"قد أيقنتُ حين زوجتها منه أنها ستعرفُ بفضيلةِ نفسِها فضيلة نفسه، فيتجانسُ الطبع والطبع ،ولا مهنأ لرجل وامرأة إلا أن يجانس طبعهُ طبعها. وقد علمت وعلم الناس أن ليس في مال الدنيا ما يشتري هذه المجانسة وأنها لا تكونُ إلا هدية قلب لقلب.. يأتلفانِ ويتحابان."
- الرافعي لما زوّج ابنته -
********************
مرّت الأيام كخرز مَسبحة بين أصابع ناسك ، مُتعبد يلهج لسانه بالذكر ابتهالاً لمرضاة وجه الله ، وعقب إسبوعين كاملين أنهى كريم وريهام إجراءات السفر وأخيراً حصلا على تأشيرة الدخول إلى الأراضي المُباركة ، وغادرا فوراً لتأدية مناسك العُمرة ، ولم يبقَ الوضع كما هو عليه داخل منزل الحاج زين الدين ، سعد ورويدا اتجها نحو شقتهما القديمة بعدما قررا ألا يرجعا إلى الڤيلا مُجدداً ، واضطرت مريم لمرافقة شقيقها والعودة للسويس حتى تساعد أميرة في التجهيز للإنتقال للقاهرة ، بينما اختار ريان المكوث مع جده وجدته ، لا يُنكر ضيقه لسفر زوجته بعدما استخدمت كل وسائل الضغط الممكنة والغير ممكنة كي يوافق ، بالإضافة لحزنه بسبب عدم وجود كريم ، وكطالب مُجتهد يخطو نحو التخرج والتكريم الذي يستحقه بدء التجهيز فعلياً لزفافه ، كما اتخذت الشركة كافة الإجراءات لإعادة إعمار وبناء "دار وسيلة علوي" تحت إشرافه الشخصي كمهندس ، وبين هذا وذاك انخرط حرفياً وانشغل لدرجة جعلته يقضي معظم وقته خارج البيت ، وأثناء تواجده بمكتبه مُنهمك في إمضاء بعض الأوراق الهامة قبل استعداده للإنصراف متجهاً إزاء موقع الدار لمُتابعة سير الأعمال هُناك ، ومنه إلى مكتب أحد سماسرة بيع وشراء العقارات ليُحدد أي من العروض التي أرسلها له عبر تطبيق الواتساب تناسبه كمسكن زوجية ، أبلغته رانيا السكرتيرة عبر جهاز الإنتركوم بحضور هيثم ورغبته في مقابلته ، لم يعطها جواباً بالموافقة ثم اتصل به مباشرةً على هاتفه الخاص يقول بتقريع (انت بتستأذن عشان تدخل ليه؟)برّر هيثم (مش عايز ابوظ سيستم الشُغل)
زفر ريان بنفاذ صبر (اصطبح عالصبح ياهيثم)..
سأله بحيرة (يعني ادخل ولا لا؟)
قال ريان حانقاً (والله ما هارد عليك) .. أغلق الخط سريعاً ولم تمر سوى لحظات قليلة حتى أقبل عليه يُلقي التحية بمُشاكسة (صباح الخير) ...أشار للكرسي المُقابل للمكتب قاصداً إغاظته (اقعد؟)
نظر له ريان باستنكار (لا ، خليك واقف لحد مايجيلك دوالي) .. ضحك هيثم بشدة فتابع هو مُتهكماً (معلش كله إلا سيستم الشُغل)
جلس هيثم قائلاً (روحك في مناخيرك ليه ياعريس؟)
دلك ريان جبهته بإرهاق (روحي طلعت ، أنا بلف حوالين نفسي زي الدبانة الدايخة)
حك هيثم جانب عنقه بإحباط (الصراحة انا كنت جاي قاصدك في خدمة)
استفهم ريان بفضول (خير؟)
أنت تقرأ
عيون الريان (مكتملة)
Любовные романыكانت في حبها ملاكاً وأنا لم أكن افلاطوناً كي لا أحلم بها بين ذراعيَّ