الفصل الحادى عشر

229 8 0
                                    

الفصل الحادي عشر .............

لماذا تزوجتها اذن ورضيت ان يقرن اسمها باسمك؟ .... لا اعرف .... لا اعرف
ربما اعتقدت انني لا
أقدر بدونها او ربما لأني اردت ان اذل أمها واسترد كرامتي بأني اخذتها بلا ثمن .... ربما لأنني كنت اعلم انها ستخبر أمها عن القصة وستأتي الي وتطلب مني ان استر ابنتها فاغتنمت الفرصة لعدة اهداف بعضها ظاهري والبعض الاخر باطني غامض.
نهض وارتدى لباس العمل ولف شماغه حول رأسه وخرج من الغرفة كالهارب ....

فتحت نوافذ غرفتها لتدخل اشعة الشمس وتضيء الغرفة بالكامل وتبعث بداخلها شيء من التفاؤل بيوم جديد لعله يحمل معه امل جديد ويزيل الشوائب التي افسدت نقاء علاقتهما بسبب سوء تفاهم تافه ستتجاوزه بالتأكيد
تنهدت وهي تتذكر ما حصل البارحة وكيف محمد ترك الغرفة وتمنت الا يتكرر ذلك وليته يعود نادم ويعتذر عن قسوة ردوده واتهاماته.
رتبت السرير والوسائد بنشاط وهي تمني قلبها وتوعده بأيام جميلة قادمة وحاولت قدر الإمكان ان تبقى ترى ما حولها عبر نظارات وردية ولا تسمح لأمور تافهة ان تسلب السعادة من قلبيهما ورغم الإحباط الذي كان مسيطر على اعماقها الا انها مازالت متفائلة بحياتها الجديدة وتحاول ان تجعل السعادة تنفذ الى عشهما البسيط .... هذه الغرفة ستجعل منها قطعة من الجنة بعيني محمد كي يدرك ان خياره كان مناسب وصائب وستحب هذا المكان المتواضع لأنه جمعهما بالحلال وعلى المحبة تحت سقف واحد ....
تطلعت بالكعكة التي بقيت على وضعها وبالشموع التي ذابت تماما وتنهدت .... لا بأس يوم خسرته لكن عمر كامل بانتظارها معه وستصلح الأمور اكيد وسيزول الكرب .... رغم موقف محمد الغريب ليلة أمس وكلامه الاغرب الا انها حاولت ان تلتمس له العذر فالضغط من والدته كبير عليه وإصراره على الزواج رغم معارضتها قد خلق الفجوة بعلاقته بها وذلك ما جعل مزاجه مضطرب ....
ستتناسى الكلمات الخشنة رغم انها لا تقدر ان تنساها لان توقيتها كان بأجمل يوم بحياتها مما أفسد عليها الفرحة التي كانت تغمرها لكن من اجل الحب ستسامح وستحاول ان تتطلع فقط الى الجانب الإيجابي بمحمد .... تمسكه بها انقاذها من الفضيحة إصراره ان يقيم لها حفلة صغيرة ليعلم الجيران والناس بزواجهما كل ذلك يحسب له.
وقفت امام المرآة وحاولت ان تبتسم وصففت شعرها والاحلام والآمال العريضة تملأ صدرها وتأملت جسدها بقميص النوم الرخيص القماش وقد أعجبها على بشرتها وتفاصيل قوامها لا بأس هي ستجعل الأشياء جميلة وتضيف لها جاذبية لانها واثقة من مقومات الجمال التي تمتلكها وواثقة من انها تعجبه كثيرا بكل احوالها .... حبها له علمها ان تسمو بمشاعرها واحساسها ولم تعد الشكليات تعني لها
لا يهمها الأثاث الشعبي الطراز ولا طلاء الغرفة الغير دقيق ولا الملابس البسيطة الذي يهمها فقط هو ورضاه وسعادته معها وان تكون معه عائلة .... عائلة! اتسعت ابتسامتها عندما خطرت ببالها فكرة العائلة فكم تتمنى ان تنجب من محمد ولد يشبهه بكل تفاصيله سمرة بشرته التي تعشقها وتقاسيمه الحادة التي تذيب قلبها وتخضعه .... قوته جرأته حتى حدته و
افاقت من احلامها وامانيها عندما فتحت ساهرة باب الغرفة واقتحمتها وكأن لا خصوصية لهذه الغرفة ورمقتها بنظرة متأملة شكلها وجسدها بعدم اقتناع ثم قالت بجفاف: "كم الساعة الان؟ انها العاشرة ذلك غير مناسب انزلي وقومي بواجبك ام مأكل ومشرب ونوم كأنك في فندق؟"
تغيرت تعابير زينة وقالت بملامح باهتة: "اغير ملابسي فقط .... ومن فضلك اطرقي الباب قبل ان تدخلي"
ساهرة وبنبرة باردة: "تعلميني الأصول؟ لو كنت بنت أصول لتعاملت معك وفق ذلك لكن تأكدي انني اعاملك كما اراك .... لا تعتقدي ان هذه الغرفة جهزناها واعددناها من اجلك ....... لا .... انها غرفة عرس محمد على بنت شريفة ومحجبة والمفروض ان تكون هي بمكانك اليوم .... بنت بريئة نظيفة حتى المدرسة تركتها لان أهلها محافظين ويخشون عليها حتى من نظرة الرجال .... كنت سعيدة بها وملهوفة على دخلتها لبيتنا وفخورة بها امام الناس والجيران ومحمد مقتنع بها لكن لا اعرف كيف انقلبت الموازين ليجلبك الينا وتصبحين زوجته بدلا منها بليلة وضحاها .... انت ضارة على الجميع هنا .... كسرت قلب البنت وذبحت قلبي وحتى محمد ضيعت فرحته بالدخول على بنت"
زينة وبأنفاس متلاحقة ودموع: "كفى .... كفى ارجوك .... كفى"

رواية تحت مسمى الحب لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن