الفصل السابع عشر ..........
زينة وبانفاس متقطعة: "اقسم بالله انا لا اعرف لماذا صلاح يتصل بي ولماذا يفعل ذلك؟ كأنه يريد ان ينتقم مني بهذه الطريقة ومحمد لا يفهم المخطط .... يا خالة انا عرفت كل شيء عرفت الحقيقة والدافع وراء زواج محمد بي .... محمد لا يحبني كما كنت متوقعة .... انه اتفاق بينه وبين امي .... محمد جشع وتزوجني بمقابل"
اتسعت عيني ساهرة وتطلعت برباب التي بهتت واخبرتهما زينة بكل شيء قالته سهير لها.
.................................................. ...........................
وضعت ميساء العباءة على رأسها وخرجت من الغرفة بعد ان غادر محمد البيت وأشارت بيدها لسامر الذي كان يجلس مع الشباب في الصالة الصغيرة حتى نهض واتجه الى حيث هي واقفة قرب الباب الخارجي لتقول بدهشة واستخفاف: "ما به صاحبك ليس على بعضه؟ بقي يتطلع بي كل الوقت وكأني مذنبة! .... من عبث بالعدادات؟"
سامر وبتبرير: "عريس جديد وخلقه ضيق بسبب مشاكل خاصة ظننتك ستخرجينه مما به من نكد"
قالت بانزعاج: "جئت ولم اتأخر عندما اخبرتني ان محمد عاد وطلبني لكن يبدو انه مازال متردد ولديه المشكلة ذاتها .... لا تبعثوا لي ان طلبني مجددا حتى يعرف ما يريده"
ثم لفت جسدها بالعباءة وقالت باستخفاف: "ان كان تاب فالتوبة حلوة .... عقبالك" وفتحت الباب وخرجت مستاءة................................................... .........................
دخل محمد الى الغرفة وتجهم وضاقت عيناه عندما لم يجد زينة وبضجة صفق الباب ونزل مهرولا وهتف متجاهلا سكون الليل وتأخر الوقت: "زينة؟ .... اين هي؟ أي ذهبت؟ ....... زينة؟ ...... زينا"
فتحت ساهرة عينيها بفزع واعتدلت كوثر قائلة بقلق: "لا حول ولا قوة ال بالله والله عين واصابت محمد"
اجفلت رباب واعتدلت زينة مذعورة ولم تمض دقائق حتى اقتحم عليهما الغرفة مما جعل قلبها يخفق بقوة وهي تتطلع به وبمنظره المخيف وشهقت رباب عندما هرع الى زينة وانتزعها من السرير ودفعها الى الباب قائلا بهياج: "من سمح لك بالنوم هنا؟ هذا ليس مكانك وواجبك ان تنتظرينني في الغرفة فوق حتى عودتي"
ثم قبض على معصمها وسحبها معه الى السلم كالشاة ولا تعرف كيف تصف حالة الألم والخيبة التي اعترت قلبها وعقلها ....
هذا هو الزواج حلم كل الفتيات؟
هذا هو الامل والحلم الوردي الذي كانت تنام كل ليلة على امله؟ ان تتزوج حبيبها؟
هذا هو ما يسمونه الزواج عن حب؟ من هذا الرجل؟ من هذا الوحش؟ سكران! .... رائحة الشراب تفوح منه وقد تخلى عن الاخلاق واللياقة تماما وبدى لها تربية شوارع بحق كما كانت تنعته والدتها....
لا امان بقربه ولا راحة ولا استقرار ومنذ دخلت الى بيته وقد عانت ما عانته من القلق والخوف والذل وأخيرا الضرب والتعنيف .... قد خسرت بحبه كرامتها وليس عفتها فقط وخسر محمد ثقتها به وتعلقها به وحتى حبها ولو استمر على مثل هذه التصرفات الهمجية ستعلن كرهها له لا ان تتوقف عن حبه فقط.عندما زجها في الغرفة بالكاد وازنت نفسها ولمست قسوة غريبة بعينيه المشتعلتين وهزت رأسها غير مستوعبة شخصيته الجديدة المقززة كأنه لم يكتفي بضربها صباح اليوم وجاء ليكمل عليها لكنها التزمت الصمت وقررت الا تستفزه كي تحافظ على نفسها لأنه بدى متحفز ضدها وكأنه يريد يمد يده عليها مجددا! .... ان محمد مريض ومجنون ولا يمكن ان تتقبله بعد الذي رأته منه .... يا خسارة الحب الذي جمعنا .... يا خسارتك.... كأن امي كانت على حق .... الان فهمت لماذا لا يجب ان تستغني البنت عن أهلها وسندها وعزها في بيت ابوها والا تبقى بلا ظهر كما فعلت بنفسها عندما باعت أهلها من اجله واستفرد بها هكذا بدت وحيدة وضعيفة وظهرت حاجتها لوجود والدها ليحميها منه لكن كيف؟ كيف وقد تبرأ منها ولم يعد يتقبلها؟
انهمرت دموعها بغزارة عندما نهرها قائلا وهو يشير الى السرير: "خذي وسادة وشرشف ونامي هنا على الأرض لا تنامي قربي مكانك ليس هنا قربي بل أسفل مني ولتأتي الوالدة وترى حالك هنا وتستذكر عبارتها "ليس للسائق ان يتزوج بنت الاكابر".... تزوجها وتفضل عليها أيضا .... انا هنا سيدك وتاج رأسك انت وأمك الحيزبون التي جاءت تهينني هنا في بيتي رغم ما فعلته من اجلكم من رجولة .... لا تطلعي الي هكذا الا يكفي انني اكرمتك بالزواج الرسمي؟ من غيري يفعلها؟ انا المغفل الوحيد الذي غيب عقله وأصبح طيب أكثر مما ينبغي .... كأنها نسيت انها كادت ان تقبل يدي حتى استرك بالزواج؟ اما انها امرأة وقحة تريدني ان أطلقك حتى تعودين اليها تحت شعار مطلقة وليس منتهكة وبذلك تكسب شرعية الشرف من ثم تزوجك الى ابن عمك الثري وكأن شيء لم يكن وانا بهذه القصة العب دور المنقذ!"
ثم اقترب منها وبعيونه بريق اتهام وهي تراجعت حتى التصقت بالجدار وقال بهمس: "انت متفقة معها على كل ذلك .... لكن سأخيب ظنكما وينقلب دور المنقذ الى ملك الموت بالنسبة لكما .... سأجعلك وامك تبصقان دم وتذرفان دموع الندم على الاستخفاف بي واستخدامي وسيلة لاسترداد شرفك من ثم الزواج بذلك الثور الذي ينعتني بالوسخ .... انا وسخ؟ انا وسخ؟ تكلمي؟ تكلمي؟"
ثم قبض على خصلة كبيرة من شعرها وهز رأسها بعنف قائلا كالمجنون: "تكلمي من الوسخ؟"
اجهشت رباب بالبكاء وهي تسمع صراخه وغشيت رأسها بالغطاء وأغلقت اذنيها
اما عن ساهرة فقد جلست في سريرها وقالت بحزن: "حتى تتأكدوا جميعا انني كنت على حق عندما رفضت ذلك الزواج .... لو كان تزوج نادية لما حصل كل ذلك لما قدر على تعنيفها هكذا ولما عاش في الجحيم وحرقة الاعصاب والسهر والسكر .... محمد ابني وانا اعرفه لن يستمر معها سيطلقها لانه غير مقتنع بالزواج أساسا"
كوثر وهي تداعب المسبحة: "والبنت ما ذنبها؟ تزوجته بدافع حبها ولم تطلب مال ولا مصوغات رغم غنى أهلها ودلالها ورضيت بالحال و"
ساهرة وبتبرير: "طبعا لم تطلب ولا تتشرط لانها معيوبة"
كوثر وباستنكار: "ان الله امر بالستر كفاكم اذى .... انا واثقة انها بعد اليوم ستغادر وترجع الى أهلها وربما سينتقمون من محمد على ضربها واذلالها"
.................................................. ...........................
عند طلوع الفجر بحثت زينة في الغرفة عن هاتفها وبنيتها ان تتصل باهلها لإنقاذها لكن الذي حصل انها وجدت نفسها كالحبيسة الغرفة مقفلة بالمفتاح والمفتاح ليس له اثر وهاتفها قد اختفى تماما!
تطلعت به وهو غارق بالنوم وتمنت ان تهرب قبل ان يستيقظ واقتربت منه بهمس محاولة البحث عن المفتاح قربه والخوف شل حركتها فلم تعد تأمن ردة فعله لانه ليس محمد الذي تعهده انه بركان من الجحيم.
ابتلعت ريقها وهي قريبة جدا وارتجفت شفتيها وهي تتطلع بوجهه الذي ذكرها بحبيبها السابق .... ملامحه هادئة وبريئة وقد عادت لتقاسيمه جاذبيتها .... تمنت ان يكون كل ذلك مجرد حلم وانها مازالت حبيبة وليست زوجة .... او بالأحرى ليتها لم تكن حبيبة ولا زوجة.
وتراجعت بسرعة وهي تمسك صدرها عندما تحرك واستدار الى الناحية الأخرى.
نزلت الى الأرض وجلست على سريرها تحته هذا يرضيك يا محمد انت فوق وانا هنا افترش الأرض تحتك؟ ما معنى ذلك؟ معقول انت تنتقم مني؟ لكن لماذا؟ ما ذنبي معك؟ ان كنت تتلذذ بأذلالي فانت مريض وبحاجة الى علاج.
.................................................. ............................
أنت تقرأ
رواية تحت مسمى الحب لكاتبة هند صابر
Romanceخدعتنى بحبك ماكان سوى كذب وخداع خاف الله وتذكر ان لك اخوات لاترض بان يعاملن كما عاملتنى سامحك الله