استيقظت نادين فتحت هاتفها وجدت رسالة من نفس الرقم محتواها ( كبري دماغك مني براحتك بس كدا كدا هتبقي ليا بردو في الأخر )
تأففت و قامت بتكاسل توضأت و ارتدت ملابسها و صلت و اتجهت للأسفل لتناول طعام الإفطار
نادين : فين اكرم يا ماما
كادت سوزان أن تجيب لولا أن قاطعها صوت اكرم : انا جيت اهو
نادين بغمزة : ايوة بقي الناس اللي بقت تنام كتير الا قولي اية اخبار الاحلام معاك
ضربها علي مؤخرة رأسها و أردف : خليكي في نفسك يا سوسة انتي
سوزان : لأ دا واضح أن في حاجة مخبينها عليا بقي
اكرم : مفيش حاجة اصلا دا هي نادين اللي اوفر شوية
ضحكت نادين و نظرت له بمكر و أكملت فطورها
اكرم : هتبدئ امتحانات أمتي
نادين : بداية الشهر الجاي
اكرم : ومش بتذاكري يعني
نادين : والله بذاكر علي فكرة بس انت اللي مش واخد بالك
اكرم : طيب علي العموم انا مسافر مصر الشهر الجاي
نادين : يا اكرم بطل رخامة بقي و استني لما اخلص امتحانات واجي معاك بقالي كتير اوي منزلتش
اكرم : مينفعش أاجل الشغل
نادين بتذمر : يا اكرم وافق بقي والله زهقت وعاوزة اسافر
اكرم : طيب وقتها نبقي نشوف
و بعد فترة كانوا قد انتهوا من فطورهم و ذهب اكرم ليباشر عمله و صعدت نادين غرفتها كي تستكمل دراستها
***************
في المساء
اسيل : مالك يا ماما صوتك تعبان
خديجة : لا يا حبيبتي انا كويسة
اسيل : ماما من فضلك انا عارفة انك بتقولي كدا بس علشان مقلقش عليكي بس بجد صوتك مخليني قلقانة اكتر
خديجة : انا قولت كويسة وخلاص بقي المهم طمنينا عليكي انتي
اسيل : انا الحمد لله بخير لو طارق جنبك خليني اكلمه
خديجة : طيب ثواني
و بعد عدة ثواني اتي صوت طارق المرحب بها : سيلااا وحشتينا اوي
اسيل : انت كمان يا طارق والله
رحمة : هترجعي أمتي يا سيلا
طارق بضجر : بطلي تدخلي في المكالمة كدا بقي
رحمة : اعمل اية يعني ما انت كل مرة بتكلمها و تقفل علي طول مش بلحق اكلمها
كاد طارق أن يرد لولا صوت اسيل الضاحك الذي قاطعه : لسة بردو بتناقروا زي ما انتوا
أردف طارق بمرح : بس ملناش الا بعض حبيبتشي حبيبتشي حبيبتشي
قهقت اسيل بشدة و اردفت : فين حمزة نايم ولا اية
رحمة : اه نايم من بدري علشان يصحي يسهرنا احنا اخر الليل
طارق : انا عن نفسي هنام مليش دعوة
رحمة بتذمر : طبعا هتنام و من أمتي اصلا و انت بتسهر معاه
طارق : انتي ناكرة الجميل علي فكرة
اسيل : نستوني والله كنت عاوزة اسأل علي ماما صوتها تعبان اوي ومش راضية تقولي حاجة مالها يا طارق
طارق : مفيش حاجة اطمني يا حبيبتي هو ضغط بس
اسيل : ماله الضغط
طارق : امبارح ضغطها وطي بليل و روحنا المستشفي خدت حقنة ظبطت معاها والدكتور كتبلها علي علاج تمشي عليه فترة لحد ما تتحسن
اسيل : الف سلامة عليها يارب شفاها الله وعفاها ابقي طمني عليها علي طول يا طارق
طارق : حاضر يا حبيبتي انتي ناوية تنزلي أمتي أن شاء الله
اسيل : خلاص اسبوعين و امتحانتي هتبدأ يعني شهر كدا بأذن الله و نازلة
طارق : علي خير ان شاء الله خلي بالك من نفسك و من مذاكرتك
اسيل : حاضر متقلقش اختك قدها و قدود
رحمة : دا كدا كدا
ضحكت اسيل وودعتهم و ذهبت للمطبخ لكي تحضر كوب نسكافيه عله يساعد في تدفئتها و لكنها قبل أن تصل إلي المطبخ انتبهت الي دق الباب نظرت من العين السحرية وجدته اكرم استغربت الأمر كثيرا ثم جاوبت دون أن تفتح : مين
اكرم : انا اكرم
اسيل : نعم يا اكرم في حاجة
اكرم : عاوز بس اتكلم معاكي شوية في موضوع فلو سمحتي انزلي نقعد تحت في الجنينة
اسيل : موضوع اية
اكرم : لما تنزلي هتعرفي متتأخريش بس
و لحظات واستمعت الي صوت أقدامه تهبط الدرج نزولا إلي الأسفل تنهدت باستغراب ثم ارتدت اسدالها الكحلي و ارتدت حجابه الملتصق به ووضعت شال علي كتفها نظرا لبرودة الجو و نزلت لأسفل لم تجد سوزان ولا حتي نادين توجهت الي الحديقة وجدت اكرم جالس يعطيها ظهره تنحنت اسيل فنظر لها اكرم و ابتسم لها وأشار لها بيده : اتفضلي
جلست اسيل علي كرسي مقابل له و تسألت : خير
تنحح اكرم و أردف : عاملة اية
اسيل بإستغراب : الحمد لله بس اكيد مش منزلني من فوق في عز البرد كدا علشان تسأل عن أحوالي
اكرم : اية الطريقة دي
اسيل : المفروض اتعامل ازاي ؟
اكرم : يعني علي الأقل ردك يكون اهدي و الطف من كدا
اسيل بنفاذ صبر : طيب بعتذر منك ممكن تتكلم في الموضوع اللي عاوزني فيه
اكرم : يعني كنت عاوز اعرف اية سبب الدبلة اللي في ايدك دي
اسيل بسخرية : اكيد مخطوبة
اكرم : بس يعني انا عرفت أنه متوفي ربنا يرحمه
اسيل وقد بدأت تشعر بوخز الدموع في عينها : بردو اية سبب سؤالك
اكرم : بصراحة يعني انا عارفك بقالي شهر ونص تقريبا او اكتر طبعا متعاملتش معاكي غير مرتين أو تلاتة بس يعني مشدود ليكي و معجب بطريقة تفكيرك و لبسك و احترامك يعني ف كنت عاوزك تفكري في الموضوع ولو في قبول انا نازل مصر الشهر الجاي هتقدملك
هبت اسيل واقفة و اردفت بحدة : وانا مش موافقة عن اذنك
وكادت أن تذهب لولا اكرم الذي لحق بها و أوقفها مرة ثانية متسائلا : ممكن طيب اعرف السبب انا فيا حاجة مش عجباكي مثلا
اسيل : مش قصة كدا بس الفكرة اني من وقت ما جيت هنا وانا عمري ما فكرت فيك بالشكل دا و اصلا انا مش عارفة انسي يوسف
اكرم : طيب انا طالب بس منك فرصة للتفكير مش اكتر
اسيل : اسفة بس بجد مش هينفع انا كل تفكيري و قلبي مع يوسف
اكرم بحزن : طيب تمام
و أفسح لها الطريق كي تمر و بالفعل أسرعت اسيل خطواتها حتي صعدت لغرفتها خلعت اسدالها وارتمت علي الفراش تبكي علي يوسف حتي غفت اما اكرم ظل شارد بما حدث وقلبه يخفق بعنف حتي غفي مكانه علي الكرسي
**********************
طارق : علي فكرة اسيل قلقانة عليكي يا ماما
خديجة : يبني انا الحمد لله بقيت كويسة خلاص
طارق : طيب بس انا كان من رأيي نقولها الحقيقة احسن
خديجة : لا انا بقيت تمام مفيش داعي نقلقها علينا كفاية اللي هي فيه
رحمة : اصلا هي أن شاء الله نازلة الشهر الجاي هتقضي معانا الإجازة
خديجة : علي خير ان شاء الله
طارق : بردو لحد دلوقتي كل لما بكلمها باين عليها الحزن و لسة مقلعتش الدبلة من أيدها
خديجة : اللي حصلها مش قليل يا طارق
رحمة : بس يا ماما لازم تحاول تتأقلم و تعيش مينفعش تفضل حابسة نفسها في دايرة الحزن كدا غلط عليها
خديجة بتنهيدة : كلنا تعبنا من الكلام معاها وهي مفيش منها فايدة احنا نسيبها لحد ما هي تقرر تغير لبسها و ترجع لطبيعتها افضل
******************
# دمتم بخير
# أميرة اشرف لبنة.
أنت تقرأ
انار عتمة قلبي
Storie d'amoreتحطم قلبها لأشلاء منذ أن وقعت عليها صاعقة خبر وفاة رفيق دربها منذ الصغر و صديق شبابها و صانع أحلامها فهل ستستطيع اكمال حياتها ام سيظل جرح قلبها ينزف حتي الموت