الفصل السابع والعشرون ج١

2K 95 38
                                    

الفصل السابع والعشرين

يا كل الوجع المأسور في تناهيدي

أخبرني كيف لبشر أن يشتهي بشر

كيف للمسة منك أن تصيب قلبي بالخدر

وكيف يكون عنقك الدافيء لفيض قبلاتي قبر

وكيف تكون حربي الوشيكة أن ألجم في حضرتك عذاب لا أستطيع عليه صبر

يا كل الاستنزاف الكامن في دقائق عمري العاصف

فلتسقط الحرية إذا كان التحرر في شرع هواك هجر

فلتسقط انتفاضتك الثائرة ولتسقط رأسك على كتفي حتى ينادي النعاس في عينيك أحلامي التي سلبت مني بالحيلة والغدر

يا كل القوافي في نزال الشعر حين تنفرج شفتاك

أرى ما بينهما بدايتي ونهايتي وكل ما مضى من عمر

أرى أن ما الحب إلا جنون وويلات وحصار وأسر

أراك تسلبني وعيي لدرجة تسقطني في حالة سكر

وأراك تطالب الكون بدلائل تخبرك أن في حبي لك الخير

يا من منذ بدأت فيه ترحالي لم أصل كأنه بلا نهاية

مبتلى أنا بسحر عينيك الذي يجعلني كالرابض على الجمر

مبتلى بالتورط فيك كأنما انتمائي إليك زادني غرامًا وفخر

أيها المسيطر على جوارحي...

خبئني بداخلك وأوقف مأساة قلبي كي لا أزداد هياجًا وكفر

خبئني يا ذروة العمر الذي تسربل من يدي ومر

خبئني صاحت بها أعماقي التي شيد لك بها مستقر.....

༺༻

وستظل علاقة المرأة بشعرها علاقة طردية بحته، كلما غمرتها السعادة توهج ...وكلما مر بها العمر طال ...وكلما كسرتها المواقف تساقط ....وكلما استعادت ذاتها تكاثف، سيظل شعرها هو إنعكاس داخلها الذي يموج في جدائل

تدور من حولها كما الأيام الصعبة التي حين لا تستطيع القصاص منها تقتص منه باترة إياه من جذوره بقسوة ورغم ذلك لا يمر الكثير من الوقت إلا ويعود لينبت شيئًا فشيء كأنه يخبرها أنه سيبقى معها للنهاية ولن يخذلها مطلقًا كما فعل الكثير من البشر، يخبرها أنه سيظل التاج الذي كلما ألقته أرضًا اعتلى رأسها ليؤكد لها أنها ستظل ملكة للأبد.

༺༻

أين قد نجد مكانًا في هذه الحياة يمكن أن يتوقف به الزمن وهلة ويمنحنا لحظات لنعيد فيها التفكير في كل خطوة قطعناها في قلوب الآخرين منذ نعومة أظافرنا، أين قد نجد واقعًا آخر قد يمنحنا الفرصة لنعيد كافة الحسابات ونزلزل كافة الثوابت والمتغيرات ونخلق منطقًا يلائمنا لنكمل به مسيرة الحياة التي أسكنتنا أوطان حملنا لها الانتماء لكنها لم تحمل لنا الامتنان، أين قد نجد عزلة تامة نستطيع بداخلها أن نخرج كل الاضطراب الذي يملأ صدورنا التي باتت تضيق بما فيها من فوضى وخذلان، أين قد نجد مساحتنا الآمنة لنلقي بها كل ما حملنا من أثقال الدنيا ثم نسقط أرضًا لنلتقط أنفاسنا ونحن نعلم أن النضال الذي جاء معنا إلى هذا العالم رفيقًا لن يخبو حتى تخبو الأنفاس التي في صدورنا معلنة عن نهاية قسرًا نسير إليها وقسرًا نحن معها على موعد، أين ومتى قد نحظى بنصيبنا المقدر من السلام النفسي الذي سقط منا سهوًا فامتدت ألف يد لتلتقطه غير عابئين بهوية صاحبه غير مكترثين لما قد يعانيه من هم سواه، كان هذا ما تفكر به بهية وهي شاخصة العينين، جسدها يرقد على ذلك السرير البارد بينما عقلها ينازع ذاته بحثًا عن شيء قد تسد به فجوة روحها التي اتسعت وتوغلت مصيبة قلبها برضوض وكدمات من الصعب أن تجد لها علاج، كانت في تلك اللحظة فارغة تمامًا من مواعيد الحياة و لديها كل الوقت لتخوض في غمار كل ذكرياتها وبمنتهى البطء، بداية من قسوة والدها ثم عنف يوسف نهاية بفقدها لجنينها، اعتصرت كفوف بهية الغطاء الثقيل الذي دثرها منذر به بقوة وهي تئن بقهر شديد وتكتم نواحها خلف شفاه رافضة إلا أن تقول " الحمد لله...الحمد لله" ثم ترتجف وهي تقول والدموع تنهمر كأنها سيل جارف " اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها، لقد رضيت بقضائك يارب "

أرض السيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن