كانت اسيل جالسة تمشط شعرها عندما أطرق يوسف علي كتفها من الخلف
التفتت اسيل و ابتسمت بسعادة عندما وجدته يوسف
اسيل بسعادة : حبيبي انت معايا دلوقتي صح انت رجعت يا يوسف
امسك يوسف يدها وعلي وجهة ابتسامة عذبة تنير وجهة : انا خلاص يا حبيبتي مشيت و مستحيل ارجع تاني انا هنا مبسوط و كمان عاوزك تكوني مبسوطة و تتجاوزي اللي حصل
اسيل بحزن : بس انا عاوزاك معايا يا يوسف
يوسف : خلاص يا سيلا مبقاش ينفع و انتي أن شاء الله هتعيشي حياتك و هتكوني مبسوطة انا متأكد من كدا
و ظل يبتعد عنها تدريجيا حتي اختفي من أمامها
قامت اسيل فزعة و هي تصرخ باسمه : يوووووسف
جلست علي الفراش و نظرت حولها و الدموع تغرق وجنتها : للأسف كان حلم
ثم استمعت لأذآن الفجر قامت توضأت و أدت فرضيتها وهي تدعو ليوسف كثيرا ودمعها يسبقها حتي بللت سجادة الصلاة
و من ثم انتهت قامت أمسكت بمصحفها و جلست في الشرفة تقرأ ايات الله بخشوع قرابة الساعتين ثم جلست تراقب شروق الشمس وهي تتذكر أيامها مع يوسف وهي تشعر بحزن كبير يملأ قلبها ثم نظرت الي غرفة يوسف المقابلة لغرفتها تماما و تمتمت بابتسامة باهتة : صباح الخير يا يوسف
و جففت دموعها و دلفت الي الداخل خلعت اسدالها و تمددت علي الفراش و ضمت صورة يوسف لقلبها و نامت
***************************
طارق : اسيل صحيت ولا لسة يا ماما
خديجة : وانا بصلي الفجر كنت سامعة حركة عندها في الأوضة بصيت عليها لقيتها قاعدة في البلكونة بتقرأ قرآن و من شوية بصيت عليها لقيتها نايمة قولت اسيبها مريحة شوية
طارق : خليها مريحة بس بردو خدي بالك منها وكل شوية ادخلي بصي عليها
رحمة : متقلقش عليها يا طارق انا و ماما خديجة هنا معاها
طارق : طيب انا ماشي رايح الشغل عاوزين حاجة اجيبها معايا وانا جاي
خديجة : لا يا حبيبي انت بس خلي بالك من نفسك
اومأ لها بأبتسامة و قبل يدها و قبل رأس رحمه و غادر الي مقر عمله وهو يدعو الله أن يهون عليهم تلك الفترة
**************************
و بعد فترة استيقظت اسيل علي يد صغيره تداعب وجهها
اسيل : صباح الخير يا حموزة
حمزة : ثباح الخيل ( صباح الخير) يا عمتو
اقتربت منه اسيل بأبتسامة و قبلته برقة وجلست تداعب شعره بحنان : مالك يا قلب عمتو صوتك تعبان كدا لية
حمزة : مفيس ( مفيش ) حاكة ( حاجة ) يا عمتو ثم أردف بمرح طفولي وهو يستعرض عضلات يده الغير موجودة من الأساس : بصي انا قوي ازاي
ضحكت اسيل علي ذلك الصغير الذي استطاع أن يخرجها من حزنها ولو لبضع دقائق
رحمة : يلا بقي يا حمزة علشان تاخد دش
حمزة : يا ماما مس ( مش ) بحب الماية
اسيل : لازم تسمع كلام ماما يا حبيبي علشان تكون نضيف و ريحتك حلوة
حمزة : ماما سيبني هنا مع عمتو و بليل هبقي استحمي
اردفت رحمة بمرح مقصود لكي تتناسي اسيل حزنها ولو قليلا : حيث كدا بقي انا قاعدة معاكم
اسيل : انا اوضتي بقت ملجأ ولا اية
ابتسمت رحمة و اردفت : اوضتك دي طول عمرها ملجأ حرفيا كلنا مش بنرتاح غير فيها و كمان ياما سهرنا سوا انا و انتي نسيتي ولا اية
ضحكوا سويا و صمتوا بضع ثواني ثم تمتمت اسيل بتنهيدة حزينة : يوسف وحشني اوي يا رحمة انا عمري ما كنت اتخيل ابدا أن حاجة زي كدا تحصل عمري ما كنت اتخيل أنه يغيب عن عيني للأبد بس خلاص مفيش في أيدي حاجة اعملها غير اني ادعيلوا
رحمة بمواساه : يا حبيبتي أن شاء الله ربنا هيصبر قلبك و يقويكي و المحنة دي هتعدي علي خير بأذن الله
اسيل : مهما حصل و مهما عشت هفضل بردو طول عمري فكراه لأن اللي بينا عمر بحاله مش سهل يتنسي
و جلسوا تحدثوا فترة ثم قامت اسيل تناولت بضع لقيمات و ارتدت عبائتها السوداء و عليها حجاب اسود و أمسكت مصحفها و ذهبت الي غرفة والدتها
اسيل : ماما انا رايحة المقابر
خديجة : مش هينفع تروحي لوحدك يا اسيل استني لما طارق يرجع من الشغل
اسيل : ماما طارق بيرجع بعد المغرب هيكون الليل جه وانا خدت عهد مع يوسف اني مش هسيبه ابدا و مش هفوت يوم غير لما اروح له
خديجة بقلة حيلة : طيب استني انا هلبس واروح معاكي
و بالفعل ارتدت خديجة ثيابها السوداء أيضا حداد علي فقيدهم و ذهبت بصحبة ابنتها اسيل الي المقابر و تولت رحمة أمور المنزل لحين عودتهم
***************************
قضوا فترتهم في المقابر ما بين بكاء و قراءة القرآن و دعاء له
خديجة : حبيبتي حاولي تتماسكي اكتر من كدا خليكي قوية يا اسيل
اسيل بصوت مبحوح من البكاء : يا ماما مش بيغيب عن بالي لحظة و قلبي واجعني اوي عليه
خديجة : بصي يا بنتي دا نصيب و قدر و انتي عارفة دينك كويس و اكيد مؤمنة بالقضاء و القدر و احنا نحمد ربنا أنه رايح لربنا شهيد بإذن الله ربنا يربط علي قلبك و يصبرك اللهم امين
اومأت لها اسيل بصمت وهي تجفف دموعها و قاموا سويا عادوا للمنزل مرة ثانية
خديجة بتساؤل : طارق لسة مرجعش ولا اية
رحمة بقلق : لا يا ماما لسة واتصلت بيه مش بيرد عليا
خديجة وقد تسرب القلق بداخلها : ربنا يسترها أن شاء الله و يجي بألف سلامة
و ظلوا علي هذا الوضع قرابه النصف ساعة حتي رن هاتف رحمة برقم طارق
رحمة : أيوة يا طارق مش بترد لية واتأخرت ليه دا كله بره
طارق : اهدي يا رحمة انا كويس بس عجلة الكوتش شيعت مني علي الطريق و كنت بغيرها و الفون في العربية مخدتش بالي منه
رحمة بلهفة : طيب انت كويس ؟
طارق بنبرة مطمئنة : والله كويس وخلاص عشر دقايق و هكون في البيت و تشوفيني بنفسك بس قولت اتصل اطمنك علشان متفضليش تفكري كتير
اومأت له رحمة وودعته ونزلت الي شقة خديجة
رحمة : ماما طارق كلمني وقال بس ان كوتش العربية باظ منه وكان بيغيره وهو حاليا جاي في الطريق علشان متقلقيش يعني
خديجة براحة : طيب الحمد لله يا بنتي ربنا يطمن قلبك دايما
احتضنتها رحمة بقوة و اردفت : ماما بقالك كتير مش بتحكيلي حاجة عن طفولتك انتي وماما الله يرحمها
خديجة وهي تمسد علي شعرها بحنان فهي كانت صديقة والدتها المقربة و لكن اخذها المرض من بينهم عندما كانت رحمة في العاشرة من عمرها و منذ ذلك الوقت و خديجة تعتني بكل شيئ يخصها و سعدت كثيرا عندما صرح لها طارق بحبه لرحمة و تزوجوا
خديجة : أن شاء الله هنقعد مع بعض كتير و هحكيلك كل اللي انتي عاوزاه في ربنا يعدي الفترة دي خير
رحمة بابتسامة : بأذن الله خير
*************************
انتهي البارت
دمتم بخير 💜
# Amira Ashraf Labana.

أنت تقرأ
انار عتمة قلبي
Romanceتحطم قلبها لأشلاء منذ أن وقعت عليها صاعقة خبر وفاة رفيق دربها منذ الصغر و صديق شبابها و صانع أحلامها فهل ستستطيع اكمال حياتها ام سيظل جرح قلبها ينزف حتي الموت