البارت الرابع و العشرون والاخير

894 23 4
                                    

اكرم : نادين عاوزاك تتكلمي معايا بصراحة يا عروسة
نادين : عروسة !!
اكرم : احلي عروسة كمان
نادين بحزن : بس انا مش عاوزة اتجوز
اكرم بمكر : مش يمكن لما تعرفي العريس توافقي
نادين : انا لسة ورايا دراستي
اكرم بخبث : حتي لو قولت اني وافقت علي فارس ؟!
انقضت نادين عليه تحتضنه بقوة و تردف : بجد ربنا يخليك ليا يا حبيبي
اكرم بضحك : شوفوا البت بتاع مصلحتها
نادين : وديني بقي عند اسيل في طريقك
اكرم : يلا يا حجة
و بالفعل ذهبوا سويا الي بيت اسيل و ذهب اكرم الي مقر مكتبه و جلست نادين و اسيل و قصت عليها كل شيئ و سعدت اسيل كثيرا بهذا الخبر و لكن رن هاتف نادين برقم فارس ليقطع عليهم تلك السعادة و يخبرها بتعرض اكرم لحادث
اسيل بصدمة ولم تشعر سوي بدموعها التي تبلل وجهها : انتي بتقولي ايييية
نادين :انا لازم اروح المستشفي دلوقتي
اسيل : انا جاية معاكي
و ارتدت ملابسها سريعا وحجابها كما وفق و أخبرت والدتها أنها ذاهبة مع نادين للتسوق
و بعد حوالي ربع ساعة كانوا قد وصلوا للمشفي
هرولوا سريعا الي اعلي وجدوا فارس واقف أمام الغرفة بلا حراك ودموعه تملأ عينه
نادين بخوف و دموع : اكرم عامل اية
فارس : مش عارف اي حاجة لسة الدكتور مخرجش من عنده
اومأت له ودموعها تسيل بصمت علي وجنتها و اسيل تضع يدها علي قلبها وتتذكر كل ما حدث لها سابقا و بعد قليل خرج الطبيب و أردف : الجرح كان عميق ولكن بحمد الله قدرنا توقف النزيف و نسيطر علي الوضع بس هيفضل علي الأقل ٢٤ ساعة تحت الملاحظة
فارس : طيب نقدر ندخله ؟
الطبيب : تمام مفيش مشكلة
غادر الطبيب و دلفوا جميعا الي الداخل وجدوه راقد بالفراش يده موصله بالمحلول ومغمض عينه بإرهاق ولكنه نظر إليهم بمجرد سماع صوتهم ابتسم و اعتدل في جلسته واراح ظهره للخلف
اقترب منه فارس وقبل رأسه : حمد لله على سلامتك يا حبيبي
اكرم بمرح : مش هجوزك اختي بردو
فارس بابتسامة : مش قصدي والله بس اللي بينا خارج اي حاجة وانت عارف كدا كويس
اكرم وهو يربت علي يده : عارف وفاهم كل حاجة يا فارس و في مفاجأة ليك لما اخرج بأذن الله
كادت نادين أن تحتضنه لولا فارس الذي أبعدها عنه : حاسبي الجرح
نادين ببكاء : الف سلامة عليك يا اكرم يارب مشوفش فيك حاجة وحشة ابدا و يقومك بالسلامه
اكرم : الله يسلمك يا حبيبتي
فارس : اية اللي حصل معاك
اكرم : كنت ماشي عادي جايلك المكتب فجأة لقيت موتوسيكل وقف قدام العربية
Flash back
ترجل اكرم من سيارته و أردف : اية يباشا
وما كان غير ذلك الشاب الذي ابرحه اكرم ضربا دفاعا عن أخته و اسيل في حارة نور : ليا عندك حق و هاخده
اكرم بسخرية : مفتكرش اني اتعاملت مع حد بالأشكال دي بصراحة اصلي مش رد سجون
أردف ذاك الحقير بغضب وهو يطعن اكرم بالسكينة : ياريت كدا تكون عرفتني كويس بقي
و تركه وغادر اكرم ينازع الموت حتي استطاع اخيرا اخراج هاتفه و اتصل بفارس أخبره بالأمر الذي اتي إليه سريعا و أخذه الي المشفي
Back
فارس : مش عاوزك تشيل هم انا عملت محضر بالواقعة و الشرطة قبضت عليه و طلع ليه كذا سابقة قبل كدا
اكرم : اهو غار من وشنا
و صمت اكرم و لكنه لاحظ اسيل الواقفة تراقبه بصمت و لم تنطق ببنت شفه منذ دلوفها الي الحجرة فابتسم لها بهدوء كي يطمئنها قابلته هي بإمائة رأس بسيطة
اكرم : طيب يجماعة انا تعبان ومحتاج انام
فارس : انا هوصل نادين و اسيل و اجيب لبس ليا علشان هبات معاك
اكرم : مفيش داعي يا فارس
فارس : اسكت انت بس علشان متتعبش زيادة
و بالفعل خرجوا جميعا من الغرفة وتركوا اكرم الذي بمجرد أن وضع رأسه علي الوسادة راح في سبات عميق
و بعدما ركبوا السيارة اردفت اسيل : انا نسيت موبايلي فوق
فارس : طيب استني هطلع اجيبهولك
اسيل : لا انا هجيبه انا
كاد فارس أن يتحدث ولكنه صمت عندما أشارت له نادين كي يصمت و يترك لهم مساحة للتحدث
و بالفعل صعدت اسيل مرة ثانية ودلفت الحجرة بهدوء وجدت اكرم نائم فاقتربت منه ببطئ وجلست بجانب الفراش و اردفت بدموع : تعرف اني كنت خايفة عليك اوي وافتكرت كل اللى حصل معايا من سنة فاتت لكن انت غير كان قلبي مقبوض اوي وخايف عليك انا دموعي منشفتش غير لما شوفتك بتتكلم قدامي و كويس انا مكنتش هقدر اكمل ولا اعمل حاجة من غيرك انا بحمد ربنا علي الصدفة اللي جمعتني بيك انا دلوقتي بعترف انك كل ما ليا بجد انا حبيتك يا اكرم
و جففت دموعها وقامت كي تغادر الغرفة ولكن أوقفها صوت اكرم الهادئ ذو البحة المميزة : انا كدا هروح اشكر الواد اللي عورني بقي علشان خلاني اسمع الاعتراف الجميل دا
ابتسمت له اسيل وهربت من أمامه و علي وجهها ابتسامه خجولة
*****************
فارس : اسيل اتأخرت فوق كدا لية
نادين : هي عاوزة فرصة تتكلم مع اكرم ومش عارفة تطلبها علشان كدا اتحججت بالفون
فارس : امم طلعتي لماحة اهو
نادين بغرور : طول عمري اصلا
فارس : متعرفيش اية المفاجأة اللي اكرم محضرهالي بكرة
نادين : اسمع منه هو احسن
فارس : طمنيني طيب
نادين بابتسامه : حضر البدلة
ضحك فارس و أردف بسعادة : وافق ؟
نادين بخجل : وافق
فارس وهو يكاد يطير من السعادة: اللهم صلي علي النبي
نادين بضحك : عليه افضل الصلاة و السلام
فارس : مش عارف من الفرحة مش عارف اعمل اية
نادين : خلاص بقي يا فارس اهدي كدا لحد لما تتكلم مع اكرم كأني مقولتش حاجة
فارس : يا عيون قلب فارس
ضحكت نادين و اردفت : اية عيون القلب دي
فارس بضحك : مش عارف بقي هي طلعت معايا كدا
شردت نادين في ضحكته الجذابة و ملامحه الرجولية ذو البشرة الخمرية و الوجه المستدير و الأنف المدبب و اه من تلك العيون التي تشبه حبات القهوة الذائبة
فارس وهو يلوح بيده أمام عينها : روحتي فين
نادين باستدراك و خجل : مفيش حاجة معاك اهو
فارس : لأخر العمر ؟
نادين ببسمة : لأخر العمر
اسيل : انا جييييييت
نادين : اية يبنتي خضتينا
اسيل بمكر : مال وشك احمر كدا لية الله يسهله
نادين بضحك : بصي لنفسك في المراية الاول وانتي وشك شبه الطماطم كدا
ضحك فارس عليهم و قاد السيارة ليوصلهم المنزل و يعود لأكرم ثانيا
**************
ها قد وصلت السيارات المزينة وتعالت اصوات الهتاف و الزغاريد ترحيبا بهم
ترجل اكرم من السيارة متأنقا في حلته السوداء الراقية و امسك يد اسيل عاونها علي النزول من السيارة بتلك الفستان المسندل علي جسدها برقه و يزينها حجابها وذلك التاج اعلي رأسها جعلها حقا ملكة متوجهة علي عرش قلبه قبل يدها برقه و دلفوا للقاعة وسط تصفيق و زغاريد الجميع حتي وصلوا الي ما يسمي ( بالكوشة ) جلسوا عليها و تهافتوا عليهم الأقارب و الاصدقاء يسلمون عليهم و هينئونهم علي الزواج
خديجة بتأثر : زي القمر يا قلب ماما
اسيل : بالله عليكي يا ماما متعيطتيش انا هفضل جنبك و هجيلك كتير
طارق بسعادة ممتزجه بتوتر : بنوتي الصغيرة كبرت و بقت عروسة زي القمر
احتضنته اسيل واردفت : ربنا ميحرمنيش منك يا طارق
اكرم : اية يا جماعه انا قاعد علي فكرة
طارق بتحذير : سيبني يعم احضنها براحتي وإلا والله اخدها معايا وانا مروح
اكرم : لأ و علي اية يعني خلينا في الطيب احسن
ضحكوا جميعا و اقتربت منها رحمة و هي تحمل طفلتها ( لين ) علي يدها و في اليد الأخري حمزة الذي يرتدي بدلة باللون الرمادي مثل أبيه
رحمة : مبروك يا حبيبتي يارب يتمملك بخير و يرزقك الذرية الصالحة و تتهني في حياتك الجديدة
اسيل : يارب يا رحوم عقبال حمزة و لين أن شاء الله
اقترب منها حمزة واردف بدموع : انتي خلاص مش هتيجي عندنا البيت تاني ؟
اسيل وهي تقبل وجنته : طبعا هاجي يا حبيبي متقلقش
و بعد قليل اتت نور تهرول إليها و هي تحتضنها : معلش يا سيلا اتأخرت عليكي مكنتش لاقية لبس للبطيخة دي
ضحكت اسيل و اردفت : ربنا يقومك بالسلامة يا حبيبتي و يقر عينك بالمولود
و جلسوا جميعا علي مقاعدهم و بعد قليل اتي فارس وهو يهتف بصوت عالي : الباشااا جالكم ايديكوا فوووق
ضحك اكرم و أردف : اخيرا شرفت يا بيه
فارس : كله بسبب نادين والله
نادين : يا سلاااام
فارس : ايوة مش انتي اللي عمالة تظبتي الدريس و الحزام و أخرتينا
نادين : مش دا كله بسبب ابنك اللي نافخلي بطني يعني !!
اسيل بضحك : خلاص يا جماعة حصل خير بس كلكم حوامل كدا مين هيرقص معايا
اكرم : احسن دا جزائك علشان خليتي الخطوبة سنتين كاملين اهم كلهم اتجوزوا واحنا لسة
ضحكت اسيل وأمسك بيد اكرم : خلاص بقي يا حبيبي قلبك ابيض
اكرم : يجدعااان حد يوديني الانعاش قلبي بيرفرف
ضحكت اسيل و اردفت : خلاص بقي الناس حوالينا
قبل اكرم يدها و أردف : من النهاردة خلاص محدش لية حاجة عندي بقيتي مراتي و هتفضلي جنبي للأبد
و تجمعت العائلة حولهم وهم يبتسمون بسعادة وتم التقاط صورة لهم لتبقي ذكري سعيدة للأبد .
*****************
و ها قد اسدلنا ستارنا وودعنا ابطالنا و تمت الرواية بحمد الله .
ألقاكم علي خير في رواية اخري ❤️
# دمتم بخير ❤️
# أميرة اشرف لبنة. ❤️

انار عتمة قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن