جُرحان وحرّيتان
مرحباً، اسمي ليليان بوريا. أنا فتاة بسيطة، على وشك أن أبلغ الرابعة والعشرين من عمري هذا العام، أعيشُ وحدي في مدينة مزدحمة، لكنّ وحدتي هذه ليست عبئاً، بل هي حريتي المطلقة.أعملُ في روضة للأطفال. هذا ليس مجرد عمل، بل هو شغف عميق ينبع من مكان ما في روحي. أُحب الأطفال بشدة، وأُحب منحهم الدفء والحنان الذي لم أشعر به يوماً. بالنسبة لي، كل ابتسامة صغيرة هي اعتراف بأنّ هذا العالم ما زال يحمل أملاً.جُرحي قديم، ومصدره واضح: أمي.لقد تخلّت عني في الميتم، ألقت بي كمسؤولية لا تريدها، وتنازلت عن كل مشاعر الأمومة. لا أعرف أسبابها، ولا أريد أن أعرف؛ فقد أغلقت هذا الباب منذ زمن. أما عن أبي، فلا أعرف اسمه حتى، ولا أحمل أي رغبة في البحث عن ظلّه.رغم كل هذه التحديات، أستطيع أن أقول إن حياتي جيدة. أنا سعيدة. اخترتُ أن أعيش بلا ارتباطات، بلا قيود تشدّني إلى أحد. أنا فقط، وذاتي، ونفسي، وحريتي. أفعل ما أريد دون التزامات ترهق روحي. هذه هي الحصانة التي بنيتها حول قلبي.
استيقظت ليليان في صباح ذلك اليوم بهمة غريبة ونشاط متدفق، هكذا هي دائماً؛ تستقبل الحياة بحيوية مفرطة كأنها تعويض طبيعي عن فراغ قديم. وقفت تمدد جسدها النحيل، مستشعرة قوة عضلاتها ورشاقة حركتها، ثم توجهت إلى روتينها الصباحي.كانت تختار ملابسها بعناية، دائماً واسعة ومريحة، لا تحب أن يظهر جسدها للآخرين؛ تشعر بالريبة والغرابة وعدم الارتياح من نظرات لا تفهمها.
في اللحظة التي انتهت فيها من تجهيز نفسها، وقفت أمام المرآة، وهي طقس يومي لا تتنازل عنه. قبلت صورتها في المرآة هامسةً: "كم أنتِ جميلة يا ليليان، وكم سيكون هذا اليوم جميلاً ومختلفاً". كانت تلك قبلة محبة للنفس، استحقاق ذاتي للسلام.تناولت فطورها الهادئ والسريع وغادرت شقتها الصغيرة. كانت تمشي على قدميها باتجاه الروضة، حريصة على الوصول في الموعد المحدد لاستقبال أرواحها الصغيرة.
لم تكن خطواتها مجرد سير، بل كانت إيقاعاً لحريتها.
وصلت ليليان إلى "روضة الحياة "، حيث استقبلتها زميلتها وصديقتها المقربة بيانكا.
"أوه، صباح الخير ليليان، يا فتاة العزوبية الأبدية!"
قالت بيانكا بابتسامة واسعة، وهي فتاة لا تتوقف عن البحث عن الحب، وغالباً ما تجده في أماكن خاطئة.
"صباح النور بيانكا، كيف حالكِ؟"
ردت ليليان بهدوء المعتاد.
"بخير، وأنتِ؟"
"أنا أيضاً، الحمد لله."تنهدت بيانكا بملل مصطنع
أنت تقرأ
زوجة الأب
Любовные романыمرحبا انا فتاة تدعى ليليان بوريا اعيش وحدي سابلغ من العمر الرابعة والعشرون هذا العام .انا فتاة بسيطة عادية تعمل في روضة الاطفال وذلك لاني احبهم وبشدة واحب اعطائهم الحنان والدفئ الذي لم اشعر به يوما حيث ان امي لم تعطني هذه المشاعر بل تركتني في الميت...
