الفصل التاسع................
امسكتها رباب من يدها وقالت بسرعة: "تعالي زينه .... تعالي الى غرفتي ارتاحي وغيري ملابسك وغدا يعود محمد ونتكلم"
نهضت وهي تشعر بالغربة بينهم وخروج محمد وتركه لها بموقف حرج بينهم أضعفها وفاقم حيائها منهم وقبل ان تخطو مع رباب فوجئت بساهرة تدخل عليهم الصالة والشرر يتطاير من عينيها وما ان رأت زينة حتى انقضت عليها وجذبتها من ذراعها وهزتها بعنف قائلة بغيظ واتقاد مما جعل زينة تجفل وتفزع: "ان كنت تظنين انني استقبل عاهرة في بيتي فانت مخطئة"
وضعت زينه يدها على فمها وظهرت الدموع بعينيها في حين عضت رباب على شفتها وبدت محرجة وكوثر ارادت ان تقول شيئا الا ان ساهرة دفعتها قائلة بنبرة اتهام: "اخرجي من بيتي الان .... ثانية واحدة لا احتملك هنا .... هيا"
صعقت زينة من موقف ام محمد ولم تتوقع ابدا انها بنظرهم بنت بلا شرف كل ظنها انها حبيبة محمد وانهم متقبلين الامر .... صدمها الكلام .... الاتهام الإهانة .... الطرد! وصل الامر الى الطرد أيضا؟
تدفقت دموعها وقالت بانفعال وببشرة محتقنه جدا: "اخرج الان الى الشارع وبهكذا وقت؟ لماذا؟ ماذا فعلت لك؟ لا استحق منك كل ذلك انا ابنة ناس محترمين"
هزت ساهرة يدها باستهزاء وهي تتطلع الى شكلها ولبسها وهتفت: "ابنة ناس؟ واضح جدا اين أولئك الناس المحترمين يا ترى؟ .... اين هم عن ابنتهم؟ اسمعي لا اريد الاخذ والعطاء معك .... كلمة واحدة لا غيرها .... اخرجي" واسرعت نحوها وبنيتها ان تزجها خارج البيت لولا ان رباب
امسكتها قائلة بتوسل: "امي ارجوك من اجل محمد هو جلبها بيده وخرج وتركها امانة في بيته اصبري يا امي ارجوك لو عرف سيستاء جدا"
كوثر وهي تربت على كتف ساهرة وبنبرة اقناع: "سواد الليلة فقط يا ساهرة .... غير لائق ان تخرج البنت الان وحدها"
ساهرة وبغضب واحتقار: "اتصلي باهلك فورا ليتصرفوا معك ان كنت خائفة من الشارع"
تلاحقت انفاس زينة قائلة ببكاء وهي تبحث في حقيبتها: "لا يمكن .... سأتصل بمحمد"
وحالما أخرجت هاتفها خطفته من يدها ساهرة وصرخت بها: "ليس لك شأن بمحمد .... سأطلب اهلك انا اذن"
زينة وعبر دموع غزيرة وارتجاف: "لا يمكن لا أقدر لقد هربت من اهلي الليلة تركت كل شيء وهربت .... الليلة عقد قرآني على ابن عمي وانا اخترت محمد لأنني احبه .... ولأنني ...."
وخفضت بصرها غير قادرة على اكمال جملتها اذ اخفت وجهها واستغرقت بالبكاء وساد الصمت.
انزلت ساهرة الهاتف وهي تهمس بأقل هياج: "لا حول ولا قوة الا بالله"
تشجعت رباب عندما لمست بها شيء من التنازل وتتشبث بها: "الليلة فقط تحملي ارجوك وغدا يأتي اخي ويتصرف"
بقيت كوثر تتطلع بزينة متأثرة ومستغربة .... هربت ليلة عقد قرآنها! .... يا لها من قصة! .... يا لجرح ومصيبة أهلها الليلة .... يا للخطر المحدق بمحمد .... كأنه تورط مع البنت وسيعرض نفسه لموقف كان في غنى عنه.
.................................................. .......
عندما دخلت الى غرفة رباب الصغيرة البسيطة الأثاث جدا كانت منهمكة بالبكاء بينما رباب بقيت تخفف عنها وتبرر لها لتهدئها لأنها بصراحة صعبت عليها جدا.
أنت تقرأ
رواية تحت مسمى الحب لكاتبة هند صابر
Romanceخدعتنى بحبك ماكان سوى كذب وخداع خاف الله وتذكر ان لك اخوات لاترض بان يعاملن كما عاملتنى سامحك الله