره لدلالها وترفها؟
أنت تقرأ
رواية تحت مسمى الحب لكاتبة هند صابر
Romanceخدعتنى بحبك ماكان سوى كذب وخداع خاف الله وتذكر ان لك اخوات لاترض بان يعاملن كما عاملتنى سامحك الله