الجزء الثاني من الفصل الرابع عشر
سيدتي لملمي أهوال ما تبطنه عيناكِ عني، فلست الملام أني مسكون بعشق فتني.
توقفي عن لومي خلسة وصدقيني لم أكن يومًا للغرام متمني.
ولم تكن مشاعري لتسافر فيكي إلا تورطًا فلا تطلقي عليّ الأحكام وبالظنون تتجني.
كفاكي سيدتي في الغرام تعقلًا ولمرة أتقني الجنون من أجلي.
كوني تلك التي انشق عني قلبي معلنًا انتمائه لها وزهدت بعدها في النساء عيني.
كوني تلك التي لا تَوقُّع قد يشملها ولتفاصيلها الناعمة سحر أسرني.
كوني لي سيدتي ولا تتهربي من قدر ساقكِ إليّ كجمرة لهيبها بين الضلوع قتلني.
༺༻
حل الليل بعد يوم طويل مرهق على كافة الأصعدة.
حل بساعاته التي بدت كأنها لن تنتهي أبدًا، فكلما شعر بخافقه ينتفض بين ضلوعه اختناقًا واضطرابًا من عجزه عن التواصل معها كانت الدقائق تتضاعف وتطول وتتمعن في تعذيبه بمنتهى السادية حتى دفعته لأن ينتفض عن سريره ويزرع غرفته ذهابًا وإيابًا وهو يحاول مهاتفتها بعدما أرسل لها أكثر من عشرين رسالة لم تكلف نفسها وتهتم لتنظر إلى محتواهم أو بأن تجيب حتى ولو تحول الأمر بينهما لنقاش جدلي جديد لا يهم …فالمهم هو أن يستمع إلى صوتها الآن لأنه بات على حافة من الجنون يقف رافضًا خصامها له الذي أصبح ذريعتها دومًا للابتعاد عنه، وكأنهما كانا أقرب من قبل.
ماذا تظن هي أن قلوب البشر يَسهُل تجاهلها.
أن المشاعر التي تندفع بأعماق رجل مثله منذ سنين طويلة حتى تمكنت منه وتملكته سهل التعايش معها!
إلى ماذا تدفعه بكل رعونة وجهل وتغافل ورفض.
إلى ماذا تصبو هي بالبعد؟
فبعدها الذي تتمادى به لا يفعل شيء سوى إثارة أشواقه وجنونه أكثر.
ماذا تعرف هي عما يجمعهما منذ أن عصفت بفؤاده؟
إنها ليست ككل من جاؤوا وحلوا بقلبه فالجميع بلا استثناء رحل إلا هي بقيت بداخله واستوطنت وهو سلم لاجتياحها فكيف لها أن تظن أنهما مازالا في البداية يعبران مراحل أنهاها قلبه الذي تنوي أن تنهيه.
تنفس علِيّ بغضب واضح قلما سمح له بالظهور وهو يعيد مهاتفتها مرة بعد مرة ليجد نفسه يخرج من غرفته يعبر الممر نحو السلم ومنه إلى الباب الخارجي حتى باب سيارته التي ركبها وانطلق دون أن يفكر في وقت ولا عواقب ولا حواجز غافلًا عن أعين والده الذي حين سمع صوت سيارة تخرج من الفيلا تحرك نحو النافذه وحين وجده يتحرك بسيارته في هذا الوقت نشب القلق في قلبه وروحه والأفكار تلاعبت به فرابط بجوار النافذة ينتظر عودته وهو يحاول مهاتفه فلا يجد سبيل لذلك والخط الذي يهاتفه مشغول.
أنت تقرأ
أرض السيد
Mistério / Suspenseأتسمعُ صوتَ ذاك الرعدِ المُقبض؟ إنهم سباع أرضِ السيد تزأر أباطرة الأرض التي لا وصول لها يأمرون الحكاية السبيّة أن تتحرر فتُدكّ من شدة صولاتهم الأسوار وتبدأ الأسرار المأثورة تتجلى وتتبلور قلاع الخفايا المظلمة تتزلزل وتعلن عن ديكتاتورية الحكم أن نفِّذ...