البارت الاول

3.6K 66 1
                                    

طارق في محاولة منه لتهدئة شقيقته : اهدي بس يا حبيبتي وهو أن شاء الله هيقوم بالسلامة و يبقي كويس
اسيل : قلبي وجعني عليه اوي يا طارق حاسة أن هيحصله حاجة وحشة يارب خليك معانا يارب و يقوم بالسلامة
و جلست تقرأ من كتاب الله و عينها تزرف الدموع حتي خرج الطبيب و أردف بأسي : البقاء لله
اسيل بصدمة و صراخ : انت بتقول اييية لا طبعا مستحيل يحصل كدا انا اوحش حاجة توقعت انها تحصل أنه يفقد ذاكرة أو يفقد حاجة من نعم ربنا عليه إنما أنه يروح مني كدا عمرها ما جات علي بالي ابدا
طارق : دكتور انت متأكد من اللي حضرتك بتقوله دا طيب حاولوا معاه اكتر من مرة بالله عليكم متسبهوش كدا
الطبيب بحزن : الرائد يوسف كان جاي حالته صعبة جدا و كان وجوده في الدنيا مسألة وقت من اكتر احنا بصعوبة جدا قدرنا نطلع رصاصتين بس للاسف الرصاصة التالتة اخترقت قلبه و اتلفته تماما
و تركهم و غادر ووقعت اسيل مغشيا عليها بين يدي شقيقها
حملها طارق و نادي علي الطبيب مرة أخري
و بعد مدة ليس بطويلة أخبره الطبيب أن ما حدث انهيار عصبي اثر الصدمة التي تعرضت لها
اومأ طارق بحزن و ظل جالس بجانب شقيقته حتي أفاقت
طارق : اسيل انا هروحك البيت وانا هفضل هنا مع يوسف و هفضل جنبه لحد ما نخلص كل حاجة
اسيل ببكاء حاد : انا عاوزة اشوفه يا طارق
و بعد العديد من المحاولات استجاب لها طارق و بمجرد أن دلفت ورأته راقد علي الفراش بلا حركة أو نفس اقتربت منه وهي تتفرس وجهة المنير و فمه مبتسم قليلا فكيف لا يكون هكذا وهو شهيد
جلست بجانبه و احضتنت يده بشدة و دموعها تبلل وجهها : لية يا يوسف لية يا حبيبي مسمعتش كلامي و بردو سافرت فرحنا كان بعد اسبوعين يا حبيبي قوم علشان خاطري انا اسيل حبيبة طفولتك وشبابك انا جهزت كل حاجة تخص الفرح يلا قوم علشان نجيب البدلة بتاعتك انت ازاي تسيبني و تمشي بسهولة كدا فاكر يوم خطوبتنا لما كنا بنتعشي مع بعض انت مسكت ايدي و قولتلي انك هتفضل معايا لأخر العمر و مش هتسيبني انت كدا موفتش بوعدك و سيبتني في نص الطريق لوحدي طيب هكمل حياتي ازاي طيب
و ظلت تنثر قبلاتها علي يده البارده ودموعها تحرق وجهها ثم تمتمت: استودعتك عن الله شهيد مع السلامة يا حتة من قلبي
و دلف طارق و قبل يده و رأسه و دموعه متجمعه بعينه و أردف بصوت مختنق : كان نفسي تفضل معايا يا صحبي احنا اتربينا مع بعض من لما كنا اطفال و كنا راسمين حياتنا الجاية كلها مع بعض بس منقدرش نعترض علي قدر ربنا في الجنة يا صحبي بأذن الله
و احتضن اسيل الجالسة علي الارض تبكي بشدة و دموعه هو الآخر تتسابق علي فراق صديق عمره و رفيق دربه
ثم دلفوا الأطباء و اخرجوهم من الغرفة و بعد فترة تم خروج تصريح الدفن و أكملت كل الإجراءات و أخذوا الجثمان للصلاة عليه في مسجد وبعد أداء الصلاة حملوه الي مئواه الاخير وهو ملتف بعلم مصر لأنه شهيد واجبه الوطني وكان يحمل التابوت طارق رفيق طفولته وهو بالكاد يري أمامه من كثرة الدموع بعينه ومجموعة اخري من أصدقائه
و تم دفنه و غادر الجميع ما عدا طارق و اسيل ظلوا بجانب قبره يقرؤن له القرآن و يدعون له و عيونهم تأبي التوقف عن ذرف الدمع علي ذلك الفقيد الغالي
و بعد حوالي ساعتين أردف طارق : اسيل خلاص يلا نروح البيت الليل قرب
اسيل ببكاء : لأ يا طارق خلينا جنبه شوية كمان مش هقدر اسيبه كدا
طارق : حبيبتي لازم نمشي خلاص مش هينفع نفضل اكتر من كدا هو عريس في الجنة بإذن الله
اسيل بدموع تحرق قلبها و روحها : بعد اسبوعين كان هيكون عريسي انا كنا هنزفه علي حياته الجديدة مش علي المقابر
ثم أمسكت قلبها الذي يعتصره الالم : ااه يا وجع قلبي عليك يا حبيبي كنت كل حاجة حلوة في حياتي انا خلاص روحي ادفنت معاك مع السلامة و أن شاء الله يكون لينا لقاء قريب لأني مش هعرف اعيش من غيرك
احتضنها طارق بعيون دامعة و ظل يطرق علي ظهرها برفق علها تهدأ قليلا ثم قامت معه وهي تستند عليه و ركبت بجانبه السيارة و دموعها لم تتوقف حتي وصلوا الي منزلهم و استقبلتهم والدتهم و رحمة زوجة طارق
خديجة و هي تحتضن ابنتها وتمسد علي رأسها : البقاء لله يا بنتي دا قضاء و قدر و دا مصيرنا كلنا في الأخر احنا اللي علينا أننا ندعيله بأستمرار و نتصدق علي روحه ربنا يصبر قلبك يا حبيبتي يارب
اسيل ببكاء : مش قادرة يا ماما قلبي واجعني عليه اوي
خديجة بدموع هي الأخري : المؤمن دايما مصاب يا اسيل وهو ربنا اختاره شهيد المفروض نفرح أنه هيكون في مكانة عالية في الجنة إن شاء الله
و اردفت رحمة وهي تمسد علي ذراعها بحنان : يلا تعالي كلي حاجة علشان تعرفي توقفي علي رجلك يا حبيبتي
اسيل برفض : لا انا مش قادرة اكل حاجة خالص أنا هدخل انام احسن
و كادت أن تتحرك لولا يد الصغير التي أمسكت بها فحملته وقبلته بحنان و أردف حمزة ذو الثلاث سنوات ابن أخيها طارق وهو يجفف دموعها بيده الصغيرة : عمتو انتي لازم تاكلي عمعم علسان ( علشان) تكبلي ( تكبري)
و تكوني قوية
ابتسمت اسيل بهدوء وجلست تناولت بضع لقيمات من أجل ذلك الصغير الغير واعي لما يحدث ولا يدرك معني الموت ثم دلفت الي غرفتها وأخرجت صورة ليوسف كانت في الدولاب الخاص بها واحتضنتها بشدة وهي تبكي و تستعيد الذكريات بينهم و بكائها يزداد حتي شعرت بدوار يداهمها فقامت ابدلت ثيابها ببجامة سوداء أيضا و توضأت وأدت فرضيتها و تمددت علي الفراش بتعب و إرهاق و أغمضت عينها وهي تتخيل يوسف معها و ذهبت في نوم عميق
***************************
رحمة بحنان وهي تمسد علي خصلات شعر طارق بلطف : ربنا يصبر قلوبنا علي فراقه و بالذات اسيل ربنا يهون عليها ويقويها بجد مصيبة كبيرة اوي عليها
طارق بحزن : كان غالي علينا كلنا كان ابن و اخ و صاحب و حبيب كان كل حاجة في حياتنا و في غمضة عين راح مننا
رحمه باحتواء : انت لازم تنام و تريح يا حبيبي اليوم كان مرهق عليك اوي
طارق بعيون دامعة : ساب فراغ كبير اوي في قلب كل حد فينا
رحمة بدموع متأثرة بكلام زوجها : هو في مكان احسن بكتير من هنا يا حبيبي و أن شاء الله احنا مش هننساه ابدا و دايما ابقي ادعيله بس لازم تنام و تريح نفسك يا طارق مينفعش اللي انت بتعمله دا طول اليوم واقف علي رجلك و دلوقتي رافض انك تنام
طارق بطاعة و حزن : خلاص هنام يمكن اهرب من الواقع فترة
احتوته رحمه بين ذراعها وظلت ترتل له قرآن وتمسد علي رأسه حتي هدأ تماما و نام قبلت رأسه و أغمضت عينها و نامت هي الأخري بعدما اطمئنت علي صغيرها حمزة
********************
# دمتم بخير 💜
# Amira Ashraf Labana.

انار عتمة قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن