البارت الثالث و العشرون

553 21 0
                                    

التفتت نادين خلفها و اردفت : دا فارس يا اسيل
اسيل : و عاوز اية
فارس : أظن أن كلامي مش معاكي
اسيل : ولا مع نادين كمان كلامك يبقي مع اكرم بس
نادين : خلاص يا اسيل يلا نمشي
اومأت لها اسيل و ذهبت الي نور سلمت عليها مرة أخري و ذهبت مع نادين و ظل نظر فارس معلق بهم حتي اختفوا من أمامه تنهد بعمق و اتجه نحو كريم
اسيل : خلاص يا نودي اهدي ومتعيطيش
نادين بدموع : غبي يا فارس والله غبي
اسيل : خلاص يا حبيبتي ربنا لية حكمة في كل حاجة بتحصل مش دا كان كلامك ليا وان شاء الله هتلف الايام وهيبقي من نصيبك انا واثقة في كدا
نادين : طيب احنا هنروح ازاي انا متصلتش بأكرم لسة
اسيل : خلاص هنحاول نشوف اي مواصلة هنا
نادين : بصراحة المنطقة هنا شكلها مش تمام أنا هتصل بأكرم احسن
اومأت لها اسيل بصمت و ظلوا واقفين فترة في انتظار قدوم اكرم
: اية دا اية دا حوريات بحر دول ولا اية
نظرت له اسيل بقرف و نظرت الجهة الأخري
: يلهوي يابااا دا احنا بنتعامل مع غفر بقي علي كدا اهي دي البنات ولا بلاش
ابتعدوا عنه مسافة ولكنه اتي خلفهم مرة ثانية
: عيب لما اكون بتكلم و تمشوا كدا
نادين وهي ممسكة بيد اسيل : انا خايفة اوي يا اسيل تعالي نطلع بيت نور تاني
اسيل بتماسك: ششش متبينيش خوفك ولا كأنك سامعة حاجة واكرم خلاص جاي اهو
اقترب منهم ذلك الوقح وكاد أن يلمس كتف اسيل ولكن اختل توازنه اثر تلك اللكمة التي اطرحته ارضا
اكرم وهو ممسك بتلابيب ملابسه بعنف : ايدك دي اقطعاهلك قبل ما تفكر تلمسها فاهمم
و ظل يسدد له لكمات عديدة تحت صراخ نادين و اسيل المزعور
نادين ببكاء : خلاص يا اكرم سيبه ويلا نمشي من هنا
اسيل : يا اكرم كفاية كدا بالله عليك
اكرم بحدة : ادخلوا العربية و مسمعش صوت واحدة فيكم
اسيل : لا مش هندخل العربية و نسيبك تموته وتروح في داهية
لكمه اكرم لكمه أخيرة وقام نفض يده و ركله بقدمه و اخذ الفتيات و ركبوا السيارة و خرجوا من تلك المنطقة
اكرم بغضب : خلاص كفاية عياط اسكتوا بقي انتوا الاتنين
نادين : كنت هتودي نفسك في داهية علشان خاطر حيوان ميستهلش
اكرم : اه كنت اسيبه يعاكسكم عادي يعني ! ثم وجهة نظره لأسيل و أردف بصرامة : و انتي يا هانم مش واخدة بالك أنه كان خلاص هيلمسك
اسيل بدموع : انا معرفش كنت مخضوضة و مش عارفة اتصرف و الحمد لله انت جيت
اكرم : مهو اكيد لازم تتعاكسوا بشكلكم دا ثم أردف بمكر وهو ينظر لأسيل : اصلكم زي القمر بصراحة
ضحكن الفتيات رغم تلك الدموع التي تبلل وجنتهم
اكرم : خلاص اهدوا و امسحوا الدموع دي الموضوع خلص
انصاعوا له و كفوا عن البكاء وظلوا صامتين طوال الطريق ولكن بالطبع كان اكرم من بين الحين والآخر يتابع اسيل عبر المرآه حتي وصلوا إلى المنزل
اكرم : هطلع معاكم علشان اخد شنطة هدوم نادين
اسيل بترجي : لا بالله عليك خليها معايا كمان شوية
اكرم بابتسامة : مش هينفع يا اسيل احنا سكنا قريب منكم بينا حوالي عشر دقايق بس ابقوا شوفوا بعض براحتكم بس مش هينفع نادين تقعد عندك اكتر من كدا
اسيل : علي فكرة انا مشتكتش يعني
اكرم : كفاية كلام بقي و يلا علشان تنامي عينك باين عليها مجهدة خالص
اومأت له اسيل بخجل و صعدوا سويا للأعلي اخد حقيبة نادين و ذهب الي منزله وابدلت اسيل ملابسها و ظلت تفكر قليلا بما حدث اليوم وهي تبتسم بداخلها بشرود حتي ذهبت في نوم عميق
*****************
تاني يوم استيقظت اسيل و جلست تتناول فطورها مع والدتها
اسيل : رحمة مالها يا ماما
خديجة : ما انتي عارفة أنها حامل
اسيل : ايوة ما هي كانت حامل في حمزة وعادي بتنزل بردو و بتقعد معانا
خديجة بتهرب : مش عارفة بقي تلاقيها تعبانة ولا حاجة
اسيل : مالها رحمة يا ماما
خديجة : قولت مفيهاش حاجة يا بنتي متقلقيش
اسيل : اتعودتوا تخبوا عني علشان بقيت اسافر يعني !
خديجة : مش حكاية كدا بس انا مبحبش اقلقك
اسيل : بجد والله!
خديجة : طيب بصي هي لما راحت للدكتور قالها أنه في عيب في الرحم ولو اتحركت اي حاجة غلط ممكن تنزف ونفقد الجنين
اسيل بحزن : يا حبيبتي يا رحمة انا هطلع اقعد معاها شوية
خديجة : ماشي يا حبيبتي
و بالفعل أنهت اسيل فطورها واتجهت لأعلي
طرقت علي الباب فتح لها حمزة بمجرد أن رأها قفز عليها سريعا
ضمته اسيل و اردفت : حبيب قلب عمتو عامل اية
حمزة : الحمد لله انتي مش بتيجي من زمان لية
اسيل : علشان كان عندي دراسة و لما خلصتها
جيت علي طول اهو مقدرش أتأخر علي حموزة
حمزة بطفولية : انا بحبك اوي يا عمتو
اسيل بإبتسامه : وانا كمان بحبك يا حبيبي
امسك الصغير يدها و أردف : يلا نشوف ماما علشان نايمة في السرير
سارت معه بهدوء حتي وصلت الي غرفة رحمة دقت الباب و دلفت للداخل وجدت رحمة تحاول الاعتدال والجلوس
اسيل : خليكي نايمة يا رحمة هو انا غريبة يعني دا احنا اكتر من اخوات
رحمة بابتسامة : حمد لله على السلامة يا حبيبتي معلش والله معرفتش انزل اقعد معاكي امبارح سلمت و طلعت علي طول
اسيل : ولا يهمك يا رحوم المهم طمنيني عليكي
رحمة : الحمد لله احسن من الاول
اسيل : انتي في الشهر الكام كدا
رحمة : يعني داخلة في التالت اهو
اسيل : ربنا يقومك بالسلامة أن شاء الله و يشفيكي يارب
رحمة : يارب يا سيلا
و صمتت اسيل و شردت قليلا ولكن قطعت رحمة شرودها مردفة : مالك
اسيل بانتباه : ها
رحمة : بقولك مالك
اسيل : مفيش حاجة
رحمة بضحك : علي رحمة بردو!
اسيل بأبتسامة : صدقيني مفيش حاجة
رحمة : هصدقك واكدب عنيا حاضر
ضحكت اسيل و اردفت : سوسة انتي بردو
رحمة بغمزة : لأ انت اللي متوتر و باين عليك يا جميل
اسيل : بصي انتي في مقام اختي وانا مش هخبي عليكي حاجة
رحمة : ايوة كدا اشجيني
اسيل بتوتر : اسكتي بقي خليني اعرف احكي
وضعت رحمة يدها علي فمها علامة علي السكوت و تنحنت اسيل و اردفت : انتي طبعا شوفتي اكرم لما جه هنا واتغدوا معانا كلهم
رحمة : اه شوفته
اسيل : دا بقي اللي انا عايشة في بيتهم هناك في امريكا
رحمة : عارفة
اسيل : هو من حوالي شهر كدا عرض عليا الجواز يعني و طلب مني ادي لنفسي فرصة افكر فيه
رحمة : وانتي اية كان ردك
اسيل : طبعا رفضت و قولتله اني مفيش في قلبي غير يوسف وبس
رحمة : متأكدة من كلامك ؟
اسيل بحزن : بصراحة مش عارفة انا دلوقتي تفكيري بقي يروح كتير لأكرم بس برجع الوم نفسي و بزعل اني نسيت يوسف ومش عارفة اعمل اية
رحمة : انا هقولك تعملي اية
**************
# دمتم بخير
# أميرة اشرف لبنة.

انار عتمة قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن