الفصل التاسع عشر............
نزلت زينة الى الأرض وتناولت برفق السلسلة الذهبية الملقاة وتأملتها بامتنان وضممتها الى صدرها ثم نهضت بشيء من الحيوية التي استمدتها من لمسة الحنان من يديه ونظرة الحب بعينيه ونبرته التي تنم عن مدى ندمه .... نعم محمد نادم على ما بدر منه ووجب عليها ان تسامحه لأنه حبيبها الذي لم تحب حياتها الا لأجله وصالحت به حتى الاحزان .... عليها ان تغفر له وان تمنحه فرصة أخرى وستثبت لأمها وأمه والعالم كله ان الحب هو الذي سينتصر بالآخر على الظروف والفروقات الاجتماعية والمشاكل ولغة التسامح هي من ستعيد المياه الى مجاريها مهما بلغ سوء الفهم وتفاقم التوتر والغضب.
ارتدت العقد امام المرآة وفرحت جدا بهذه الهدية ليس لأجل قيمتها او ذوقها انما من اجل مبادرته رغم ظروفه التي تعرفها ورغم حدة التوتر بينهما فقد ذكرها بشيء رقيق ولطيف وتلك البادرة تعني ان محمد يرغب بإصلاح ما بينهما.
ابتسمت وهي تتطلع بها على صدرها وما ان رفعت عينيها الى وجهها حتى تلاشت ابتسامتها عندما تطلعت بتلك الكدمة على وجهها ونغصت عليها شعور الامل وابعدت الحلم الوردي من جديد .... وان كانت سامحته لكن ندب الجرح العميق هل ستمحيه الأيام؟
سمعت طرق على باب غرفتها وما ان دخلت رباب حتى قالت لها بابتسامة: "انظري ماذا جلب لي محمد؟"
اقتربت رباب وتأملت العقد قائلة: "جميل جدا .... بصراحة عنقك له دور"
ثم تأملت عينيها وشعرت بأن خلف هذه الابتسامة حزن خفي لم تنجح بإخفائه رغم تظاهرها بالسعادة .... تعلم ان قلبها ملكوم من واقعها الذي أصبحت عليه هنا وبكل ما لديها من قابلية تحاول ان تنجح العلاقة لكن يبدو ان زينه ستتعب كثيرا خاصة بعد التصرف الذي بدر من والدتها اليوم والذي بالتأكيد سيفاقم الوضع بينها وبين محمد وسيخلق عقبة جديد في طريق علاقتهما المحتضرة.تلاشت ابتسامة زينة بالتدريج وبدى القلق والإحباط على محياها عندما اخبرتها عن فعلة سهير وقالت وهي تشبك يديها وشبح الخوف قد لاح لها: "تتصورين ان ذلك الامر سيرضي محمد؟"
ثم ابتعدت خطوات وقالت بملامة: "لماذا يا امي تتدخلين بحياتي لو كنت تركت الامر يسير بمجراه الطبيعي .... لماذا مصرة على الاحتكاك بمحمد؟"
ثم التفتت الى رباب قائلة برجاء: "لا تخبري محمد ارجوك"
رباب وبقلق: "لكنه سيعرف بكل الأحوال"
.................................................. ..........................
عندما خرجت رباب من الغرفة وهبطت السلم كانت مستاءة مما تراه بعينيها من تجربة فاشلة بكل المقاييس.... الحياة هكذا لا تطاق كلها مخاوف وقلق وضعف .... زينة بدأت تلجأ الى أي طريق يجنبها المشكلة وان كان الكذب واخفاء الحقائق وذلك مؤشر غير جيد وان بدأت اليوم بصغائر الأمور ستتفاقم غدا .... للأسف يا محمد اسلوبك خاطئ في الحياة وضيعت الثقة والأمان بينكما .........
ما هكذا الحب الذي قرأت عنه وسمعت عنه الحكايات ان تجربة زينة ومحمد اثبتت لها عكس ما توقعت وحلمت وتأملت .... كانت سابقا تظن ان قصة الحب بينهما عميقة وسيضرب بها المثل يوما لكن الذي حصل انها ربما ستضرب بها الامثال على عكس ما تمنت ان يحصل.... زينة بنت غريبة لم يسبق لها وان رأت مثلها تفرح بعقد بسيط مع ان امها تتزين بالماس! ترسم الابتسامة على وجهها وتتغنى بهدية محمد وجسدها لم يشفى من كدماته! تحسن لهم مهما اساءوا اليها! .... ماذا يسمى ذلك؟ حب ام عبودية؟ اخلاق وتربية ام امتهان وفقدان كرامة؟
انا حقا واقعة بالحيرة وبداخلي فضول كبير لمعرفة نتيجة كل ذلك؟
.................................................. ............................
بعد مرور شهر .....
أنت تقرأ
رواية تحت مسمى الحب لكاتبة هند صابر
Romanceخدعتنى بحبك ماكان سوى كذب وخداع خاف الله وتذكر ان لك اخوات لاترض بان يعاملن كما عاملتنى سامحك الله