الفصل الأول …..العودة
إلى تلك التي علمتني أن أستميت لأحيا، ووجهتني حين وعرت الدروب وتعثرت، ودفعتني نحو الفراق حين نفذ الوقت منا، إليك أيتها الخائنة أكتب.
ها قد حانت العودة….
سنعود حيث وقف الزمن رافضًا أن يتخطى الوداع،
سنعود حيث اختُصر العالم في أقدام فصلت بيننا،
سنعود حيث النهاية لنبدأ طريقًا أرفضه بكل وعي، ولكنني منذ الأزل لا أعي لقراراتي منطقًا يحكمها.
إليك أيتها الموجعة….
أشد رحالي التي حطت في وحدتي دهرًا، وأقف أمام مرآتي لأتزين، لأتفنن في طمس ظلال الماضي في أحداقي، وتجميل الحقائق التي مازالت تكسرني،
وأتساءل بأي أعينك ستلاقيني.
إليك أيتها المهيبة فيما تخفيه
أبوح رغم كتماني، وأنثر من ركام الشوق على دربك أكوامًا،
وأتلظى بصمت لست أعنيه.
جموع الذكرى التي طافت تحاوطني تذكرني ببسمة ثغرك في تجليه.
وتحيل سكون النفس لحروب شائكة بلا سلم ولا راحة.
إليك يا من كسرت كل القواعد وتمردت أنسب نفسي التي كانت كصلصال لين شكلتها بهوادة. أنسب ضعفي وخيباتي ويقيني الذي لم يهتز، أنسب أنفاسي التي زفرتها قهرًا حين رحلت، وأنسب كل قرار أحمق سآخذه منذ الآن.
إليك يا ذاتًا عبرتُ في نسيانها الأزمان ولم أنسَ.
لا أصدق أننا سنلتقي.
وأدرك أني حتى حين تركت يدي لم أقبل، فصمدت أمام الخذلان بإصرار مغلقة أبواب المنطق رافضة أبدًا أن أسأل، ومضيت نحوك يدفعني نبض بالوصل يتوسل، لكنك أبدًا لم تقبل أن تتركني لأظل الضلع الأجهل.
༺༻
مرت ساعات ما بين مراجعتها للكاميرات لتتأكد من هوية السارقة التي كانت تعلم هويتها لكنها رغم ذلك تفضل دومًا قطع أحبال الشك باليقين وما بين متابعة أمور الفتيات التي تداوم على الاهتمام بها شخصيًا رغم وجود الكثير من الأخصائيات بالدار واللاتي حرصت أن يكن متمرسات في مجالهن وحنونات على المستوى الشخصي لكي تحيط الفتيات بجو صحي خالي من المشاعر السلبية، حملت الكشف الذي أحضرته دولت ومعه كشف آخر بالأدوية التي نفذت وكشف ثالث بالأغراض الشخصية التي تحتاجها الفتيات وانسحبت عائدة إلى مكتبها تنشد لحظات من الراحة قبل متابعة يومها الحافل وهي تفكر أنها تواجه صعوبات مادية للشهر الخامس على التوالي وعليها أن تجد حلًا في أسرع وقت، دلفت إلى مكتبها وأغلقت الباب خلفها بهدوء ثم وضعت الأوراق التي بيدها على المكتب وجلست بإنهاك فوق المقعد الدوار تفرد ذراعيها على جانبيه وهي تنظر للسقف وتدفع قدمها في الأرض بخفة فيدور بها المقعد بهوادة، لم يكن من حولها صوت ولا صدى إلا لأفكارها التي لا تملك أن تقيدها بزمام حازم كذلك الذي فرضته على نفسها، كان عقلها كممرات زمنية تتقافز الأفكار بينها حتى وصلت إلى تلك الذكرى التي رسمت ابتسامة مخذولة على شفتيها قبل أن تهمس بخفوت مع ذلك الصوت الحي الذي عاد بأصدائه داخلها " لا تيأسين من معاندتي ….لا تملين من إثارة غضبي ….لا تتراجعين عن إخراج شياطيني ….ماذا بعد زيديني " أغمضت عينيها وقد اضطربت نبضات قلبها فضمت نفسها كأنها تدعمها لينطلق أذان الظهر دافعًا إياها لتضع حدًا لتلك الدوامة وتتحرك نحو الحمام لتتوضأ ناشدة الراحة والثبات في سجود تكمن فيه راحة لا توصف.

أنت تقرأ
أرض السيد
Mystère / Thrillerأتسمعُ صوتَ ذاك الرعدِ المُقبض؟ إنهم سباع أرضِ السيد تزأر أباطرة الأرض التي لا وصول لها يأمرون الحكاية السبيّة أن تتحرر فتُدكّ من شدة صولاتهم الأسوار وتبدأ الأسرار المأثورة تتجلى وتتبلور قلاع الخفايا المظلمة تتزلزل وتعلن عن ديكتاتورية الحكم أن نفِّذ...