الفصل الرابع عشر ...........
جلست رباب مرتبكة وتفرك بيديها امام عماد الذي جلس قربها وقدم لها ورده حمراء قائلا بتأمل: "تعلمين .... انها بلون وجنتيك الان .... تطلعي بي من أي كوكب انت يا رباب؟ معقول في هذا الزمن بنات على شاكلتك والله توهتني ودوختني بخجلك وحياءك"
رفعت بصرها بالتدريج وببطء جدا وشعرت بذوبان قلبها عندما تطلعت بجمال عينيه العسليتين وجاذبيتهما!.................................................. ..........................
نام محمد لساعات حتى العصر وزينة لم تجد امامها سوى ان تكمل ما بدأته وان تمسح دمعها بيدها وتضمد جرحها البليغ كي توقف نزيفه بعد ان أيست من ان هناك من يجبر بخاطرها ويمسح دموعها سواها .... ستواصل رغم انها مصدومة به وبحياته وطريقة تعامله واسلوبه الغير متحضر فلم تعد مستغربة من امه ولا من اهله ونظرتهم اليها الصدمة الكبرى به هو ذاته كأنه تزوجها لينتقم منها ليس من اجل الحب كما اعتقدت! ....
لكن لا يجب ان تستسلم بأن زواجها فشل وأنها أخطأت عندما هربت معه ورضيت ان تكون زوجته رغم حالته الاجتماعية والمادية .... عليها ان تستمر بالتبرير له ومسامحته كي تكسبه بالأخر وتسترده اليها لأنها تحبه وضحت بنفسها وأهلها وعزها من اجله فلا يجب ان تستسلم للخسارة وان تضحياتها ذهبت هباء وربما الله غدا يجبر قلبها بما يفرحه.
كانت تعمل في المنزل يد بيد مع كوثر وكأنها تريد ان تشغل نفسها كي لا تبقى تفكر وتقلب عليها المواجع وكأنها تريد الهروب مما حصل حتى ان ساهرة استغربت قابليتها على تقبل الوضع وتقبل محمد وغضبه ومزاجه الحاد! ما سر هذه البنت؟
لا محمد غني وعنده ما ليس عند غيره كي تتمسك به هكذا بدافع الطمع ولا لديها هدف تعمل من اجله مثلا ان يتزوجها فقد تزوجها وتحقق المراد فما بالها متنازلة عن كرامتها هكذا؟
معقول تحب محمد لهذه الدرجة لا تصدق اكيد وراء ذلك سر؟ ربما وراء هذه البنت سر لا تعرفه كأن أهلها يبحثون عنها ليقتلوها مثلا لانها بنت سيئة السمعة وتريد الاختباء تحت ظله والاحتماء به لان لا أحد لديها غيره؟ ان كان الامر صحيح فيا ويلها على ابنها فقد وضعته على شفا حفرة من نار وحياته بخطر بسببها
ربما هذا هو السبب وراء حدة مزاج محمد منذ تزوجها ربما هو خائف من أهلها وتربصهم به! ربما محمد متورط بحبها ولا يقدر ان يتركها فتزوجها وقرر تحمل العواقب!
المشكلة انها لا تعرف شيء عن أهلها كل ما تعرفه من رباب انها بنت من عائلة غنية مدللة حتى الفساد وضيعت شرف أهلها وشرفها بدخولها بعلاقة محرمة مع محمد لكن لا تعلم طبيعة أهلها اخلاقهم سيرتهم؟
انها واثقة انهم ناس مختلفين عنهم ومتحررين اكثر من اللازم ولا مبادئ عندهم ولا دين وقد كونت عنهم فكرة سيئة جدا منذ البداية لأنهم يتركون ابنتهم بحريتها دون رقابة لتذهب مع محمد الى أي مكان يشاء ويستفرد بها ويحصل ما يحصل ولسنوات وكأنها امرأته!
ما سبب سكوتهم عن علاقتها به كل تلك الفترة التي مضت وما سبب سكوتهم على هروبها من ثم زواجها ولا أحد منهم جاء او تطقس او طارد لحد الان؟ معقول لا يعرفون شيء؟
هذه الغاز بحاجة الى ان تفككها كي تعرف الحقيقة كاملة.
.................................................. .................................
بعد ان انتهت سهير من زينتها ارتدت أفخم ملابس عندها متعمدة وبالغت بإظهار مدى رخائها بقطع المجوهرات الماسية التي تزينت بها وأخيرا رشت جسدها بعطرها الفاخر وتناولت الهاتف وطلبت صلاح كي يذهب معها بمشوارها الحساس جدا.
.................................................. .................................
دخلت رباب الى البيت على غير عادتها فالسعادة كانت تضج من ملامحها والبهجة والسرور يفضحها حتى انها رمت كتبها وقبلت خالتها وامها وكأنها فراشة محلقة وما ان دخلت الى غرفتها ووجدت زينة هناك امسكتها من يديها ودارت بها قائلة: "زينة .... زينة حبيبتي اشتقت لك"
زينة وبابتسامة واستغراب: "على مهلك دخت .... دخت"
توقفت قائلة بهمس: "كلمني .... صارحني .... اخبرني ان قصده شريف ونيته صافية وانه يريد ان يتقدم لي ويطلبني من محمد .... طلب العنوان وكان جميل .... جميل وجذاب الى ابعد الحدود .... انا سعيدة ربما هذا اسعد يوم بحياتي"
تلاشت ابتسامة زينة بالتدريج وتطلعت بها بقلق لانها تعلمت من خبرتها ان الفرحة الزائدة مكلفة وتذكرت اليوم الذي صارحها به محمد بحبه وبغرضه الشريف وكأن الحكاية تتكرر وكأن القصة تبدأ لتنتهي بالنهاية التي وصلت اليها هي!
لاحظت رباب ملامح زينة المحبطة وحزنها وعيونها الذابلة الاجفان وقالت باستغراب: "ازعجك ما قلته؟"
تخيلت رباب ان زينة حسدتها على تلك السعادة وخشيت ان تكون بسبب ظروفها لا تتمنى لها الخير.
جلست زينة وقالت ببراءة: "انتبهي رباب .... انتبهي"
بقيت رباب تتأملها وهي تغير ملابسها وبقلبها استياء لان زينة لم تبادلها الفرحة ربما لانها مختلفة عنها وعلاقتها بعماد نظيفة وليست ملوثة كما هي!
أنت تقرأ
رواية تحت مسمى الحب لكاتبة هند صابر
Romanceخدعتنى بحبك ماكان سوى كذب وخداع خاف الله وتذكر ان لك اخوات لاترض بان يعاملن كما عاملتنى سامحك الله