ﻓﻜﺄﻧﻪ ﺑﺎﻟﺤﺴﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﻳﻮﺳﻒ
ﻭﻛﺄﻧﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤﺰﻥ ﻣﺜﻞ ﺃﺑﻴﻪﻳﺎ ﻣﺤﺮﻗﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻭﺟﻪ ﻣﺤﺒﻪ
ﻣﻬﻼً ﻓﺈﻥ ﻣﺪﺍﻣﻌﻲ ﺗﻄﻔﻴﻪﺃﺣﺮﻕ ﺑﻬﺎ ﺟﺴﺪﻱ ﻭﻛﻞ ﺟﻮﺍﺭﺣﻲ
ﻭﺍﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﺈﻧﻚ ﻓﻴﻪﺇﻥ ﺃﻧﻜﺮ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ﻓﻴﻚ ﺻﺒﺎﺑﺘﻲ
ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺃﺧﻴﻪ—ابن الفارض—
***************
السويس أو كما يلقبونها "بلد الغريب" ، أم البواسل، الحانية ، ورمز الصمود وشرف أراضينا وعزتها .. وفي حي الأربعين العتيق يقف منزل الراحل " عبدالرحمن السويسي" ذو السيرة العطرة بشموخ مثل صاحبه رحمه الله ، ينتظر عودة صغيرته الغالية .. ريم مُدللة أبيها التي قذفتها رياح عاتية بعيداً عن مسقط رأسها ، هاهي عادت كالشمس الغائبة تحت مظلة شقيقها ليبني لها بيتاً من خشب الصندل المقدس في عمق قلبه.. خطت بقدميها أولى خطواتها نحو الداخل يدها بيده.. حلّت المليحة فأنارت الأركان ، وفتحت النوافذ ، ودَرَست القمح بنورج ابتسامتها في بَيدر البيت ليأكل الحمام وتشرب العصافير .. اشتبك فرعها الأخضر مع جذوره من الدَرَج إلى غرفتها ، والتف حول أغصان شجرة عائلتها بحنين ، بينما كان يقف يوسف مستنداً بكتفه على حافة الباب يراقب ردود أفعالها ، يتأمل بقايا الراحلين فيها باشتياق ، يعطيها مساحة من حرير لتفقد المكان وبعد وقت ليس بقليل اقترب منها ثم أمسك كفها متسائلاً بنبرته العذبة (حاسة بإيه؟)
أجابته مبتسمة بصدق (دفا غريب كأن البيت بيطبطب عليا وواخدني في حضنه)
ضمها يوسف إليه قائلاً (كان مستنيكِ تنوريه تاني، وترجعي له الحياة بعد ما الغاليين راحوا)
أسندت رأسها على صدره قائلة بامتنان (انت عملت اللي مفيش حد في الدنيا ممكن يعمله عشاني)
مسد يوسف خصلاتها الناعمة قائلاً (أنا ماليش غيرك يامريم ، انتِ كل أهلي)
شبت على أطراف أصابعها تقبل وجنته قائلة بمحبة خالصة (ربنا يخليك ليا يا أحسن أخ فالدنيا)
أبعدها عنه قليلاً يرد قبلتها بأخرى فوق جبينها قائلاً بسعادة (ويحميكِ من العين ، ومايحرمني منك تاني أبداً يا قلب أخوكِ) .. طرقات مُهذبة استرعت انتباههما يتبعها صوت أميرة الهادئ تقول باستحياء لمقاطعتهما (حسام بره يا يوسف، عايز يسلم عليك)
رد عليها مبتسماً أجمل ابتسامة قد يراها إنسان (حاضر ياحبيبتي) .. أخفضت بصرها بخجل من دعوته الصريحة لها بحبيبته ، ثم خرجت بصمت مُتداعي كي لا تترك ريهام بمفردها مع الطبيب حسام، زميلهما الثالث الذي قام بأعمال العيادة في غيابهما على أكمل وجه وفرح كثيراً برجوعهما سالمين، غانمين بإيجاد شقيقة صديقه المفقودة
أنت تقرأ
عيون الريان (مكتملة)
Romanceكانت في حبها ملاكاً وأنا لم أكن افلاطوناً كي لا أحلم بها بين ذراعيَّ