22 - موت الروح .

201 9 25
                                    

فراس هز رأسه بـ ولا شي
المسعف : قلبك ؟ قلبك صح ؟
والتفت المسعف لسائق سيارة الاسعاف : ورع عجل بسرعة الاثنين يحتاجون مستشفى كلم الطوارئ ارسل تجهيز ملفات الاول نايف حاتم حادث والثاني
التفت المسعف على فراس : شسمك
فراس يواجه الالم : ماهو بضروري
المسعف : شسمك
فراس استسلم للالم : فراس فراس عبدالكريم
المسعف لصاحبه : فراس عبدالكريم تشخصي اعتقد انها ذبحة صدرية
...
في المستشفى وبالتحديد في الطوارئ
سُهاد الي كانت تتذكر كلام فراس
سُهاد ضحكت بينها وبين نفسها : حيوان يبي يحرجني
نورة : مين هو
سُهاد ابتسمت : فراس مين يعني
نورة دقتها : شف شف كيف تقولها كانه زوجها
سُهاد : علامكم كلكم على ذي السالفه
المسعف الي كان شايل فراس وسانده : دكاتره القلب وينهم؟
سُهاد رفعت يدها : هنا
ولمحت شكل تعرفه !
المسعف مدده على سرير بسرعه : اعتقد انها ذبحة صدرية ، كان زين وفجأة ظهرت عليه
سُهاد رفعت شعره عن وجهه : فراس
فراس الي كان حاط يده على عيونه واليد الثانيه على قلبه
نورة : بشخصه روحي يناديك الدكتور
سُهاد باستغراب مشت ، ما كانت متعوده على صمته
ابو فراس الي دخل مع باب المستشفى ومعه ثابت
ولمح سُهاد
ابو فراس ابتسم لها وهو فاهم : تعودي وانا ابوك تعودي
كلامه كثير بس صمته حكاية تتليها حكاية
سُهاد ابتسمت بحزن : انتظروني هنا يا عمي برجع
ومشت
...
الدكتور : كيف تقولين ذبحة صدرية؟ تقنعيني انه شاب مع ذبحة صدرية ؟
نورة : يا دكتور تأكد
سُهاد بقرف ناظرت للدكتور : تأكد ولا تجلس تصارخ علينا اهله برا لو يموت احملك مسؤولية موته لحالك انت واكرهك عيشتك وغلطة تشخيصك
الدكتور : من انتي اصلا؟
سُهاد ابتسمت بتكلف : شخص ما تتمنى تعرفه
...
بعد 48 ساعة
نايف الي كان عايش على الاجهزة الطبية
كان بشبهه غيبوبه وما يتحرك يسمع الاصوات ويشوف الناس بس ما يتحرك
سُهاد دخلت : تبي تشوف فراس ؟ اذا اي ارمش مره وحده واذا لا مرتين
نايف بدموع رمش مرتين
سُهاد : ليش ؟
ثم لمحت في يده خاتم : تبي تشوف خطيبتك ؟
نايف ما رمش ونزلت دمعه من عينه
سُهاد بمواساة الدكتور : اذا تبي تشوفها بساعدك
نايف رمش مره
سُهاد ابتسمت : بتجي
وطلعت سُهاد ركض من ممر لممر الى ان وصلت لغرفه فراس
ودقت الباب
فراس الي كان يلبس ملابسه وبيطلع : ادخل
سُهاد لمحته ورجعت عند الباب بتوتر : اسفه اسفه
فراس ابتسم بتعب : تعالي ما شفتي شي ترا
سُهاد : اشوا
فراس : وش جايبك
سُهاد حكت جبهتها مثل عادة فراس اذا كان متوتر : بسألك
فراس هز رأسه باستغراب : عن وش
سُهاد : نايف خاطب وحده ؟
فراس : اي بنت خالته
سُهاد : يبي يشوفها
فراس التفت لها بلهفه : هو قالها ؟
سُهاد بتوضح اكثر : لا ما تكلم بس انا سألته بطريقتي ورد
فراس : متأكده ؟
سُهاد : اي وسألته اذا يبي يشوفك بس ..
فراس مشى للباب بسرعه
سُهاد : بس ما يبي يشوفك
فراس وقف قبل يوصل الباب
سُهاد سكتت
فراس رجع لها وعيونه حمرا : كيف يعني ما يبي يشوفني
سُهاد ارتبكت : مدري بس هذا..
فراس قاطعها بصراخ : كيف نايف ما يبي يشوفني ؟
سُهاد بلعت ريقها
فراس طلع معصب
و سُهاد الي جلست بخوف وهي تلتقط اناسها بعد ما انقطعت بعد صراخ فراس عليها ، صراخه الي ما تعودت عليه
بينما فراس خرج وهو يالله يالله يتنفس وقلبه ضعيف ومعصب ومتوتر ان رفيق عمره يرفض يشوفه مثل ما قالت سُهاد
وقف عند العنايه المركزه يناظر بصمت
احدى الممرضات المسؤوله عن دخول الزوار : الزياره لمين ؟
فراس بلع ريقه : نايف حاتم
الممرضه : تقدر تدخل
فراس تنهد براحه ودخل للقسم ، وقف عند غرفه نايف واعصابه قابضه ، ما تردد ودخل
نايف الي بمجرد ما دخل حس انه فراس
فراس بهمس : نايف
نايف غمض عيونه يبي يتخطى وجوده ويقول بنفسه : لا تعذبني بكلامك انا بروح لا تجي
فراس بغصه : تحس بالم ؟ ، انا عارف انك تسمعني وصاحي
نايف فتح عيونه ودمع وبنفسه قال : لا تتكلم ما سويت شي غلط كل الغلط مني مني انا وانا متأكد اني ما احس بألم قد ما تحس انت
فراس وعيونه تغورق :  انا اسف انا اسف والله العظيم اسف انا حمار وما افهم وانا اسوء شخص بالدنيا لاني تركت اخوي واقرب ناسي يسابق انا غبي
نايف نزلت دموعه ونطق بكلمه ولعل فراس سمعها
فراس رفع راسه باستيعاب : وش قلت نايف وش قلت
نايف اختلط بكاه بشهقاته : قلت .. لك من .. قبل ؟
فراس مسك دموعه وهز رأسه بالنفي
نايف ابتسم بحزن ودمعه يذرف : انا .. ما احب النهايات .. السعيدة .. ابد
فراس مسك يده وبكى اكثر من قبل : اشششش لا تقولها
نايف شد يد فراس بقوه : شكلك.. تعبان..
فراس هز رأسه بالنفي : ابي اخذ تعبك الحين كل الي ابيه اكون مكانك بس
نايف تنهد : على وجهك ..
فراس باستغراب : وشو
نايف : الوجع ..الي اكبر .. من وجعي .. على وجهك .. انك تشوفني الحين ..
فراس ببكاء : نايف
نايف بشهقات خفيفه اكمل : انك تشوفني .. الحين وكذا .. توجعك .. تلوم نفسك .. لا تلوم نفسك ..
فراس التفت للجهة الاخرى يبكي
نايف ابتسم بتعب : فراس .. تدري في .. وش افكر ؟
ياليتنا قضينا .. وقت اطول واكثر .. و لو  مشينا بالشوارع واحنا نضحك و .. نروح للحفلات بالرياض كلها .. وياليتنا تهاوشنا اكثر ..
فراس : لا تتكلم كذا نايف ، باقي بنتهاوش بعد ، اوعدك
نايف نزلت دمعته : ما بنقدر بعد الحين .. لاني ما بكون موجود ..
فراس بلع ريقه في محاوله لحبس شي بداخله : تبي نتهاوش الحين ؟
نايف هز رأسه بالنفي : لا .. ما عندي قوة الحين .. لكن اثنينا نعرف ان هذا اخر لقاء بيننا .. عيونك تقولها .. ليش ما تصدق
فراس وقف وهو يناظر للسقف : نايف تكفى ، لا تهذي
نايف اكمل غير مبالي لفراس : ابيك تعرف انك افضل شي صار لي بحياتي..  والانسان الوحيد الي فهمني ، ابيك توصل لملك اني .. حبيتها بصدق .. ويشهد الله اني ما كذبت ..يوم لبستها دبله .. في اليوم الي بتتخلى فيه ..عنها اتمنى انها تنساني و تعيش حياتها ، وسديم سديموه ما .. يحتاج اوصي عليها ام لسان بس قول لهم ان وصية كل واحد ..موجوده بمكان بغرفته وانت .. وصيتي لك موجوده مع خالتي لطيفه
فراس حط رأسه على يد نايف واستوعب وداعه
الممرضه دخلت : انتهى وقت الزيارات
فراس : اذا تكلمت عن الموت مره ثانيه بطلع واخليك
نايف شهقه بكاء : انتبه ولا تعذب نفسك
فراس فز وترك يده واتجه للباب
نايف وراه  وهو يبكي : لا تعذب نفسك سمعتني !
خرج فراس بدموعه اربع اربع وجلس على مقاعد الانتظار
يبكي بصمته
وبعد مرور ساعتين
رفع شعره عن وجهه ومسح دموعه وهو يشوف الممرضين يركضون بعد سماعهم لكود بلو
كان مُدرك انها النهايه وما يبي يستوعبها وكان يخدع نفسه وكان يردد في داخله :
يا مسافات عمري ليه دربي قصير ؟
وليه كل شي احبه لازم اودعه ؟
وليه حلمنا ليا جينا نصنعه ما يصير ؟
وليه لا ضقت صوتي محدٍ يسمعه ؟
وليه انا بالذات مقصود بالنار صدري تحرقه ؟
وقف فراس ولحق الممرضين لمكان كان عارفه
ابو فراس وابو سُهاد و اخوهم راكان ينادونه ومافيه اي استجابه
وقف فراس قدام غرفه نايف وهو يشوف الدكاتره والممرضين يحاولون ينعشونه ، وقف بأسيّة ويمر امامه شريط ذكريات مع رفيق دربه .. علاقتهم ببعض علاقة اخوة لا تربطهم الصداقه فقط ، تراوده الكثير من الاسئله في هذه اللحظه تملئوه " الـ ماذا " ، لماذا انا ؟ ، لماذا هذا الشعور الهائل بالريح ؟ لماذا هذه البروده في هذا المكان ؟ كأنه يقول كلانا الان يعلم ان عمري غير صالح للعيش والنسيان بعده ، وكأنه يقول لماذا تلك السرعه التي غادرتني فيها ؟
وقف ابو فراس امام ابنه يقطع عنه الهاجس : فراس ولد
مال فراس بطوله ، ثبته ابوه وعمه
ابو سُهاد : اقعد اقعد بسم الله عليك
فراس بثبات : كم الساعه ؟
ابو فراس : 00 : 12 مساء
فراس يحاول يثبت رجفة يده وهو يشوف عمه راكان جاي له : زين
راكان منزل رأسه : احسن الله عزاكم وصبركم
فراس بثبات مصطنع  : ابي اشوفه
راكان : تعال
راكان كان ساند فراس لانه عارف الضعف الي يوصل له الانسان عند خسارة شخص يحبه
دخل فراس ببطء وهو يشوف رفيق دربه عليه الكفن وابعد عن وجه نايف الكفن وهو يبكي وطاح فراس .. ما شالته رجلينه من الحزن ..
راكان رجع يبي يسنده
فراس رفع يده بوجهه بمعنى لا تجي
وقف فراس ومسح على شعر نايف وتحسس وجهه كانه مو مصدق انه نايف الي سادح وماله اي نفس قدامه
وبكى عنده لساعات ..
...
اليوم الثاني
حسين بوجه احمر تعبان  : فراس
فراس ببرود ناظره
حسين وبدموعه ربت على كتف فراس : قدر ربك قدر ربك يا فراس
ابو نايف مسح دموعه بشماغه : قم قم ليه قاعد بهالحاله
فراس : عمي ، تقدر تقاضيني على موته لاني السبب
حسين حط يده على فم فراس : وش تقول انت الحين نايف بيرضيه الي تقوله ؟
ابو نايف ضم فراس
فراس استقبل حضنه وهو يبكي بكل حسرة
حسين متصنع للقوه بعد ما بكى لساعات : بس بس عذاب له
فراس بشهقات بكاء : يا عم ماني بقادر والله ماني بهالقوه
عند عودتهم للرياض لاكمال مراسم الدفن
فهد ساند فراس وقت الدفن
وبالجانب الاخر حسين ساند ابوه
اما عند النساء فكان الكل في انهيار إبتداءً من ملك وانتهاء بوالدته واخواته سدن والمى وتعزيات المعزين
...
مضت شهرين على وفاة نايف وانتهاء عزاه
فراس على ذات حاله ينام ، يصحى ، يصلي ، الجامعه وعلى هالروتين الهادي لمده شهرين
يزن بجانب فراس بعد صلاه الفجر : فراس
فراس التفت له : ها
يزن ما يدري كيف يصارحه بالموضوع ؛ لمتى ؟
فراس بعلامات برود : وش
يزن : يعني لمتى بتقعد على هالصمت
فراس مشى وتركه
ثابت دق يزن : قلت لك لا تكلمه خله شتبي انت
يزن : ياخي مو عاجبني ما تعودت عليه كذا
هادي قاطعهم بعصبيه : خويه متوفي وش متوقعين منه يضحك مثلًا
صالح : خلاص انطم انت وياه كل واحد بيته
سيف : ليه متجمعين ؟
هادي باسلوب وقح : دز انت تبون تزيدون الولد هم فوق همه
عمر بتفكير : انا مستغرب ليش كلنا هنا بالديره ؟
ريان ربت على كتفه : عشان فراس بس
عمر : اها
صالح : طيب يلا يا حلوين كل واحد على بيته الولد مو ناقصكم
سامي :طيب شفيك تعاملنا كذا
وابتدأ بينهم نقاش جديد وهم متجهين لاعمالهم ، مدارسهم ...
...
بينما فراس اتجهه للمستشفى
وهو جالس على سرير الطوارئ بصمته
سُهاد ابتسمت لما شافته : ارفع تيشيرتك
فراس التفت على صوتها : وش جايبك الطوارىء انتي
سُهاد : اليوم هنا بس وبكرة بقسم الاطفال ..
وهي تتكلم خلع فراس تيشيرته وتمدد
سُهاد تنحنحت وهي تناظر للسقف : شفيك تحمست
فراس ابتسم بتكلف : كل اسبوع اجي اسوي ذا الفحص شكلك ما تدرين كيف تركبينه
سُهاد : الا اعرف شدعوه يعني..
فراس قاطعها بسحب يدها الموجود فيها جهاز تنظيم نبضات القلب : ما شغلتيه حتى
سُهاد سحبت يدها بس فراس كان ماسكها بقوه : شفيك تناظر كذا
فراس يناطر بعيونها : بعلمك كيف تركبينه
سُهاد تركت الجهاز : دامك تعرف ركبه لنفسك اجل
وطلعت تركض لمريض ثاني
فراس ضحك بتكلف : عادتها
وركب الجهاز بنفسه وهاجس ياخذه وهاجس يجيبه
...
عند سُهاد الي كان الحيا مسيطر عليها
سُهاد ابتسمت : حيوان ما يدري اني شفت اسمه وجيت له بإرادتي
اختفت ابتسامتها لما تذكرت شكله المريض وفكرت هل ترجع او ما ترجع
سُهاد بتفكير : ارجع؟ برجع برجع
رجعت له ..
سُهاد تناظر للسقف كعادتها : معليش رحت .. كان فيه مريض ..
فراس ابتسم بخفه : ما عندك احد استحيتي انه الشخص الي يحبك انتي دكتورته
سُهاد قفلت الستارة : باقي طالبه ما صرت دكتوره
فراس ضحك : بس بعيني دكتورة شسوي يا دكتورتي ؟
سُهاد شبكت يدينها في بعض : ياخي ليه تحب تحرجني كذا
فراس ضحك بجهورية : طيب ابي احرجك بموعد ثاني تسمحين لي ؟
سُهاد بحماس : وشو وشو
فراس : ابي اغني لك بيوم ، ان شاء الله
سُهاد ابتسمت بحياء : ابي يكون بزواجنا ، توعدني ؟
فراس ابتسم وهز رأسه بالايجاب
سُهاد ناظرته بحب وابتسمت
فراس يمازحها : ليه فيه قلوب تطلع من عيونتس
سُهاد رمشت وضحكت : اففف ياخي ما تتحمل ما تحرجني
فراس ضحك : استمتع في احراجك بس ، وش شعورك وعندك زوج رومنسي تسذا ؟
سُهاد رفعت حاجبها بدهشه وضحكت بسخريه : يا الثقه زوج مره وحده ؟
فراس هز رأسه بالايجاب
سُهاد فكرت : طيب علمني ليش اخترت تخصصك جراحة مخ واعصاب ؟ ليش هو بالذات ؟
فراس توهق : الصدق ..
سُهاد : اجل بتكذب علي وقبل شوي كنت زوج على قولتك ؟
فراس حك رأسه: ما توقعت يجي يوم وتسأليني ذا السؤال
سُهاد : ليش؟
فراس ناظر فيها : عندي مرض
سُهاد استغربت : مرض وشو ؟ انيميا؟
فراس هز رأسه بالنفي : الاضطراب الانفجاري المتقطع
سُهاد : اشرح لي اكثر
فراس : ابي الاقي علاج لمرضي عن طريق تخصصي ، سُهاد  انا كنت اتهرب منك لسبب ذا ، كنت احاول ابعد عن الناس
سُهاد ابتسمت : نلاقيه سوا ؟
فراس ناظر لها باستغراب : ما بتروحين يعني ؟ ما بتبعدين ؟
سُهاد هزت رأسها بالنفي : باحلامك ابعد ، بنلاقي العلاج سوا
فراس ضحك باستغراب : بس ذا مرض نفسي بنفس الوقت يعني ممكن افقد اعصابي باي لحظه واعصب واشتم ويديني ترتعش ويصيبني خفقان وضيق تنفس !
سُهاد ابتسمت: ما يهمني ابي اكون معك ، واساعدك بعلاجك
فراس عدل جلسته : يا بنت الناس انتي صادقه الحين ؟
سُهاد ضحكت : لا استهبل شرايك يعني اكيد صادقه ، فراس الي يحب ما يترك
فراس انصدم : اوه اوه نفس جملتي كيف كذا احنا صرنا نتخاطر ؟؟؟
سُهاد : اي جملة ؟
فراس رفع حاجبه بدهشه : الي يحب ما يترك 
سُهاد ضحكت : هذا المعروف طيب الي يحب جد ما يترك
فراس : صدمتيني يا بنت بدر
سُهاد ناظرته بصمت : الحين هذا لقب هذا ؟
فراس عدل على كلامه وضحك : معليش بس صدمتيني يا حبيبتي
سُهاد ضحكت
...
اليوم الثاني
سُهاد بابتسامه : صباح الخير
فراس التفت على صوتها : انتي الخير
سُهاد استحت : لييههه
فراس ضحك : وش الي ليه 
سُهاد ناظرت بالارض : تحرجني
فراس يقلد نبرتها : يمه منتس
سُهاد بمزح يخالطه الحياء : ترا بزعل
فراس : شدعوه شدعوه كل ولا زعلتس ، اخذ الشنطه عنتس؟
سُهاد بعدت بمسافه بسيطه : لا عادي مو ثقيله
فراس : ليه تبعدين ؟
سُهاد : بيشوفونا
فراس كمل جملتها : بيشوفونا ويوصل الخبر لابوي اسرع من الحمام الزاجل
سُهاد ضحكت : هذا الصدق بيوصل اسرع ترا
فراس التفت عليها : الاسبوع الجاي برجع الرياض
سُهاد اختفت ابتسامتها : ليش؟
فراس : بروح اكمل شغل ابوي بصفقه وبرجع
سُهاد سكتت شوي
فراس ابتسم بتكلف : بصور لك وبتكونين معي قلب وقالب
سُهاد : مدري احس الموضوع مشكوك فيه
...
بعد اسبوع
وصل فراس للرياض
ابو فراس بترحيب وابتسامه : يالله حيه اسفرت وانورت
فراس ابتسم والتعب باين عليه : باهلها يبه باهلها
عزام ربت على كتف فراس : نمت ولا مواصل ؟
فراس : والله مواصل ما قدرت اغفى
ابو فراس : رح نم ثم بكره نتفاهم بالعقد
فراس جلس : لا ابد مافيني نوم الحين نخلص كل شي عشان ارجع بدري
ام فراس ابتسمت : وليه ناوي ترجع بدري ؟
فراس : عشان الجامعه يمه
ام فراس ابتسمت اكثر : الجامعه ؟ ولا شي اغلى من الجامعه ؟
الكل ضحك
فراس بابتسامته : يمه عاد لاتحرجيني الجامعه اهم
فراس فتح جواله وصور لسُهاد قعدتهم وكتب : امي جابت طاري لشي ابي ارجع له قبل الجامعه
سُهاد ردت : وشهو ؟
فراس : انتي
سُهاد : احس اني اهم شخص بالدنيا بهذي اللحظه 🫳🏼
فراس : لا تحسين تأكدي
وقفل جواله بعد ما ناداه عزام
بعد ساعتين من السوالف والضحك
ابو فراس بجديه : قم انت وياه يلا البسوا وانتظركم
عزام فز وفز بعده فراس
عزام : ملابسك بغرفتك فوق
فراس ارتبك : شسمه الغرفه ؟
عزام ناطر فيه باستغراب : اي غرفتك
فراس : زين زين
طلع فراس للغرفه ووصل عند بابها ووقف
وبدأت دقات قلبه تتسارع و طلع جواله وكتب :
سُهاد ، بدخل الآن غرفتي القديمه
سُهاد ردت : وش المشكله ادخل
فراس : المشكله اني ...
سُهاد : خايف ؟
فراس : اي
سُهاد : اتصل علي
فراس اتصل عليها
سُهاد : شفيك ادخل ما عليك انا موجوده معك
فراس دخل وبلع ريقه
سُهاد : عادي انا معك ادخل
فراس : سُهاد كل زاويه فيها تذكرني
سُهاد : تخيل اي شي غيرها
فراس بدأ يتخيل شكل سُهاد باول مره شافها
سُهاد ضحكت على بعده عن الواقع : وش تخيلت عشان تغوص بالخيال لذي الدرجه
فراس : تخيلتك ، باخذ ملابسي واطلع ما اتحمل ذي الغرفه
سُهاد انحرجت من كلمته : يلا خذها بسرعه اخذت من وقتي كثير وامي تنادي بتشك ذي المره التاسعه الي تنادي فيها
فراس : قفلي بوجهي ما عليتس مسامحتس
سُهاد قفلت بوجهه
فراس ضحك : كنت امزح طيب
و اخذ ملابسه وطلع 
بعد ساعه ..
فراس وهو لابس بدلة رسمية تصور وارسلها لسُهاد
عزام : يلا فراس طولت
فراس قفل جواله وهو مبتسم : جاي الحين
ام فراس الي كانت واقفه تنتظر فراس
فراس وقف قدامها : يمه ، رأيك يهمني
ام فراس حصنته وضمته بلهفه : ولد عبدالكريم انت هذي فيها رأي وانا امك ؟
فراس خنقته العبره وبدت عيونه تغورق وهو عارف انه مقصر بحق امه واجد
فراس ابتسم وباس يدها : يمه الله لا يحرمني منك
عزام : فراس يلااااا علامك تتأخر
فراس مشى وفي داخله عبرات : جيتك
اما في الجانب الاخر .. عند سُهاد
سُهاد ابتسمت يوم شافت صورته : الكاريزما ماشاءالله ماشاءالله لا انظله بعد ماشاءالله
غمام : مين هو الي كاريزما
سُهاد رفعت الجوال بوجهها : الشخص الي احبه
غمام ضحكت : قلت لك ولا ما قلت انك بتحبينه؟
سُهاد ابتسمت ابتسامه عريضه : قلتي قلتي
غمام ناظرت لسُهاد : بس تكفون تزوجوا بدري ابي اشوف سُهاد صغيره
سُهاد ضحكت باحراج : بدري مره بدري
...
بعد ما تمت الصفقه وتبادلوا التهاني وصار الفندق تبعًا لشركات والده عبدالكريم خالد
ابو فراس مد بالعقد لفراس وهو مبتسم : حقك
فراس تعجب : وش الي حقي يبه ؟
عزام : الفندق
فراس ناظر لهم بصمت ثم قال : مانيب قده
ابو فراس اقترب منه وعطاه العقد : كانت لك يد بكل ملك لي ولاخوك ويوم جا حقك رفعت يدك عنه ، فندقين بس لك وهي اكثر .. بس يا ولدي انت صارحتني انك تبي تكون جرّاح مخ واعصاب و أيدتك بقرارك بس بعد لك حق عندي
فراس مسك العقد وابتسم لابوه بارتباك : ان شاء الله اكون قدها واقدر اديره
عزام وبيده سقاره : بتقدر شخصيتك قياديه بالفطرة
فراس التفت له بانزعاج : كم مره قلت لك لا تدخن عندي !!
ابو فراس الي كان مطلع سقارته ويوم شاف عصبيه فراس رجعها وهو يضحك : كأنه عمه راكان
فراس : مضرة كم مره بقول لكم شفيكم يعني انا اوجهكم بدال ما انتم توجهوني ؟
ورن جواله ..
...
بعد اسبوعين
الفجر 34 : 02
صحى على اتصال مزعج
فراس تنهد : اففف ، نعم 
مياسين استغربت : نعم ؟
فراس : لبيه ، ليه متصله بهالوقت ؟
مياسين تجاهلت النبره : لا بس اصيل يقول العيال يتصلون عليك ما ترد
فراس بنفس النبره : نايم يعني وين برد عليهم باحلامي ؟
مياسين استنكرت تصرفه : طيب رد عليهم
واقفلت الخط
فراس : ياليل
ورمى هاتفه عشوائيا ورجع لنومه
ثم رن مجددًا
فراس : هاه هاه يا مسلمين
اصيل : تعال ياولد ننتظرك حنا
فراس : جاي جاي يقلع الازعاج
ثم اقفل الخط
ورجع اكمل نومه ..
ورن مره ثانيه
فراس بانزعاج : ياليلللللل ياليلللل
ثابت : فراس تعال العيال ينتظرونا
فراس : انتم ربي سلطكم علي ولا وشو وش تبون فيني
ثابت : نبي نغير جوك الكئيب ذا تعال جلسه بطله بتعجبك
فراس : طيب
ثم اقفل في وجهه
...
بعد مرور نص ساعه وصل للمكان الي فيه العيال 
اصيل بابتسامه :يا هلا فراس
فراس بدون نفس : هلا
ثابت : اعرفك على ولد خالتي صادق
صادق ابتسم : أهلًا
فراس جلس : يا هلا ، ياورع صب من قهوتكم مدري شاهيكم ذا مصحين الادمي الساعه 3 مجتمعين ما وراكم شغله
سيف استغرب : شفيك معصب
فراس سكتت واخذ القهوه : مابي شي
صادق ابتسم وقال بنبره خبيثه : وش متوقع منه
فراس التفت عليه بنظره حاده : وش المقصد
صادق ضحك : وش متوقعين لشخص مصحينه بالغصب يجي هذا المقصد
فراس فهم مقصده وتذكر وجهه : عطني العود اضبطه لك
صادق مد له بالعود : تعزف ؟
فراس بنظره حاده مطوله : اكيد كيف لا
ثم قطع الاوتار وهو مبتسم
سيف : فراس !!!
صادق عصب : وش فيه ولد عمكم ذا !؟؟؟
فراس : عطوه سقاره يستاهل
صادق بخبث وعصبيه : انا اصلا وش متوقع من واحد قتل خويه
عمر فز : يا عيال قبعت
فراس ضربت الكلمه بصدره كالصاعقه وفز وخنقه
استمر فراس بخنقه وما كان احد قادر يبعده عنه
سيف : فراس فكه فكه يابن الناس !!!!
ثابت بلع ريقه : وش اسوي يا عيال
اصيل صرخ عليه : اسحبه معنا يا دلخخخخخ
سيف يهدي فراس : فراس بتقتله وخر عنه الموضوع ينحل بهدوء
مرت 4 دقايق ومحد قادر يبعد فراس عن صادق وفجأة توقف كل شي
توقف صادق عن شهقاته
وابعد فراس يديه عن رقبة صادق ورجع لواقعه : قتلته
كل العيال كانوا واقفين بصدمتهم
فراس بلع ريقه وحط يديه على راسه : قتلته انا قتلته
اصيل ادرك انه فراس طاح بشيء ماله فيه : اصصص فراس اصصص
فراس التفت عليه : قتلته بموت انا بموت
اصيل مسكه وكتفه : فراس اصص ما قتلت احد
عمر وقف بشجاعه : انا قتلته فراس انا قتلته مو انت
ثابت يتأكد من نبض خالته اذا مات  : مات مات اصيل ولد خالتي مات
اصيل الي كان عارف عن صحة فراس النفسية : محد مات محد مات انكتم انت وياه ، فراس ما مات ما مات
فراس بنبضات متسارعه بعد يفقد سيطرته على نبضه وطاح مغمى عليه
سيف الي اصلا كان يحاول ينعش صادق بس فقد الامل فيه
اصيل بتوتر : الحقوني بصادق للمستشفى وانا باخذ فراس
عمر : لا بيسألون مين قتله
اصيل صرخ عليهم : اذا سألوا بتقولون انس خوي فراس طلع من السجن وحنا مشينا للشارع العام وتركنا صادق يضبط عوده ورجعنا عليه ميت
ثابت : وش تقول انت !!!! واضح ان فراس الي قتله !!!!
اصيل صرخ اكثر : تسمع انت وياه ولا والله عقابكم يكون اكبر من كذا وكلكم تتورطون بها
...
في المستشفى
كود بلو اشتغل بمجرد دخول صادق للمستشفى
و اصيل الي كان ساند فراس وداخل الطوارئ
سُهاد جات ركض : وش فيه وش صار
وقربت تبي تمسكه
اصيل : ابعدي هناك يا سُهاد وربتس ماهي ناقصتس
سُهاد استغربت : بس هذا شغلي ؟
اصيل صرخ بوجهها : ابعدييييي قلتتتت
بعدت سُهاد تلقائي بعد صراخ اصيل عليها
اما في جانب انعاش صادق ، انتهى الامل .. اعلنوا ساعة وفاته وطلبوا حضور اهله
...
بعد ساعتين
صحى فراس التفت حوله وتفقد يدينه على امل يكون حلم
ودخلت سُهاد عنده منزلة رأسها بخيبة امل
فراس ارتبك : وش صار
سُهاد تجاهلت واكملت شغلها
فراس بخاطره يقول :
ردي تراني احتريك
ردي وجيبي لي عذر
الله يرضى لي عليك
سُهاد ناظرت له بنظره مكسورة وابعدت
فراس مسك معصمها : تكفييينن تكفييين قولي لي انه حلم تكفييين
سُهاد بعيون تلمع بالدموع : مب حلم انت قتلت ولد خالتي
فراس بكى من ضعفه بكى بكاء ما اعتادت عليه سُهاد
لدرجة انها حست ان نهاية فراس بعد هذي الشهقة
سُهاد وقفت بدموعها : فراس اششش انا هنا انا معك
واستمر فراس ببكاه وهو يبعدها عنه
سُهاد بكت معه : لا تبعدنييييي مابي ابعد لو تقتل الارض كلها ابيك بس ما لقيت الا ولد خالتي انا ماني زعلانه عشانه انا جدًا حزينة لان نهايتنا ما بتكون مثل ما حلمت .. اخوالي ما رح يتركونك يا فراس
فراس سكت لثواني وقال : مابيك روحي ما ابغاك روحي
سُهاد مسكت يده وهي تبكي : فراس
فراس سحب يده وصد : روحي

تعذُر الشروق أيام .. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن