الفصل العشرون ...........
تهاوت سهير على الاريكة الوثيرة في بيتها وقالت بدموع كثيفة: "زينة حامل يا بهجت .... حامل"
حرك بهجت عويناته بتوتر وهمس: "لا شأن لي بها .... لا تتكلمي عنها"
وما ان دخل الى مكتبه حتى اسند جبينه على الباب وشعر بارتجاف بأنحاء جسده وكأن ذلك الخبر اثار انفعال كبير بجسده.
شهقت سهير وعضت على شفتها عندما سمعت جلبة واصوات تهشيم زجاج واثاث وضوضاء بالمكتب وأدركت ان بهجت قد وصل الى اخره وبدأ يفش غله وينفس عن غضبه بهذه الطريقة .... اول مرة بحياته يتصرف هكذا!وضعت يديها على اذنيها واجفلت من هياج بهجت المتواصل وشعرت بالاختناق ولم تجد امامها الا الهرب من البيت كله.
استقبلتها وداد بترحيب ولما رأت حالها حاولت التخفيف عنها بكل جهدها وقالت بتبرير وهي تقدم لها عصير الليمون: "بهجت طوال عمره هادئ ومتزن ويكتم بقلبه لكنه اليوم معذور لانه عاجز عن فعل شيء بسبب زينة التي وضعتكم كلكم بموقف حرج .... لا القوة اليوم تنفع ولا الصلح"
سهير وبانهيار واتهام: "كأني بدأت اندم على تصرفي وسماعي لنصيحتك التي أودت بنا الى التهلكة .... انا السبب انا من ذهبت بقدمي الى ذلك الصعلوك وعرضت عليه الامر وادخلت زينة في المعتقل بيدي .... ربما ما كان علي ان اورط زينة بالزواج كان هناك الف حل غير ذلك"
وداد وبسرعة: "بالعكس انت فعلت عين العقل والمنطق وتجنبت ردة فعل صلاح لو علم بالفضيحة من جهة واحتمالية مراودة محمد لها بعد الزواج وتهديدها لتمنحه ما يريده بذلك يكون الخطر أكبر وأكبر .... بالعكس انت حفظت سمعة ابنتك على الأقل هي اليوم بنظر والدها وابن عمها متزوجة ولم تفرط بنفسها بالحرام .... لا تلومي نفسك ارجوك"سهير وبهزيمة واحباط: "لا اعرف اين الصواب .... زينة اليوم حامل منه وقد تفاقمت الازمة .... بقينا مكتوفين الايدي حتى حملت بطفله وأصبح موقفه قوي والارتباط بينهما لا بد منه .... ماذا افعل؟ أخبريني؟ .... بنتي خسرت السنة الدراسية أيضا كيف تريدينني ان اتفرج على ضياع عمرها تحت سطوته!"
وداد وبنبرة اقناع: "ادعسي على كبرياءك واكسبي محمد لصفك .... اذهبي اليه واطلبي الصلح والسلام من اجل ابنتك يا سهير .... أقنعيه لعله يرجعها الى الكلية ويسمح لها بزيارتك و"
نهضت قائلة بانفعال: "مستحيل .... مستحيل اخضع له .... لا لست من يستسلم .... سأتصرف سأفعل المستحيل كي أنقذ زينة من مخالبه ولو كلفني ذلك حياتي"
.................................................. ........................عندما فتحت لها الخادمة الأجنبية الباب دخلت بخطوات سريعة ورمت بحقيبتها الانيقة على الاريكة الفخمة وصرخت بحدة: "نادي سيدك بسرعة"
عندما صعدت الخادمة وجاءتها الأخرى بعربة الضيافة أطلقت تنهيدة وحسرة وهي تتجول ببصرها في اركان الفيلا مما زاد من توترها وضيقها ما تراه امام عينيها وقد فلست منه .... تحف نفيسة واثاث على مستوى كبير من الحداثة ونظام ونظافة وهيبة .... اين انت من كل ذلك يا زينة لكنت الان سيدة هنا
أنت تقرأ
رواية تحت مسمى الحب لكاتبة هند صابر
Romanceخدعتنى بحبك ماكان سوى كذب وخداع خاف الله وتذكر ان لك اخوات لاترض بان يعاملن كما عاملتنى سامحك الله