التناسب بين الأرواح من أقوى أسباب المحبة، فكل امرئٍ يصبو إلى ما يناسبه.
— ابن القيم
**************
تولى كريم قيادة السيارة بعدما أوصل علي صديق شادي إلى النادي مرة أخرى ثم انطلق برفقة ريان الجالس بجواره في صمت، ولأنه أدرى الناس به كان يعلم جيداً أن هذا الصمت وراءه ضجيج وضوضاء تدور داخل رأسه فبادر بسؤاله متوجساً (أحسن دلوقتي؟)
رد عليه ريان بزفرة خافتة (شوية) ..
حاول كريم التخفيف عنه بمرحه المُعتاد (شوية؟.. ده إنت عجنت الواد فبعضه، ماعادش باين له رجل من قفا)
تحدث ريان بعصبية (ولسه لما يترفد من شغله واشوفه واقف قصاد مريم عينه مكسورة)
استغرب كريم من عنفه المنافي لطباعه المتزنة قائلاً (إهدى يا ريان....)
قاطعه ريان بصوت مرتجف رغم غضبه (مش عارف، حاسس إني واقف على حفرة نار بتاكل في قلبي)
أشفق كريم عليه كثيراً ويعطيه كل الحق فيما يشعر به فالأمر صعب ومؤلم ولا يمكن تجاوزه بسهولة لكنه يود إخراجه من تلك الحالة مهما كلفه الأمر فكما قال الإمام النووي (يستحب لِلإنسان إذا رأىَ صَاحِبهُ مَهمُومًا حزينًا أن يُحدّثه بما يُضحِكُه أو يُشغِلهُ ويُطَيِب نفسه) .. وبعد دقائق من السكون الذي خيّم عليهما فجأة قال قاصداً ممازحته (كان نفسي اصورك وانت طايح ضرب فيه، وانزل الڤيديو عالنت بعنوان شاهد جاموسة تايهة في صفط اللبن تعتدي على خنزير بري)
لم يستطع ريان تمالك نفسه ،التشبيه قاتل وخفيف الظل بما يكفي لجعله ينفجر ضاحكاً فتابع كريم (الغريب ان مفيش حد فكر يدافع عنه)
قال ريان من وسط ضحكاته (شكلهم كانوا فرحانين فيه أو خايفين مني)
حرك كريم رأسه بعدم فهم مصطنع (أو مساطيل لدرجة إنهم مش مستوعبين الأكشن اللي حصل)
تذكر ريان شيئاً فالتفت بكُليته إليه متسائلاً بشك (هو البيه كان بيعمل ايه فالنادي من ورايا؟)
ارتبك كريم بعض الشيء قائلاً (كنت بتغدا، إيه ماتغداش؟)
سأله ريان مجدداً (لوحدك؟)
تنحنح كريم يجيبه بخفوت (مع ريهام) .. رمقه ريان مضيقاً عينيه فأردف بتوتر حاول مداراته (عادي، مجرد صديقة كنت عازمها عالغدا،مفيهاش حاجة يعني)
رد عليه ريان بابتسامة سمجة (أولاً أنا ماطلبتش منك تبرر كنت عازمها عالغدا ليه، ثانياً بعد إذن المُحن ماتعزمش حد عالغدا في أوقات العمل الرسمية تاني)
ضربه كريم على كتفه قائلاً (ولا، ولاااا، ماتعملش عليا ابن صاحب الشركة، وبعدين احنا لحقنا ناكل أصلاً؟، منك لله انت وابوك على طول مطفحينا اللقمة)
أنت تقرأ
عيون الريان (مكتملة)
Romanceكانت في حبها ملاكاً وأنا لم أكن افلاطوناً كي لا أحلم بها بين ذراعيَّ