الفصل الخامس عشر .........
تراجعت سهير وقالت بعبرة وقهر: "بيت زوجك وراضيه؟ ذلك القرف تسمينه بيت وهؤلاء الناس تفضلينهم على أمك وابوك؟ .... والله يا زينة لو لم تعودي لصوابك لتبرأت منك ليوم الدين وانسي ان لك ام مدى الحياة .... ابوك هناك قتله القهر يحبس نفسه بغرفته وربما من غيظه سينفجر ويموت بغيظه وحسرته وهو غير راض عنك! تعالي واطلبي رضاه قبل ان يمسخك الله على عقوق الوالدين .... يمسخك أكثر مما انت به الان"
ضغط محمد بقبضتيه على سور السلم وبقيت ساهرة تتطلع بزينة التي خفضت بصرها وتساقطت دموعها.
كانت رباب تراقب كل ما يحدث وبداخلها ألف علامة استفهام معقول زينة تضحي هكذا بكل شيء من اجل محمد؟ معقول الحب يجعل من الانسان عبد؟ موقف زينة عبودية ام ضعف ام وفاء وإخلاص ام خوف؟ اليس من الاجدر بها ان تهرب مع أمها بعد ان حصلت على الزواج واطمر العار وماتت الفضيحة ولم يعد هناك من يهددها!تطلعت زينة بأمها عبر عيون شديدة الحمرة وهزت رأسها باستنكار غير مصدقة قسوتها فالذي قالته كلام كبير وخطير اثر بها وعذبها ووجدت نفسها بموقف حرج ودوامة من الحيرة تلف بها بقوة ولا تمكنها من الاختيار بين امرين صعبين كالحياة والموت كالجنة والنار .... نعم الجنة والنار لأن فراق محمد بالنسبة لها كالنار لا تقدر عليه وان خيارها بالزواج منه جاء بدافع العشق والمحبة الكبيرة وليس ليسترها فقط الموضوع أكبر من ذلك بكثير ان الذي بداخلها مشاعر حقيقية مسيطرة عليها كليا انها مغرمة به وخطوة الزواج كانت اكثر ما تتمناه بحياتها أيام وليال طوال واشهر وهي تتمنى وتحلم بأن محمد يتخذها زوجة وليست حبيبة فقط واليوم تحقق الحلم رغم الصعوبات التي واجهتها لكنه تحقق
كانت سهير تتأملها بترقب منتظرة منها ردة فعل على ما قالته لها وهي متأثرة جدا وحزز بنفسها موقف بنتها الوحيدة وكيف تعرضها لمثل ذلك الاحراج والاهانة؟ كيف تهون عليها أمها هكذا! لماذا تفكر أساسا فالمفروض كفة أهلها هي الاثقل وليس ذلك الصعلوك؟ الاجدر بها ان تحمل نفسها وتعود معها وتوقف تلك المهزلة
وساهرة هي الأخرى عجزت عن الكلام وبقيت تتطلع بزينة منتظرة منها ان تختار أمها وتذهب معها وتنهي ذلك الصراع المزعج .... ليتها تذهب وتنتهي القصة على خير وسلام ومحمد يعود الى رشده ويختار شريكة حياته المناسبة اللائقة به وبحياته
اما كوثر فكانت حزينة لانها واثقة ان زينة ستراجع نفسها تحت الضغط وتذهب وتترك محمد وتكسر قلبه وتجرح كرامته ورجولتهارتجفت شفتي زينة ولا تعرف كيف تنطق كأنها بين المطرقة والسندان وبين خيارين تعجيزيين اما ان تبقى مع محمد وتخسر أهلها الى الابد وتنسى ان لها ام واب او انها تترك كل شيء وتذهب مع أمها!
تترك محمد؟
بعد سنوات الحب والعشرة وكل ما بينهما من مشاعر كبيرة تدير له ظهرها وتعود الى حياتها السابقة؟
لا تنكر ان محمد عاملها بمنتهى القسوة والتبجح منذ اخبرته عن خطبة صلاح لها وطالبته بالزواج لهذا اليوم
وأمه اهانتها بما يكفي واسمعتها اسوء ما يمكن ان تسمعه
لكنها واثقة انها ازمة وستزول ....
واثقة انه تراكم هموم واضطراب مؤقت بالعلاقة وان كل شيء سيكون على خير ما يرام لاحقا
لانها تعرف محمد جيدا والذي بينها وبينه ليست علاقة يوم او يومين ان الذي بينهما عمر .... محمد حبيبها الذي اظهر لها مشاعر قوية وعاطفة جياشة اسرها بها وعيشها بأحلام الغرام ليال طوال
بينهما كلام حفر بذاكرتها وأصبح من المستحيل التغاضي عنه ولا تقدر ان تنساه
بينهما عهود وضحكات ومواقف ودموع وافراح واحزان وغضب وعفو وكل شيء لا تستوعب ان تتناساه وتمضي!
أنت تقرأ
رواية تحت مسمى الحب لكاتبة هند صابر
Romanceخدعتنى بحبك ماكان سوى كذب وخداع خاف الله وتذكر ان لك اخوات لاترض بان يعاملن كما عاملتنى سامحك الله