ماجد : لا تجزم ، انا ماجد بن سعيد الخالدي
فراس اتسعت عيونه بدهشه : معليش اعذرني
ماجد : ما تذكرني ؟
فراس بسخريه : تقريبا اي
ماجد : عارف بس يوم ...
نايف قاطعهم : ياولد علامك ابطيت ؟
فراس : هذاني هنا
نايف بدهشة : ماجد الخالدي !! ولا انا مشبهه بس ؟!
ماجد ضحك : لا لا صدق ماجد
فراس : شلون تعرفه وانا ما اعرفه ؟
نايف : من قال انك ما تعرفه !
فراس : عقلي
نايف : تفله عقلك تيه
ماجد ضحك : العرق العرق يحن
وتقدم نايف يرحب بماجد وفراس واقف يراجع ذاكرته وهو مب متذكر ابد
نايف : فراس هذا ماجد خوينا بالمتوسطه شلون ما تذكرت ؟
فراس يحك جبهته : اعذروني ولله ما تذكرت مدري ..
ماجد : ما يخالف اهم شي انكم بخير وتقابلنا بعد كل هالسنين
نايف بمزح : وما تقابلنا الا بدورات مياه
ماجد ضحك : الحظ وانا اخوك وعاد معزمين ع الغداء
نايف : ابد والله مانبي نكلف عليك
ماجد : ما من كلافه يارجال والله ان تغدون
فراس : اترك الهياط عنك انت وياه واتركوا الغداء محد يبيه انا دايخ
نايف اسند فراس على يده : بسم الله عليك وش بلاك
فراس : سمت عليك ملايكة مدري وش بلاي
ماجد : المستشفى ؟
فراس : لا تطري علي به
نايف : من بيعالجك مثلًا ؟
فراس : انت ، انت وشو له دكتور على الفاضي ؟
نايف بعصبيه خفيفه : عادني طالب وش اعالج بك فراس صاحي انت
ماجد بهدوء : لا تحروا بدون هواش
فراس يهمس لنايف : فشلتنا عند الرجال
نايف بنفس الهمس : انا ولا انت !
جوال احدهم يرن
ماجد : هلا هلا ابو سعود زين اتصلت ولا كان كملت قطاعه
ماجد التفت على العيال وقال : اعذروني ياشباب راجع لكم
وطلع من دورات المياه
فراس تنهد : زين طلع والله م اتحمل التمثيل قد ما امثل
نايف : وش له تمثل ؟
فراس : ما اذكره انا اصلا ما ادري من هو سويت نفسي متفاجئ كاني اعرفه
نايف : طيب وش صار وابطيت؟
فراس ناظر بالمرايا : المرايا ..
نايف : وش بلاها ؟ كسرتها !!؟
فراس : لا يا ثور شدخل خلني اكمل طيب
نايف : كمل
فراس التفت على المرايا يتأكد : شفت نفسي فيها
نايف ضحك بصوت جهوري : فراس تستهبل انت لايكون حنا نشوف اقراننا فيها وانت تشوف نفسك
فراس مسك كتوف نايف : بالضبط نايف شفت قريني مب نفسي !
