الفصل الثالث والعشرون والاخير ج1

275 10 0
                                    

تحت مسمى الحب

الفصل الثالث والعشرون والأخير
الجزء الاول

وضعت سهير ساق فوق الأخرى وأشعل لها صلاح سيجارها قائلا باعتداد: "لا افهم لماذا تزعجين نفسك وقد حققنا انجاز هائل دون ان نتكبد أي جهد .... مخاوفك لا أساس لها من الصحة .... زينة موجودة هنا عندنا وطويت الصفحة الأخيرة من الحكاية"

سهير وبتعاسة: "اشعر انني خسرت ابنتي .... الذي حز بنفسي وعذبني انها عندما استغاثت لجأت الى والدها ولم تطلبني انا .... تعرف معنى ذلك يا صلاح؟ انها لم تعد تثق بي ولم تجد راحتها عندي .... ومنذ وصلت الى هنا ولم يدور بيني وبينها أي كلام .... انها تتجاهلني تماما .... النظرة التي ترمقني بها تؤلم قلبي من الداخل وكأنها تقول لي انت لست امي لم اعد اشعر بالأمان معك .... كأنها تحملني سبب ما حصل معها مع ان زوجها هو رأس البلاء .... بتهوره دمرها وبهمجيته خسرها وخسر الطفل .... انا خائفة يا صلاح أخشى ان يلين قلبها نحوه مجددا بمجرد مرور الأيام وبتماثل جرحها للشفاء ستحن اليه مرة أخرى بمجرد لقائه"

هز صلاح رأسه وقال بثقة عالية: "اطمئني من تلك الناحية زينة اخرجته تماما من قلبها بعد فعله الوحشي معها .... اما عن اللقاء فما دورنا نحن يا زوجة عمي؟
مستحيل ان نمكنه من اللقاء والكرة اليوم بملعبنا لانها أساسا لا ترغب برؤيته وذلك يمنحنا الحق بطرده وكسر رجله اذا حاول ان يطأ عتبة الباب"

سهير وبحيرة: "لا تنسى انها مازالت على ذمته"
صلاح وبهدوء: "حبر على ورق فقط .... سيطلق حتما .... وان تمرد سنعالجه"

فتحت زينة باب غرفتها الجميلة الزاهية الألوان ووقفت عند الرواق وسحبت نفسا عميقا وهي تقوي بعزيمتها وتستجمع جرأتها للتكلم معه .... انه مازال لا يريد ان يتطلع بوجهها وعليها ان تجبر ذلك الكسر وترمم الصدع الذي تركته بقلبه وتضيق الهوة بينها وبينه

عندما طرقت بابه ودخلت اكتست ملامحها تعابير الحزن والقهر ليس على شيء سوى على منظره وهو جالس هذه الجلسة الكئيبة على كرسيه ويتطلع بالفراغ بصمت مؤلم .... كل الوقت كان يلجأ الى الصمت ويشعر بالوحدة والهم يملأ قلبه.
دنت منه رويدا حتى لمست كتفيه بيديها وقالت بصوت خافت: "بابا .... ارجوك اسمح لي ان أتكلم معك هذه المرة .... انا بحاجة الى ذلك الان .... كنت قد اخبرتني سابقا ان الوقت غير مناسب للخوض بالتفاصيل لكنني اليوم بأفضل حال وذلك بفضلك وأريد ان اخبرك عما اشعر به"
قال دون ان يلتفت اليها وببرود: "نتكلم؟ الا ترين ان الأوان قد فات على الكلام .... كنت مستعد لسماعك على الدوام ولا مرة أتذكر انني أغلقت باب النقاش بوجهك لكن النتيجة إنك خذلت نفسك قبل ان تخذليني"
استدارت ووقفت امامه ولم يتطلع بعينيها حتى جثت على الارض ووضعت يديها على ركبتيه وقالت بقوة نابعة من داخلها وبأيمان كبير: " سندي حبيبي ملجأي .... ابي .... ابي الذي اثبتت لي التجربة ومرارة الأيام انني يمكن ان استغني عن كل شيء الا انت لا غنى عن وجودك بحياتي وبدونك اكون سهلة العطب هشة مكسورة الجناح .... لكم كان موقفك مشرفا معي في الوقت الذي كنت خائفة من ان تخذلني وتصفي معي الحساب .... لكن قلبك الحنون الكبير أسعفني بلا تفكير ولا تردد .... كم قويت بك يا ابي .... كم انا فخورة بوجودك بحياتي"

رواية تحت مسمى الحب لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن