الفصل الخامس

276 16 0
                                    

الفصل الخامس ....

زينه وبضعف ودموع وهي متشبثة بيد رباب: "أخبري محمد بكل شيء .... رباب الخميس الزواج تدركين معنى ذلك؟ أفكر ان انتحر ان اقتل نفسي ان احرق نفسي .... لحد الان لم أخبرهم بشيء عن محمد .... امي لم تدعني بسلام من الصباح حتى المساء تلح بالأسئلة حتى انها بدأت تعاملني بقسوة ........ اريد محمد .... اريد رؤيته ...... اخبريه انني اتعذب واني"
طلبته رباب بالهاتف وناولتها إياه قائلة بتعاطف: "كلميه"

أسدل محمد اهدابه وهو يستمع الى صوتها المرتعش الواهن واستغاثتها به وهي تتوسل: "محمد ارجوك افعل شيء .... لا تتركني هكذا .... اريد ان اراك .... استرني يا محمد"
واتسعت عينيها على اشدهما وتطلعت بسرعة بالهاتف الذي اغلقه بوجهها!
تأملت رباب بملامح مصدومة وغير مصدقة وهمست بتعجب: "لقد اغلق الخط؟ محمد اغلق الخط بوجهي يا رباب! .... ماذا يعني ذلك؟ أخبريني فسري لي؟ انا بأزمة وأول مرة امر بأزمة كبيرة وصعبة و ... ومحمد تخلى عني؟ من اول عثرة تخلى عني؟ بعد كل ذلك الحب الكبير وبعد ما منحته كل شيء من مشاعر وإخلاص ومحبة و .... شرف!"

خفضت رباب بصرها بحرج وهي لا تعرف بماذا ترد عليها؟ محمد خسيس .... تقول لها ان محمد خسيس؟ ام انها المغفلة؟ ام انها التي رخصت نفسها؟
زينه وبصوت مخنوق بالعبرة: "محمد يحبني وانا واثقة من انه سيفعل شيء .... لا يمكن ان يتركني للفضيحة ولا يمكن ان يسمح ان اتزوج غيره لا يمكن ان يتصورني لرجل غيره .... لا يمكن ان"
رباب وبنبرة قوية: "كفى .... لا تمني نفسك .... محمد كشف حقيقته واوصل لك الرسالة .... زينه انت واقعة في مأزق وكفاك تفكير بسذاجة وغباء .... حاولي ان تفعلي شيء لنفسك قبل فوات الأوان"
ارتجفت شفتيها وهزت رأسها قائلة بضعف: "لا اصدق .... لا أقدر .... افعل شيء لنفسي؟ ماذا افعل؟ وهل الذي خسرته قابل للاسترداد؟ .... محمد اخذ كل شيء مني ولم يترك لي سوى النفس الذي بدأ يضيق علي ويخنقني .... ماذا افعل؟ .... رباب .... رباب ارجوك كلميه أقنعيه اشرحي له حالي قولي له انني احبه واحتاجه ليحميني مما سيجري علي و"
نهضت رباب وقالت رغما عنها: "اسفة .... انها مشكلتك يا زينه ان النار ستحرقك وحدك ومحمد نفذ .... عليك ان تيأسي لا انا سأكلمه ويقتنع ولا عشرة مثلي قادرين على التأثير عليه لانه راشد ويعرف ما يفعل وقراره صدر عن اقناع تام ....... لن يتزوجك"
شعرت رباب بالشفقة نحوها وهي تتأمل منظرها الضعيف وصدمتها الكبيرة وانكسارها لكن من واجبها ان توعيها وتقطع املها المتعلق بمحمد النذل.
قبل ان تبتعد تمسكت زينه بطرف فستانها قائلة بملامح ضائعة ومنكسرة: "ماذا افعل؟ الست صديقتي؟ الا ترشديني؟"
رباب وبهمس: "ارشدتك ألف مرة لكنك لم تأبهي يوما"
اخفت وجهها واجهشت بالبكاء واقتربت منها رباب وامسكت كتفيها قائلة: "تطلعي بي زينه .... أنقذي نفسك قبل فوات الأوان .... أخبري أمك بالحقيقة قبل العرس قبل الفضيحة قبل ان يكتشف ابن عمك الامر ولن يرحمك وقتها .... النجاة في الصدق"

رواية تحت مسمى الحب لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن