الفصل الثالث

310 15 0
                                    

الفصل الثالث ....

خرجت سهير من غرفة زينه بتوتر وغضبها قد بلغ أشده كيف لتلك المخبولة ان تطعن الرجل بكرامته ورجولته بلا حياء ولا ادب؟
كأنها بنت طويلة اللسان قليلة التربية كأنها لم تتعب وتشقى بتربيتها!

هبطت السلم وهي تمتم بكلمات الانزعاج والاستنكار وبسرعة جلست وسحبت علبة السجائر .... ماذا تفعل الان مع صلاح الذي بدت اعصابه كالنار المستعرة؟ كيف تجبر ما فعلته زينه؟
زينه بحاجة الى الحزم والشدة كي تسير على الصراط المستقيم ولا تحيد عنه .... لا يجب ان يضيع صلاح من يدها والا فأنها خسرت خسارة فادحة.
.................................................. ................
رفعت زينه رأسها بالتدريج وتطلعت بعيون حمراء دامعة الى بهجت الجالس قبالتها عندما قال بنبرة خافتة ومريحة: "الان هدأت؟ يمكننا ان نتكلم؟"
اجابت بصوت خافت: "كل ذلك لأنني قلت الحقيقة لصلاح؟ لست نادمة .... عليه ان يعرف رأيي به بوضوح .... لا يمكن ان أوافق"
اومأ بهجت وقال بهدوء تام: "بداية لا أحد بهذه الدنيا يجبرك على الزواج وانت لست راضية .... اطمئني من هذه الناحية .... وغضب أمك وثورتها ذلك لانها مستنكرة ردودك الجافة لابن عمك ومواجهته بقسوة وخشونة .... وموافقتها على صلاح لا يعني انها تريد ان ترميك بالتهلكة بالعكس هي تفكر بمصلحتك بكل الأحوال"
هي وبسرعة: "افهم من ذلك إنك موافق أيضا؟"
أجاب بجدية: "لست موافق ولست رافض وهذا هو ما يجب ان تتبعينه في الحياة .... لا قرار سريع ولا رد اثناء الغضب .... التريث التفكير .... التحليل من ثم القرار .... كان عليك ان تمتصي غضب أمك بالقول .... صلاح رجل جيد لكن لا أقدر ان اخبرك بقراري الان أعطني مهلة لأفكر .... المتسرع كالأحمق الذي يضيع حقه بتعصبه واندفاعه"

قالت بحزن: "لكني لا اريد ان أفكر .... قراري حاسم"
هو وبعيون خضراء متألقة وبتفهم: "وانا احترم رأيك وسأقف بصفك وسأعتذر لصلاح وينتهي الامر ما رأيك"
اشرقت بوجهها الحزين ابتسامة امتنان واسرعت اليه وعانقته بقوة
مسد على شعرها وهمس: "لكن هذا لا يمنع ان تفكري قليلا .... حبة تفكير واحدة .... صلاح ليس سيئا جدا"
.................................................. ...................
عندما نزل بهجت تطلعت به سهير الجالسة في الصالة المفتوحة على مرافق البيت كله وقالت بنبرة جافة: "الى اين وصلت معها؟"

اتجه بقامته الطويلة وجسده المتناسق القوام نحوها وجلس قربها قائلا: "ستفكر بالأمر .... لا تضغطي عليها .... الضغط يولد التمرد .... دعيها تشاور نفسها ...... كما انها ليست ملزمة ان توافق صلاح ليس اخر رجل بالعالم ونخشى ان نفقده .... بنتك مازالت صغيرة وامامها حياة طويلة ومستقبل كبير لأنها بنت جميلة ومتعلمة ومثقفة ورقيقة ومحترمة وحلم أي شاب"
وضعت ساق فوق أخرى وقالت بعدم اقتناع: "دلالك المفرط اوصلنا الى هنا .... ان تتواقح علينا وليس لديها كبير .... لست مقتنعة بالمماطلة علينا ان نختم الامر بالموافقة وإعلان الخطوبة والتجهيزات للعرس"
نهض قائلا بانفعال: "لا .... قد اسنادك على أي شيء الا ارغام البنت على الزواج .... لا الشرع ولا القانون يسمح بذلك"
وتركها وذهب لتبهت تعابيرها وتشيح ببصرها وتتنهد .... ان ساندتها يا بهجت ستصعب علينا الأمور وتعقدها .... لن ينقصني الا انت لأحمل هم اقناعك .... انا أفكر بمصلحة ابنتي ولا يمكن ان اسمح للعواطف ان تحول دون تحقيق الحلم .... منذ زمن وانا اطمح ان ازوج زينه لرجل يثاقل وزنها ذهب لأنها تستحق .... بنتي ليس كأي بنت .... بنتي كالماسة ثمينة وغالية.

رواية تحت مسمى الحب لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن