•MOMMEY 05•

2K 118 38
                                    




5- قُرب.|vicino|.

كرامتي لم تسمح لي بركوب سيارته والتعامل معه كما لو أن شيئاً لم يحدث، حتى وإن كان زوجي، فؤادي وروحي، لن أتنازل عن مبادئي.

أما عن الفتى، عندما أخبرته بوضوح كون لباسه الداخلي للعيان، إحمر وجهه بشراسة، كفرنٍ مشتعل أصبح، وإحتقنت وجنتاه بالدماء، كحبة فراولة كبيرة، فإبتسمت وتجاوزته.

ركنت السيارة وإرتجلت منها، هرولت للداخل فلم أرد التكلم قط، سبقني هوسوك وجذبني من معصمي يوقفني للثاونٍ معدودة.

" دعينَا نتحاور كبشرٍ عقلانيين."

أخذني وكلي خاضعة له إلى غرفتنا، يجرني والدموع تنساب من عيناي بلا إرادتي، لسببين، الأول كحسرة لزواجنا الفاشل، والثاني كعدم تصديق لقدومه المفاجئ.

أغلق الباب خلفه، وما إن إلتقطتني عيناه، لانت عقدة حاجباه ووجدتني قد غرقت في بحر من الشدوه.

"لا تبكِ أرجوكِ, أنا آسف حسناً حبيبتي؟!. "
شعرت بأن أعضاء جسمي شُلت، ولساني إنعقد بصدمة عظيمة، زلزل دواخلي، حتى أن ثقتي في تلك اللحظة غدت هشيماً تذروه الرياح، وأنفاسي كذلك.

دسني بين ثنايا جسده، وشفتاه تحركت على صيوان أذني الساخن من برودة الخارج، إبان ذاك تركت قلبي يخفق بتعب، ولم أقتدر على أن لا
أنصت لوسوسة نفسي، هاجرت حضنه.

" لا عليكَ، لقد سامحتك. "
إهتزت أعينه على تفاصيل شحوبي، ثم تنهد بعمق، إرتجف ذقني لكني أخفيته عن ناظريه، إبتسمت ببهوت ولأنسى همي، سأنام بضع ساعات.





" otto."

ثمانية، قالَ.

" ottantotto. "

ثمانية وثمانون، تابعَ.

"Ottocentottantotto."

ثمان مئة وثمانية وثمانون، هجأَ.

" Ottocentoottantotto."

ثمان آلاف وثمان مئة وثمانية وثمانون، أعربَ ثم قفز عالياً بسعادة عندما تفادى أخطاءً في حساباته ونطقه للحروف، صفقت لهُ.

" جيد جيون أنتَ تتحسن للغاية."
إرتفع طرف شفاهه وعيونه اللامعة، يضم الكتاب لصدره وشعره مبعثر بطريقة لطيفة، لقد كان نائماً، وإضطررت لإيقاظه وتدريسه رغبةً بالفهم، وسط غرفة الجلوس نحن، بجانب المدفئة، الساعة السادسة عشية.

مر الأسبوع الأول على وجوده معنا، أواخر ديسمبر، شرعت تدريسه الإيطالية الفصحة إبتداءً من يوم السبت، بالمقابل علاقته معنا تخلت عن الرسمية، وخاصة مع زوجي، فأنا وأستغرب أحياناً وضعهم، كونهما مقربان كثيراً ويبدوان منسجمان.

Мoммy.JĸOù les histoires vivent. Découvrez maintenant