لو كان للقبور السنة لسمعت اصواتا عند باب المقبرة وظننت نفسك في المكان الخطأ فهناك تركض اجساد كانت يوما ترى الحياة مجرد نقمة او عبارة عن مشاكل لكن عند وفاتهم عرفوا ! عرفوا الموت وعرفوا الم الفراق فاعترفوا ان الحياة هي فقط مفترقات ففراق اشخاص بكوا عليهم راوهم سمعوهم وعرفوا من احبهم باخلاص وربما لم يقدروه عندما كانوا احياء
سامحوا من المكم وعذبكم من كان سببا في تعاستكم وحزنكم لعلكم ترتاحون من الم الذكرى والعذاب سامحوا روحا تعذبت عند الفراق ونازعت قبل الممات وان غادرت قبل الاوان فالجروح والاهات تبقى لكن بعض الذكريات قد تمحى ما فات
__________________________________________
توجه اريك بأقصى سرعته بقيادته المتهورة وخوف ليليان على الصغير اليكس وايضا من سرعة المجنون بجانبها تشبثت بذراعه التي كان يضعها على محول الغايارات في السيارة يشد بكفه عليه وقد برزت عروق يده بشدة فهو لوهلة تخيل ان مارك مكان ذلك الصغير فلا اب قد يؤذي ابنه من لحمه ودمه الا اذا كان وحشا! وهو لا يريد الاذى ابدا لصديق ابنه الاول فان حدث له شيء قد يحزن ابنه بشدة تحولت عينيه للاحمر فقد ازداد غضبه عندما عاد كلام ليليان يدور بعقله والان هو يقود وشياطينه مستيقظه ادعوا لهم ان يصلوا بسلام وامان فقط جرعة صغيرة من الصدمات وسينفجر هذا الغاضب الكتمان
***
يجلس ذلك الفتى الصغير في خزانة ملابس بينما يضع انامله الصغيرةعلى فمه حتى لا يصدر اي صوت دموعه تنزل وحدها يختبأ من الوحش كما لقبه خوفا منه ،طفل هو في اوائل طفولته لم يعش شيئا كما يقولون كيف لا ووالدته فقدها بعمر صغير لم يشبع من حنانها لا يذكر الكثير عنها حتى ملامحها وان حاول فلن يستطيع حتى ولو بطرف خيط مثل صورة لها فوالده احرق كل شيء يذكره بها الا يقولون"ومن الحب ما قتل "؟ الم يقولوا "ان العشق سم قاتل"؟ اظن ان والد اليكس اثبت هاتين المقولتين بنجاح باهر فقد اخفق في ان يكون ابا جيدا لابنه الذكرى المتبقية من زوجته فهو نسخة صغيرة عنها بصبره وحنانه كذلك ملامحه وبدل ان يحافظ عليه قام بتدميره وتحطيمه كأنه بلا مشاعر بلا قلب بلا براءة والده نجح بتلويثه دون ان يرف له جفن كيف سيفعل وهو لا يعي اين هو؟ او كيف وصل وما الوقت ؟ كيف لا وهو يتناول ذلك السم؟ حقا اشعر بالشفقة على ذلك الجسد الصغير الذي تلون بالاحمر والازرق والبنفسجي في كل مكان تجد بجسده كدمات كبيرة كانت او صغيرة هذه فقط الجروح الظاهرة فما بالك عن جروح القلب والاذى النفسي الذي تلقاه او سيتلقاه في اللحظات القليلة القادمة؟
***
من جهة اخرى يجلس في شرفة غرفته ينتظرعودة والده الذي وعده بشراء حلواه المفضلة كمكافاة له بعد ان قام بتركيب لعبة على شكل صاروخ كبير وحده فهو يحب العلوم وكل ما يتعلق بها كعلم الفلك وعلم الفيزياء اجل هو صغير لكنه نابغة على ما يبدو او انه يحب هذا كما بعض الاطفال يحبون اللعب بالسيارات انه هذا ما يسمى باختلاف الميول لا كما يبرره البعض بالفترات الاخيرة!!! فيستحيل على طفل ان يقول كلام خارق للطبيعة والمنطق الا اذا سمع ذلك من احدهم وشجعه بالغ بدل ان يصححه وهكذا يتضرر منطقه السليم وفطرته...بقي مارك شارد في النجوم يعدها كما اخبرته ليليان ذات مرة اذا شعر في الملل ليلا ولم يرد النوم ،جلس هذا الطفل الصغير ذو الاربع سنوات يفكر بعلاقة والديه امه واباه وايضا معلمته التي يحبها اكثر من التي انجبته يحبها لدرجة انه مستعد ان ينطق بتلك الكلمة التي حرم لسانه من نطقها هو مستعد لهذا الان فقط لتوافق ان تكون زوجة والده وتسعد قلبه الصغير وتزرع ما يسمى بالحب بقلب اباه مجددا فهو يعلم انها القادرة على ذلك فالاطفال بعكس البالغين لديهم غريزة اقوى في معرفة طبيعة البشر وقلوبهم رغم انهم بريئين وقد يخدعون ببعض الالعاب اللامعة والكلام اللذيذ الا انهم اقوى جهاز كذب
أنت تقرأ
زوجة الاب
Romanceمرحبا انا فتاة تدعى ليليان بوريا اعيش وحدي سابلغ من العمر الرابعة والعشرون هذا العام .انا فتاة بسيطة عادية تعمل في روضة الاطفال وذلك لاني احبهم وبشدة واحب اعطائهم الحنان والدفئ الذي لم اشعر به يوما حيث ان امي لم تعطني هذه المشاعر بل تركتني في الميت...