نايف اختفت ابتسامته تدريجيًا: تستهبل صح ؟
فراس بروعه بسيطه وكلام سريع : فاضي للاستهبال انا ! ما استهبل غسلت وجهي وناظرت بالمرايا مده دقيقه ونص وتحولت ملامحي شفت ابشع ملامح وكنت مبتسم مع اني بالواقع ماني مبتسم ابد
نايف : اصصص اصص لا يسمعك احد
فراس : ما يهمني خل الكل يخاف ماعلي منهم
نايف بحدة : فراس انطم
فراس : الشرهه مب عليك على الي يقولك
نايف يكتم فم فراس بيده : مب وقته نتفاهم بعدين
فراس ابعد يده بقوه : يبوي خير كتمتني الله يكتم عدوك
نايف ضحك : اها طلعت كاتمك احسب انك بتسولف
فراس : الله يقلع عدوك
نايف : خلاص انطم بسمع شي
مرت لحظات صمت لمده ما تجاوزت ١٠ دقايق وكان يدور فيها حوار مخيف قليلًا
انس : طلعت شجاع والله ما هقيت تسويها
رماح : اجري وينه ؟ يكفي اني ما قتلته ودفنته حي
انس ضحك : وش فيك مستعجل اول بعزمك ثم نتفق على السعر
رماح : انت واحد ضايع واضح من شكلك وما تعرف واقف قدام من
انس ضحك : واقف قدام اكبر قاتل متسلسل بالرياض
رماح : مهو عاجبك دفني للولد عطني دفعتي الاولى ورح انقذه
انس : صحيح وين دفنته ؟ ومتى ؟
رماح : في المشطّب قبل ساعه تقريبًا
انس : وشوووو؟؟ المشطّب ؟؟؟
رماح : اي بالخرج
انس : صاحي انت ؟؟؟؟ تدفن ادمي بالمشطّب ؟؟؟
رماح : لا ماني صاحي ولا ليه تختارني ؟
انس : يا مريض..
لم يستطع اكمال جملته حتى انقض رماح على عنقه
رماح بكل برود وهدوء وهو خانق انس : بالضبط انا مريض ومعتوه وقادر اقتلك
ترك رماح عنق انس عندما رأى تلك النظره الضعيفه في عينيه
رماح : وانا بتركك لانك ضعيف وضعفك يبان بنظره يالذبابه
...
فراس ونايف باتوا يتبادلان النظرات بصمت مُرعب كلاٌ منهما برزت عيناه خوفًا من ما سمعا وخوفًا على رفيق دربهما وقد تأكدت كلُ شكوكيهما حول مقتله
فراس بروعه : نايف
نايف بنفس الروعه : فراس
فراس : الي سمعناه؟ صدق ؟
نايف استوعب : مافي وقت للصدمه فراس امش
سحب نايف فراس معه وخرجا سويه
حاتم : نايف شبلاك
نايف : اسمعني مافيه وقت اشرح لك بعدين
خرجوا من الباب الخلفي يتسارعان خطواتهم
فراس الذي كان يرتجف خوفًا مما يتوقع ومما يحدث
اما نايف الذي كان يدعي بداخله ويرجوا الا يكون قد مات
صعدا السيارة
فراس : مستحيل كيف !! حن دفناه انا حطيته في قبره بنفسي شلون !!!
نايف : ما كان هو يا فراس حن شلون ما لاحظنا ان الي دفناه مب مروان كان واحد ثاني
فراس بإدراك : صدق انا شلون ما لاحظت الولد الي غسلناه ما كان هو .. الولد كان فيه ندبة بيده تجاهلتها
وضع فراس يده على راسه: تجاهلت وجودها !! مروان ما عنده هالندبة شلون راح عقلي عنها !!!
نايف : فراس مب وقت لوم نفس ادع انه ما يكون صار له شي
فراس : لو صار له شي ما بسامح نفسي
نايف : استغفر الله ياربي هذا يبيني اتوطاه .. فراس استوعببببب انتتتت شلونننن بتركز وانت حزينننن؟!!!
فراس التفت على نايف وقال بهدوء : كان المفروض اركز
نايف بعصبيه : انطم انطم لا اسمع حسك ادع نوصل الخرج قبل وقتها
لم يستطع فراس تجاهل افكاره المزعجة حتى اصبح يتحدث بها امام نايف الذي كان هو الاخر يفكر ويدعو بداخله الا يُفجع بشيء مما بعقله
...
مياسين وهي تضع يدها على قلبها : وش فيه هالقلب بعد
سُهاد بمزح : فيه شخص يمكن ؟
مياسين : وش هالشخص الي بيضايقني لذي الدرجه
سُهاد : متضايقه ؟
مياسين : ضيق غريب اول مره اتضايق كذا
سُهاد : بسم الله على قلبتس
مياسين مبتسمه بضيق : سمت عليتس الملايكة
سُهاد سحبت الكرسي ووضعته امام مياسين : قولي لي وش مضايقتس ؟ اذا فيه شخص مزعلتس علميني وانا اوريتس فيه اذا ما طلعت شخصيتي الثانيه
مياسين ضحكت : يبي لي اشوف شخصيتس الثانيه
سُهاد بابتسامه : الله لا يوريتس هي والله تكرهيني
مياسين : سولفي علي سوالفتس تونس وتبعد الضيقه
سُهاد : اسولف عليتس وش وراي غير السوالف
مياسين بإدراك : الا تعالي وش صار يوم كنتي تكلمين القطوه
سُهاد ضحكت باحراج : وش صار ؟
مياسين غمزت لها : شفت ابتسامة اخوي الي ما شفتها من ٤ سنين
سُهاد : يا ساتر اصبري عن وش تتكلمين
مياسين : اتكلم عن يوم كنتي تسقين الزرع وتوكلين الحيوانات وشفتي قطوه وكنتي تبينها تأكل وتجيتس ودخل فراس..
سُهاد : اهخخخخ لا تذكريني والله متفشلة
مياسين ضحكت : بس تدرين والله عاجبيني
سُهاد : تكفين لا تحرجيني اسكتي
مياسين : خلاص بسكت بس بذكرك اذا تزوجتوا وقولي ميسو ما قالت
سُهاد بابتسامه محرجه : والله واضح ما بتسكتين اعرفتس
مياسين : خلاص بسكت والله
سُهاد : اي زين صح كم باقي للدراسه ؟
مياسين : اسبوع
سُهاد بطقطقه : اسبوع ويعود علي شوق ودموع
مياسين ضحكت : احب هالقصيده
سُهاد : وانا بعد
بدأن يتبادلان اطراف الحوار وهن مؤنسات لبعضهن
...
وصلا نايف وفراس لتلك القرية المسماة " المشطّب "
وقبل دخولهم استوقف فراس خويه نايف
فراس : لا تنزل !
نايف : ليه ؟
فراس : قرأت عن هذي المنطقه
نايف أشر على شخص متجه نحوهم : ما بنحتاج قرأتك شف الي جاي
فراس اغمض عيناه ليبحث عن الطمأنينه ولو في وجه شخص، ظهرت تلك الفتاه ، تلك التي تعبث بقلبه ببطئ شديد ، الفتاة التي تنثر شعرها البني وهي تسقي ازهارها وتطعم حيواناتها ، يتأمل وجنتيها المبتسمه لعله يجد شيءٌ بداخله ناقص ، يجده في حنان يديها عند ملامستها ليديه
قاطع تخيلات فراس طرق شديد على الزجاج ، انزل نايف الزجاج و رأو رجل عجوز لا يتجاوز ال ٥٠ من عمره وقد بدأ يحدثهم
: وش عندكم جايين هنيا ؟
فراس بتوتر : مسألة حياه او موت
: حياتكم وموتكم ؟
نايف : اعوذ بالله يا عم حنا جايين عشان خوينا فيه شخص دفنه هنا
: خويكم حي ؟
فراس بتوتر : اي خوينا حي ومدفون وهو حي تعرف وين دافنينه ؟
: وانا ابوك ما اعرف لكن شفت رجال طويل القامة شديد البينة شعره طويل اسود يبان شره في عينه وكان معه اثنين واحد ضخم شايل كيس والثاني فأس بس ما تبعتهم قلت يمكن بيحصدون
نايف تجهم وجهه عند سماعه بالفأس : وين اتجهوا؟؟؟
: شرق في ذيك الحقول
فراس الي بدأ الضيق يسيطر عليه : مشكور يا عم
: انتبهوا هالقرية خطيرة لا تسرعون سوقوا بشويش عشان ما يؤذونكم
فراس : ان شاء الله
نايف : ان شاء الله ياعم مشكور ما قصرت
كان نايف يقود السيارة ببطء تارة وتارة سرعه متوسطه ولكن فراس لمح طيف شيء غريب
فراس : نايف وقف هنا هنا مروان هنا
نايف وقف ونزل بدون اي سؤال : فيه ورا كريك وشيّال جيبه بسرعه
اتجه نايف ليرى موقع الدفن
اما عن مروان اصبح داخله يتمتم بالموت وهو الذي يريد الموت مسلمًا
في داخل تابوت محكم بالاغلاق ولا يُسمع منه صوت
مروان بتنفس بسيط ويكاد يُغمض عينه عن الحياة باكملها : اللهـ..م توفـ...ني مسلـ..مًا و .. الحقـ....ني بالصا..لحين
نايف بصراخ : فراااسسس اعجلللل
فراس الي جا ركض وبكلام سريع قال : اسكت اسكت نايف تكفى يا نايف اسكت لحد يسمعنا منهم والله محد منا يطلع حييي
نايف : عطني بسرعه لقيت المكان لقيته
فراس الي كان كل تنفسه وقلبه بطيئة : وينه وينه المكان بسرعه
مروان الذي كان ينطق بالشهادة ويغمض عينيه بابتسامه مطمئنة : سامحو..ني
نايف الذي كان هو الاخر يحفر بدموعه اما عن فراس فكان في داخله تحدي مع الجان وتفكيره يصرخ باسم صاحبه وانقاذه
نايف : فراس بسرعه بسرعه طلعه
فراس بثقل : ثقيل عاوني به
نايف باستعجال : بسرعه بسرعه
دُهِموا بصوت مستعجل من خلفهم
ماجد : وش جابكم هنا !
لم يلتفت كلاهما للصوت ظن منهما انه جان
ماجد باستغراب : اسألكم وش جايبكم هنا !!!
نايف يهمس لفراس : وش تتوقعه ؟
فراس : مستحيل جن اعرف طريقتهم بالكلام
نايف بتساؤل : يعني التفت عادي ؟
فراس حب يمازحه : ما انصحك بترتاع
نايف : طيب انت تقول بشر مب جان
فراس بنفس السخريه : يمكن لعبوا فيه ولعنوا خيره
نايف : كل تبن فراس
ماجد بعصبيه : وش تتهامسون به انا اسأل وش جابكم !!!
فراس ونايف تجاهلا الصوت كليًا وبدؤا باخراج التابوت وفتحاه وفجعوا مما رأو
ماجد بتاوايق : اعوذ بالله
نايف : بسم الله الرحمن الرحيم
فراس الذي بادر باخراج مروان : مروان ولد .. عطني ماء نايف عطني بسرعه
نايف الذي تصنم مكانه من هول ما رأى
فراس بصراخ : نايففف عطني الماء ما تسمع
رجع نايف لحقيقه واقعه : خذ هذا هو الولد حي ولا ؟
ماجد : حي ولا ميت!!
فراس قرر يلتفت للصوت ولكنه فوجئ من وجود ماجد : ح .. حي حي
نايف التفت مع التفاتت فراس : ماجد ؟ وش جايبك هنا ؟
ماجد : انا من ربع ساعه اسألكم وش جابكم هنا !
نايف الذي انشغل في مروان وهو يصحيه وما يلاقي اي ردة فعل ولكنه هادئ تمامًا
فراس الذي كان يُفهم ماجد ما حدث بكل تفاصيله وهو مشغول البال بعد انتهائه من حديثه اغمض عينيه للراحه ، اغمضها وكأنه لم يرمش في حياته قط ، وسرعان ما اغمضها حتى تبادر لبصره وذهنه ذلك الشعر الطويل والوجنتين والابتسامه المختلفة والنظرات ، سرعان ما تذكر وقوف قلبه وانقاذها ونهوضه على عينان تدمعان
قطع حديث عقله صراخ نايف
نايف : يا ولد امش بنروح ما يعطي ردات فعل
فراس تجهم وجهه وتسارعت نبضات قلبه بشده : جاي
...
سُهاد التي كانت بالمطبخ تغسل الصحون بابتسامه مُعتاد عليها وتغني :
أنت تقرأ
تعذُر الشروق أيام ..
Actionما بين العشق الكاذب والنفور ، محاولة شاب للنجاة من عذاب عشق الجَان ومساعدة شقيقته وابن عمه وصاحبه له .. يُلاقي حتفه تارة .. وتارة اخرى ناجي ، كيف ؟ ومتى ؟ ولما ؟