الفصل السادس عشر ........
كأنه فقد صوابه اذ امسك كوعها وادراها اليه بعنف لتشهق وتتسع عينيها على اشدهما وتهمس بفزع: "محمد! .... اخفتني"
انحنى عليها بسرعة وقال بأنفاس كاللهب: "نادمة؟"
خفقت اهدابها وابتلعت ريقها عندما غمرتها أنفاسه واستنشقت رائحته التي تربك مشاعرها وتخل توازن روحها وارتجف قلبها عندما قيد يديها بيديه على السرير وهمس: "اياك ان تكرري ذلك"
تطلعت بشفتيه بضعف عندما قرب وجهه وكرهت نفسها لانها لا تقدر ان تقاومه ولان الشوق اليه عبث بقلبها واستعبده واخرس لسانها ووجدت نفسها تستسلم لقبلته النهمة!استدارت الى الناحية الأخرى وشدت على شرشف السرير بأنامل عنيفة وبداخلها رفض كبير للذي حصل
كيف هانت عليها نفسها بعد ما عرفت الحقيقة كاملة والدافع وراء ذلك الزواج؟ .... كيف استسلمت لمشاعرها الحقيرة ووضعت نفسها بموقف العديمة الكرامة؟ .... كيف سمحت لنفسها بأن تكون كاللعبة بيده يرميها وقت يشاء ويحصل عليها وقت يشاء!
لم يعجبها ما حصل ولم تعد تشعر بنفس الا حساس القديم معه بل شعرت انها بلا قيمة وما حصل بينهما الان افتقد الى الكثير من المعاني والإحساس بالأخر
وطغت الانانية والرغبة البحتة بلا مشاعر بلا حب بلا حنان بلا مودة
هو كان متهكم جدا وهي استسلاميه الى درجة الضعف والهوان .... هناك شيء غريب يحصل هناك شيء يغيب بينهما
كأن زهرة الحب بدأت تذبل وستموت قريبا ....
اين ذاك الحب؟ اين الإحساس؟ اين الرغبة؟ ما هذا البرود والجفاف العاطفي الذي حل بعلاقتهما؟كان هو الاخر مستدير الى الجهة الثانية ويتطلع بالفراغ بتجهم والغضب تملكه بدل الاسترخاء! الغضب والنفور! .... ما بالك يا محمد وكأنك كرهتها؟ لماذا لم تعد بتلك الرغبة المجنونة الجارفة؟ لماذا وجدت كل شيء سخيف ولم يعد يرضيك؟ وكأن المشاعر والعواطف لا تتحرك نحوها الا عندما تكون عشيقة اما ان تكون زوجة لا .... لا رغبة لي بها .... ان ما حصل ليس له طعم ويمكن ان يحصل مع أي واحدة غيرها فليس هناك شيء مختلف ....
.................................................. ........................
سهير وفي مكتب الإدارة وبتبرير: "كان هدفي ان تنفر منه وتراه بحجمه الحقيقي"
وداد وهي تصحح الأوراق التي بحوزتها وبجدية: "أخطأت يا سهير .... انت كذبت وجرحت قلب ابنتك .... ما الذي استفدت الان عندما تركتها تعيسة؟ لم تحققي هدفك للأسف لانها ان نفرت منه وكرهته الان متأثرة بكلامك فذلك مؤقتا وعاجلا ام اجلا ستكتشف الحقيقة وتنظر اليك على انك كاذبة وتفقد ثقتها بك وبالعكس سيتفاقم حبها له وستشعر حياله بتأنيب الضمير .... خطوة سلبية جدا منك للأسف"
أسندت سهير جبهتها على يدها وقالت بتعب: "لا افهم كيف فعلت ذلك لكن موقفها استفزني .... وقفت بصفه ضدي رغم انه وأهله تجاوزوا علي واظهروا لي عدم التقدير"
ثم تطلعت بوداد وقالت بحرقة وعذاب: "لو رأيت كيف يعاملها انه لا يعرف قيمتها ابدا .... لو كنت لمست الاحترام والحب بأسلوبه معها لما وصلت الى هذه المرحلة من الألم والوجع .... أسلوبه خشن وهمجي معها ومستغنا عنها يهددها بالطلاق وكأنه كنز ثمين ستخسره مع انه لا يساوي شيء"
وداد وبتأمل: "عندك لا يساوي شيء يا سهير اما بالنسبة لها هو كل شيء .... النظرة التي تتطلعين بها اليه ليس هي النظرة نفسها التي تراه بها .... انها ترى به حبيبها وعشيقها وزوجها وترى محاسنه التي لا يمكن ان ترينها انت .... الفقر ليس عيب و"
هتفت سهير بانفعال: "الذي يعيب الرجل جيبه وسوء خلقه وهذا مسلم به ومحمد ما شاء الله عليه جمع الصفتين .... لا مال ولا اخلاق مثل الحيوان متعافي بصحته فقط .... الفرق بينه وبين ابن عمها كالفرق بين السماء والارض"
وداد وبتفكير: "بعيدا عن المصالح الدنيوية والمادية فربما محمد يتميز على ابن عمها بالشباب فلا تنسي ان فرق السن بين زينة وصلاح كبير جدا بنتك بأول عمرها وصلاح بطريقه الى الأربعين .... محمد رجل أعزب وصلاح مطلق وله أولاد .... والذي عرفته ان محمد خريج معهد على الأقل وصلاح خريج ابتدائية يا سهير"
أنت تقرأ
رواية تحت مسمى الحب لكاتبة هند صابر
Romanceخدعتنى بحبك ماكان سوى كذب وخداع خاف الله وتذكر ان لك اخوات لاترض بان يعاملن كما عاملتنى سامحك الله