تحت مسمى الحب
الفصل الحادي والعشرون....
في اليوم التالي وبعد الظهيرة وقفت سيارة غريبة امام بيت محمد وترجلت منها امرأة خمسينية وتطلعت بالدار بشيء من عدم الاقتناع .... يبدو ان عائلة رباب ضعيفة ماديا لكن لا بأس .... المظاهر والشكليات ليست كل شيء بهذه الحياة .... المهم انها بنت طيبة ومن عائلة محترمة ....
رنت على الجرس وكان والد عماد ينتظر في السيارة.جلست ام عماد بتحفظ على الاريكة البالية وكانت تتطلع بالوجوه بابتسامة فاترة وفي نفسها لم يعجبها ان يقترن ابنها ببنت من عائلة بسيطة جدا كهذه! لم تتوقع ان يكون ذلك هو المستوى الذي اختاره عماد!
من حقها كوالدة ان تبحث لولدها عن فتاة مناسبة تعينه وتسنده على الأقل بعزوة أهلها وسمعتهم ربما عليها ان تتريث وتطلب من عماد ان يفكر مليا قبل ان يتخذ قرار مصيري كهذا!
بدت مترددة وصامتة اغلب الوقت حتى تطلعت ساهرة بكوثر وبقلبيهما شك بأن هذه السيدة المحترمة الموقرة جاءت من اجل هدف معين .... ربما هي من أقارب زينة وجاءت تطمئن عليها؟ او ربما مبعوثة من الجامعة لتتطقس عن غياب رباب المفاجئ وانقطاعها عن الدوام!
نهضت كوثر لتضيفها ورمقتها ساهرة بنظرة تساؤل لتقول ام عماد بروية: "انا والدة زميل رباب ابنتكم .... جئت من اجل الاطمئنان عليها"
بهتت تعابير ساهرة وتملكها القلق لانها ادركت من هذه السيدة ولماذا جاءت! انها والدة عماد .... يالخوفها لو علم محمد سيقيم الدنيا ولم يقعدها.
هرولت زينة واقتحمت غرفة رباب عندما عرفت من كوثر بوجود ام عماد هنا وعندما انتفضت رباب من رؤيتها وهتفت بغيظ: "لا اريد رؤية وجهك اغربي .... اغربي"
قالت زينة بلهفة متجاهلة انفعالها: "والدة عماد بالخارج ابشري يا رباب انها جاءت من اجلك .... هذه الفرصة الوحيدة لإنقاذك من ذلك الزواج عليك اغتنامها يا رباب انهضي واغسلي وجهك واخرجي اليها لا تضيعي الوقت"
تغيرت ملامح رباب حالما سمعت باسم عماد وهبت واقفة وشبكت يديها ودعكتهما وهمست بانفعال: "صحيح؟ ام عماد؟ يا الهي .... يا الهي .... عماد سيضيع من يدي لو عرف بأمر الزواج"
امسكت زينة يدها وجذبتها قائلة بقلب خافق: "هيا لا وقت للكلام"
والتفتتا بسرعة وتملك زينة القلق عندما همست ساهرة بعيون ملتهبة: "اياك وان تتحركي خطوة واحدة من غرفتك يا رباب .... حذرتك"
اسدلت رباب اهدابها وشعرت بالمحاصرة بين رغبتها وخوفها .... لا .... لا يجب عليها ان تخرج وتعرض عماد وأهله للحرج ولهمجية محمد وسوء خلقه .... ربما يعاملها كما يتصرف مع سهير .... لا لن تسمح بذلك"
قطبت ام عماد جبينها ورمقت ساهرة بنظرة استغراب عندما اخبرتها ان رباب بخير لكنها نائمة والذي فاقم دهشتها الذي قالته ساهرة بعد ذلك .... رباب مخطوبة وستتزوج غدا!
لما وجدت زينة رباب بحالة سيئة وعاجزة عن التصرف اسرعت الى كتب رباب المصفوفة على الطاولة وجذبت احد الدفاتر وانتزعت منه ورقة ورباب راقبتها بحيرة ترى ماذا تنوي ان تفعل؟
جلست زينة وكتبت على الورقة بضعة عبارات سريعة مقتضبة وغادرت الغرفة على عجل
نهضت ام عماد وقالت باقتضاب: "على ان اغادر اذن .... الحمد لله انني اطمأننت عليها"
ساهرة وبجفاف: "اهلا وسهلا"
كانت زينة واقفة عند باب الدخل عندما خرجت ام عماد وتظاهرت بمرافقتها الى الباب حتى دست الورقة بيدها قائلة: "مع السلامة يا خالة"
أدركت ام عماد ان الورقة تلك فيها سر ما يخص رباب وعماد ولم تبدي دهشتها وانما اطبقت عليها وغادرت.
تنفست زينة الصعداء وشعرت بشيء من الارتياح لانها ساهمت ولو شيء بسيط بمحاولة انقاذ رباب من المأزق التي وضعتها به والذي ضيع عليها طعم راحة البال من يومها وحرمها المنام.
وعندما دخلت وقفت قرب باب غرفة رباب التي سمعتها تهتف بحزن عميق: "انكم تعدمون قلبي بذلك الزواج .... لا أقدر ان اتزوج سامر .... لا أقدر .... لا أقدر"
ابتلعت زينة ريقها وفكرت ان تتكلم مع محمد رغم انها تعرف مدى صعوبة الامر لكن عليها ان تحاول ولو على حساب علاقتها بمحمد ولو كلفها ذلك اهدار كرامتها التي هي أساسا مهدورة بهذا البيت ....
أنت تقرأ
رواية تحت مسمى الحب لكاتبة هند صابر
Romansخدعتنى بحبك ماكان سوى كذب وخداع خاف الله وتذكر ان لك اخوات لاترض بان يعاملن كما عاملتنى سامحك الله