أيها المحطم لقوانين الصمود المعلنة في صدري كفاك دمارًا،
كفاك توغلا إلى الحيز المظلم من عقلي كفاك بي فتكًا واستعمارًا، فإن مسيرك ما بين أضلعي بات له وقعًا بتارًا، وإن هيمنتك العاتية على جوارحي صار لها من نبضي أنصارًا.
أيها المسيطر شاء مداي الفسيح أم أبى كيف أنفذ منك وقد تجمعت فيك من المشاعر أقطارًا، كيف أعود لأعتنق غربة روحي وأنا عالق معك … أحمل في روحي شيء منك يجعل خافقي جامحًا مثارًا، كيف أتوازن بعدما خللت بموازيني وأضرمت في عمق حشاي من الجنون نارًا، أيها الذي لم يأخذني مطلقًا علي محمل الحب لقد رجف في عمقي لمغيبك أوتارًا، لقد بت معركتي الحاسمة التي لن يوقفني عن خوضها حقيقة أني هزمت بها مرارًا وتكرارًا، بت كماتاهات حفرت في شرياني ما عدت أدرك لها بداية أومسارًا، وبت عجزي الذي أكتمه فلم آخذ فيه خطوة جادة أو قرار.
أيها العابر إلى ذاتي أجلسني على عروش نبضك أو عد ورد على نبضي الذي يضربني كما لو أنه إعصار، عد إليّ ولا تخف فأشواقي إليك باتت ترسخ في وريدي كما لو أنها جمار، عد ولا تضع لعودتك شروط …أو تقيدها ببشر ..ولا تجعل الفراق يهدر فرصنا إهدارا، عد لتقف في الصفوف الأخيرة التي احتشدت من لهفتي وتشاهد كيف صوغتُ لك من كتماني أسرارا، عد إليّ ولا توقظ ماردي الذي إذا هاج لن تخلف نوبات هياجه سوى أضرارا، إني أحبك وإن لم ينطقها لساني وإن لم تسمعها أذناك وإن لم أسرق بها عالمك الذي تبقه بعيدًا عن حصاري….فلا يحتل كأنه موطن الأحرار.
༺༻
قدرة الإنسان على الحب قد تكون أعظم قدراته فهي الشيء الوحيد الذي قد يبقى مستمرًا في قوته حين يبدأ كل جزء منه بالوهن …الشيء الوحيد الذي قد يزداد به حياة وإن كان على أعتاب الموت، الشيء الوحيد الذي كلما ظن أنه قد وصل إلى نهايته لا يجد سوى بداية جديدة تنتظره، لا يجد سوى جذوة تترقب منه بعض الأنفاس المثقلة بعمق الشعور لتعود وتضرم النيران ما بين أضلعه من جديد، فالحب هو الدفء الذي لا يزول واللهيب الذي لا ينطفيء، إنه اللامنطقية في أروع صورها ورغم ذلك ينقاد إليها دون أن تتعثر خطاه أو تتردد، فالمسير إلى الحب لا يعترف بالتشتت …لا يعترف
بالتخبط، إما الاندفاع وإما لا تحاول مطلقًا أن تتورط في معركة قد تكون وحدك ضحيتها التي لم ترتكب ذنبا سوى أنها غامرت في كونها خصم لشعور لم يصمد أمامه أعتى الرجال، شعور أحنى هامات وأسقط سيوف وأعلّ أبدان وحاصر أعين ولجم أفواه …شعور فكرة ألا تكتب لك النجاة منه تعد في قاموس الكثيرين انتصار، وهو أراد أن ينتصر ولو لمرة أراد أن يقتنص لذاته نبض هادر يرافقه حتى النهاية، أراد أن
يلتحم بتلك التي حين عبرت إلى عالمه جاءت تحمل له عافية قلبه الذي استنزف بأبشع الطرق، أرادها بكل ذرة في كيانه الغاضب وبكل طاقته المهولة التي منحتها إليه حين قبلت به وقبلت أن تكون طرفًا لقصة لا يدري متى اختلطت بها الكلمات وتبدلت المعاني وتزلزلت السطور مُخلِفة شيء لم يتوقع مطلقًا أن يجمعهما يومًا، كان شاهين يرزخ تحت وطأة دوار عنيف يكاد لا يستطيع فتح عينيه من قوته بينما جسده يسري به خدر يجعله يجاهد لتحريك أصابعه التي كانت متيبسة كأنه لم يحركها منذ دهر، أنفاسه يشعر رحلتها في العبور إلى جسده والمغادرة منه تتطلب وقتًا ومجهودًا لم يكن بقبلٍ له، كان يشعر بالعجز الكامل كأنما شاحنة قد عبرت من فوقه ورغم ذلك ،الأفكار تتدفق إلى عقله ببطء كأنه رغم إفاقته يستعيد وعيه بشكل تدريجي يستلزم منه صبر، الرؤية كانت تتضح مع مرور الدقائق التي قضاها في صراع داخلي يحاول به إستعادة إتزانه ليسمع صوت بجواره يقول " أخيرًا عدت، لقد ظننت أن البقاء هامدًا كما الأموات أعجبك " حرك شاهين عينيه تجاه آصف الذي اقترب منه وقال " إلى أين كنت تنوي الرحيل ومازال بالحياة لك عبث وجنون لم ينتهيا بعد أيها الأحمق " جاهد شاهين ليتكلم فخرج صوته متحشرجًا خافت كأنه همس يقول " ماذا حدث " ضيق آصف عينيه وسأله " ما آخر ما تذكره " أغمض شاهين عينيه بقوة يتذكر الألم الذي نخر عظامه حتى أفقده وعيه وقال " ماذا حدث لكنزي و….صمت للحظة قبل أن يقول " وشيراز " قال له آصف وهو يرمقه بتفكير " الجميع بخير لا تقلق " تنفس شاهين بعمق قبل أن يقول هامسًا " كيف وصلتم لنا، وماذا حدث للحقيرة حفيدة صفوان" قال له آصف وهو يراقب اختلاجاته باهتمام بالغ " مؤيد أدرك مكانك بطريقة ما، وابنة الشافعية الآن بيد الشرطة، لقد انتهى الموقف تمامًا يا شاهين " شرد شاهين بعينيه ينظر إلى السقف لتمتليء عيناه بدموع لم يشأ أن يلمحها آصف وهو يهمس " ما حدث هناك محال أن ينتهي …ومحال أن يُنسى …إنه وجع لا ذاكرة قد تقوى على أن تعبره " عمّ الصمت للحظات قبل أن يزدحم صدر شاهين بوجع تمنى لو أنه قادر على إخراجه جملة واحدة في صرخة عنيفة تنشق من حدتها ذاكرته ثم سأل آصف " لمَ لا أحد غيرك هنا " سحب آصف مقعد وجلس جواره وقال " الطبيب قرر إخراجك من العناية فجرًا ولم يكن سواي هنا، مؤكد بمجرد وصول العائلة سيخبروهم بمكان غرفتك " ارتفع صدر شاهين بشكل ملحوظ وتعلقت عيناه بأعين آصف لتنفرج شفتاه كأنه ما يهم بقوله مهولًا، حرك آصف عنقه كأنه ينتظر ما سيقال بترقب شديد ليخرج سؤال شاهين بصوت كان الأغرب على الإطلاق، صوت لأول مرة يسمعه منه كانت بحة الانكسار به تطغى على كافة النغمات التي توقعها وقال " هل سارة بخير " قال آصف باقتضاب " بخير " رده الباترأحرق قلب شاهين وزاد من عذابه ليقول بحزن عميق" آصف "
![](https://img.wattpad.com/cover/297613139-288-k636641.jpg)
أنت تقرأ
أرض السيد
Bí ẩn / Giật gânأتسمعُ صوتَ ذاك الرعدِ المُقبض؟ إنهم سباع أرضِ السيد تزأر أباطرة الأرض التي لا وصول لها يأمرون الحكاية السبيّة أن تتحرر فتُدكّ من شدة صولاتهم الأسوار وتبدأ الأسرار المأثورة تتجلى وتتبلور قلاع الخفايا المظلمة تتزلزل وتعلن عن ديكتاتورية الحكم أن نفِّذ...