عندما تذبل الازهار

175 12 1
                                    


"لا تضعوا ازهار في الجنائز وعلى القبور فالموتى لا يشمون "

***


أجلس بجانب زوجتي اعانقها بخفة في ممرات المشفى التي كرهتها مذ دخلتها هي سابقا ....لم اعرف ما الكلمات المناسبة لنطقها بهكذا مواقف لذا كل ما استطعت فعله هو الضغط على كفها حتى تشعر بوجودي قربها واني رفقتها ساكون دائما وابدا معها واني سندها في هذه الحياة ...لكنها كانت شاردة فقط غير واعية لما حولها لعلها تظن انها السبب او انها ظلمت والدتها وما اكرهه ان يشعر احدهم بالندم لما فعل خاصة عندما نفقد الفرصة للتعويض والاعتذار الذي اكرهه اكثر من اي شيء لكنها زوجتي واعرف كيف تفكر 


خرج الطبيب بعد خمس ساعات وعلامات الحزن ظاهرة على محياه لافهم من تعابير وجهه ان الانباء السيئة في طريقها لنا لكن زوجتي ورغم رؤيتها لملامحه ابت ان تصدق ايا من ذلك ووقفت بكل ما تملك من قوة امامه تسأله عن والدتها ...اجابها انه فعل ما بوسعه رفقة الطاقم الطبي لكن الرصاصة كانت بمنطقة خطرة قرب القلب وانها كانت مريضة من قبل وجسدها واهن فما كان لها الا  ان تجثو على قدماها بينما سارعت لها اعانقها وارفع جسدها بين يداي كانها ابنتي الصغيرة بينما حاجباي معقودان معا لاجلها ، فأكره ما على قلبي هو حزنها وانكسارها ولحظات ضعفها كالان .. لم تكن حال اختها التوأم ايلينا أفضل منها رغم انها لم تقابلها بحياتها لكنها كانت تذرف دموعها كالتي بين يدي وكان ايلان يعانقها ايضا عله يخفف عنها حسنا ربما خسارتها لها دون معرفتها او سماع تبريراتها كان اصعب من التي قابلتها فقد تشعر انها خسرتها للمرة الثانية اليوم والى الابد 

مرت مدة ودخلت ليليان رفقة ايلينا بعد اصرارهن لتوديع والدتهما فمهما كانت ومهما عانيا بسببها تبقى الام التي انجبتهما على هذه الحياة اصرتا على الا ندخل انا وايلان لذا بقينا خارجا بمكاننا كل منا غارق ببحر افكاره 


***

دخلت انا وايلينا الى حيث كانت غرفة العمليات لم ياخذوها بعد لثلاجة الموتى كانت مغطاة اقتربت اولا وازلت الغطاء عن وجهها والذي كان شاحبا للغاية دون مستحضرات التجميل والمجوهرات والحلي التي تزين عنقها واذناها ..حملتُ بيدي كف يدها اقبله بينما دموعي تأبى التوقف لأنطق بهمس باكٍ ،" لماذا حتى بمغادرتك تؤلمين قلبي ؟،اعليكي دائما طعني بهذه الطريقة مرارا وتكرارا ؟  لم تطلبِ السماح مني حتى ولم  تسمعيني انطق تلك الكلمة ،..اه يا أمي اه غادرتني طفلة ثم عدتي لتغادريني وانا راشدة ..ظننت  ان قلبي برد اتجاهك ولا مشاعر لدي تخصك لكن لا ادري لما انا حزينة هكذا ...كم كنت ابنة سيئة ..سامحيني امي لم اكن معك عند المرض ولم اكن معك في احلك اللحظات ..صحيح انت كذلك لم تكوني رفقتي لكني اسامحك فهل تسامحيني ارجو.."

زوجة الابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن