البارت الثالث

1K 32 0
                                    

خديجة : اسيل جامعتك بدأت بقالها شهر يا حبيبتي هتنزلي أمتي
اسيل : ماما صدقيني انا مليش نفس اعمل اي حاجة
خديجة : اسيل فوقي لنفسك شوية الموضوع مر عليه ٣ شهور يعني المفروض تكوني تجاوزتي الصدمة و كمان مينفعش تهملي في اكلك و دراستك و دايما قاعدة في اوضتك و خسيتي ووشك بقي شاحب خالص مفيهوش روح
اسيل بدموع : يا ماما انا مش قادرة كل لما اجي اخد خطوة في حياتي برجع لنقطة الصفر تاني انا مش عارفة أتجاوز حاجة خالص
خديجة : طيب يا بنتي اسمعي كلامي و قومي خدي دش و البسي هدومك و انزلي كليتك يلا
حاولت اسيل كثيرا التهرب منها لكنها لم تستطع و بالنهاية انصاعت لأمرها و اخذت شاور و ارتدت دريس باللون الاسود عليه حجاب بنفس اللون و نظرت إلي دبلتها بشوق ثم ارتدتها و خرجت من غرفتها
خديجة : انتي هتنزلي الجامعة بالأسود دا
اسيل : ايوة و دا شرطي الوحيد علشان انزل و اكمل انا مش هقلع الاسود خالص
رحمة : يا اسيل يا حبيبتي كدا حرام عليكي نفسك انتي يدوب عندك ٢٢ سنة و مشيله نفسك هم كبير عليكي
اسيل بعصبية : الهم هو اللي اختارني صحيح عندي ٢٢ سنة بس خطيبي مات قبل فرحي بأسبوعين و بعدين دي حياتي و انا حرة فيها
نظرت لها رحمة بحزن ثم نظرت بالطبق أمامها
طارق : يلا اسيل هوصلك الجامعة في طريقي
اومأت له اسيل و نزلت للأسفل و ودع طارق زوجتة و طفلة و نزل لها أدار السيارة و انطلقوا الي وجهتهم
خديجة : رحمة ياريت متزعليش من اسيل هي قلبها ابيض و متقصدش تزعلك
ابتسمت رحمة و اردفت : عمري ما ازعل منها يا ماما انا مقدرة موقفها و صدمتها و كفاية عليها اللي هي فيه ربنا يكون في عونها وان شاء الله يارب ترجعلنا زي الاول تاني
خديجة : بجد وحشتني بنتي اللي مليانة نشاط و حيوية و الضحكة اللي مكنتش بتفارق وشها و حبها للدراسة و الخروج
و ظلت تتحدث هي و زوجة ابنها فترة ثم قاموا ليحضروا طعام الغداء
*************************
في الجامعة
حضرت اسيل جميع محاضرتها بسلام و خرجت من المدرج متجهة إلي المسجد لكي تؤدي فرضها قابلت صديقة لها
نور بلهفة وهي تحتضن اسيل : وحشتيني اوي يا حبيبتي مكنتيش بتيجي لية من اول الترم
كادت اسيل أن ترد عليها و لكن قاطعتها نور : ايوة صحيح انتي اتجوزتي اه يا كلبة يلي معزمتنيش
اسيل بحزن : لأ انا متجوزتش
نور بأستغراب : ازاي يبنتي مش انتي كنتي بتقولي أن فرحك في الإجازة اللي فاتت يعني المفروض تكوني متجوزة من ٣ شهور مثلا
اسيل بدموع : يوسف خطيبي اتوفي قبل فرحنا بأسبوعين يا نور
نور بصدمة : يلهوي حصل ازاي دا
اسيل ببكاء : انتي طبعا عارفة أنه ظابط وجاتله مأمورية و صمم أنه يروحها و حبيبي راح و مرجعش تاني
و اجهشت أكثر في البكاء
نور بمواساه : خلاص يا حبيبتي اهدي كدا ووحدي الله تعالي يلا نروح المسجد نصلي و نقعد هناك شوية يمكن تهدي اسفة اني فكرتك
اسيل : انا منستش اصلا علشان افتكر
و بالفعل ذهبوا سويا و جلسوا فترة حتي شعرت اسيل لأول مرة براحه في قلبها و قضت اليوم مع نور التي كانت تتعمد المزاح معها من أجل إخراجها من تلك الحالة ثم عادوا الي منازلهم
***********************
خديجة بأبتسامة : حمد لله على السلامة
اسيل بوهن : الله يسلمك يا ماما
رحمة : مالك يا اسيل
اسيل : مفيش حاجة انا بس مرهقة من المحاضرات ومشوار الجامعة
رحمة : طيب ادخلي خدي شاور كدا و فوقي علشان عاوزاكي في حاجة
اسيل : حاجة اية
رحمة : بعد الغدا هتعرفي
اومأت لها اسيل و دلفت الي غرفتها اخذت شاور و ارتدت برمودا اسود وعليه تيشرت نصف كم اسود به قلب كبير باللون الابيض و سرحت شعرها البني اللامع و خرجت لتناول الغداء معهم
طارق : رجعتي أمتي من الجامعة
اسيل : من ساعة كدا
طارق بابتسامة : و عملتي اية في يومك
اسيل : مفيش حضرت محاضرتين و بعدين روحت علشان اصلي قابلت نور صحبتي و سألتني عن حياتي و كدا وعن جوازي و طبعا حكتلها اللي حصل و تعبت بعدها وهي خدتني المسجد صلينا و قعدنا نقرأ قرآن و نتساهر شوية لحد لما هديت و جيت علي هنا بس كدا
طارق : حبيبتي مش عاوز تقصير في الدراسة ولا حضور المحاضرات خلاص دي بأذن الله اخر سنة ليكي عاوزين تقدير زي كل مرة
اسيل بأبتسامة شاحبة : أن شاء الله
رحمة : سيلا اية رأيك ننزل انهاردة نشتري شوية حاجات لحمزة و ماسكات لينا و نظبط نفسنا كدا بقالنا فترة معملناش شوبينج مع بعض
اسيل : والله يا رحمة مش قادرة انزل
رحمة : يلا بقي يا اسيل متبقيش رخمة هتسيبيني انزل لوحدي يعني
اسيل بقلة حيلة : طيب هنزل معاكي
و صمتوا و أكملوا تناول طعامهم و بعد فترة صعدت رحمة لكي تتجهز للخروج هي و طفلها
طارق : رحمة
رحمة : نعم يا حبيبي
طارق وهو يقبل رأسها : شكرا لأنك واقفة مع اسيل و بتحاولي تخرجيها من اللي هي فيه و مش بتاخدي علي خاطرك منها في اي حاجة
رحمة بابتسامة : اسيل دي أختي الصغيرة طول عمري ما اعتبرتهاش غير كدا و انا عارفة أنها بتمر بمرحلة نفسية مش تمام علشان كدا واجبي اني احاول معاها بقدر الإمكان علشان تفوق لنفسها شوية
طارق بسعادة : الحمد لله أن ربنا رزقني زوجة صالحة زيك كدا يا رحمة
رحمة بفخر و مرح : بس ياما جريت ورايا انت بردو
طارق بضحك : كنتي بتتقلي عليا جامد بردو
احضتنته رحمة بسعادة و اردفت : كل دا مش مهم المهم فعلا أننا دلوقتي مع بعض
و بعد مدة ليست بطويلة نزلت للاسفل و بيدها حمزة
رحمة : ها يا ماما سيلا خلصت ولا لسة
خديجة : ادخلي شوفيها اهي بقالها ساعة بتحاول تظبط طقم اسود تلبسه و مش راضية تسمع مني
دلفت لها رحمة و جدتها ترتدي بنطال واسع باللون الاسود وعليه جاكت جينز قصير اسود أيضا
رحمة : انتي رايحة عزا يبنتي ولا اية
اسيل بضيق : انا برتاح في الاسود
رحمة وهي تمسك بيدها : اسيل انا حفظاكي و متربية معاكي و عارفاكي كويس انتي عمرك ما كنتي بتحبي الاسود ابدا بالعكس دايما كنتي بتحبي الألوان الفاتحة و دايما بتضحكي ياريت اسيل ترجعي كدا تاني علشان خاطر نفسك و علشان خاطرنا احنا كمان
اسيل : اللي انا مريت بيه مش قليل يا رحمة دا كان حلم حياتي و فجأة راح من ايدي و فوقت علي ابشع كابوس انتي عارفة يوسف بالنسبالي كان اية
رحمة وهي تمسد علي شعرها بحنان : بصي يا حبيبتي دا اختبار قوي ليكي من ربنا و انتي لازم تكوني قوية و صابرة و ايمانك بالله يتغلب علي كل الحزن دا و ياريت يا اسيل تحاولي متروحيش المقابر كل يوم كدا انتي كدا عمرك ما هتعرفي تتجاوزي
اسيل : انا وعدت يوسف اني لازم اروح أزوره كل يوم و بعدين انا كدا بكون مرتاحة
رحمة : بالعكس يا حبيبتي انتي كدا بتحرقي في قلبك زيادة
تمسكت اسيل بها بعيون دامعة و ظلت تتنفس بعمق و تفكر في كلامها حتي هدأت قليلا
اسيل : طيب حاضر انا هحاول اتجاوز و انسي بس مش هقلع الاسود قبل سنة
رحمة : علي الأقل حاولي تدخلي لون تاني مع الاسود يعني مثلا بصي
و فتحت دولابها و أخرجت لها بلوزة قصيرة باللون الاسود مطرز بها ورد باللون الاحمر و الذهبي
رحمة : اهي دي حلوة و غامقة اهي
و بعد عدة محاولات انصاعت لها اسيل و ارتدت ملابسها و خرجوا
***********************
# دمتم بخير 💜
# Amira Ashraf Labana.

انار عتمة قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن