الفصل الثلاثون

2K 103 23
                                    

الفصل الثلاثون

وتقتلني فجوة تغور في وجنتيك بلا قتال

يا امرأة تزلزل عمقي رغم كل الثبات

يا من علمتني أن الحب لا يخط في مسيرة الرجال إلا انتفاضات النهايات

يا سوطًا يوسعني شوقًا إني أصرخ من هول مشاعري إليكِ وأركض من عمق شتاتي إلى عمق الشتات

وأنصال الوجد في ليلي تمزقني

وتحرقني حتى أصير من هولها

محض رماد ورفات.....

يا من أهيم وأسير لأجلها فوق

جمر الهوى أترنح، لقد بات الشوق في صدري كأمواج تغزوني بجموح عات ....

وتنال مني ما لم ينله مني بشر

ولا تتركني إلا وأنا منثور فوق

شفتيك كما لو أني محض ذرات وفتات

يا من إيماءتك في الصمت ليست

إلا حديث وإن قيل فقد في غماره

كل ما أرخ للعاشقين من حكايات

يا مستبدة في قربك كما البعد ما

عدت أنا المهووس بحب الذات

ما عدت ذلك الصقر الجارح

الذي على غضبه ونيرانه يقتات

ما عدت ذلك العقل الذي يفر قسرًا

مهابة الانجراف والتورط والبدايات

بل صرت آخرًا لا يريد أحد غيرك أن يسكن دقائقه ويعانق أنفاسه الأخيرة في تلك الحياة.

فريدة أنت سيدتي لحد قد أبهر قلبي

وأرهق كياني وجعلني صاغرًا لأسرعشقك الذي أخضعني للسهد والويلات.

༺༻

عقارب الساعة ليست عدو مادامت ستأتي بلحظات الفرح إلينا أو ستأخذنا نحن إليه، ليست منافقة مادامت ستمر سريعًا حين الألم وستتباطأ كيفما شائت حين تشرق شمس السعادة، الزمن ليس صراعًا نحن طرف فيه وليس صاحب السلطة لنخشاه، هو فقط شاهد حاضر دومًا لا يغيب، يقف متواريًا بخجل حينما تضربنا موجات الحزن دون رحمة، متعاطفًا حين يفجعنا الفقد دون مقدمات، ومهنئًا حين يزورنا الفرح ويطيل البقاء، ومودعًا عندما تحين النهاية التي لا نعلم موعدها، الزمن هو كل الحكمة التي نفتقدها ...وكل المنطق الذي نحتاج إليه، وكل التفاصيل التي تفلتها الذاكرة دون أن تدري لذلك محال أن تمنحنا مهابته السكينة فجميعنا داخل دائرته نقود صراعنا الخاص وهو لم يكن ليأخذ بصف أحدنا أو يتورط، نظرت بهية بعيون منطفئة لتاريخ اليوم وهي تفكر أنه يوافق يوم طلاقها من يوسف، كأن اليوم هو عيد الثورة الذي يجب أن تقف عنده وتعيد شريط العمر من البداية إلى النهاية، لكنها تأبى أن تفعل لأنها لا تشعر أن ذلك الشريط يخصها، كل تلك الذكريات ما عادت تلزمها أو تعنيها، كل ذلك الألم الذي عاشته لفظ من رحمه بداية جديدة لها لا تريد سوى أن تتمسك بها بعدما طال مخاضها وتعثر حتى ظنت أنها ستفقدها كما كادت أن تفقد حياتها، شدت بهية على كف منذر الذي رفع وجهه عن شاشة هاتفه ونظر لها قبل أن يرفع كفها الذي ينام بكفه ويقبله قائلًا " إنه دورنا، بمجرد أن يخرج من بالداخل " قالت له بهية بصوت مختنق " أعلم أنا فقط متوترة مما سنسمعه بالداخل " وضع منذر الهاتف بجيبه ثم ربت بكفه الأخرى فوق كفها بحنان وقال " كوني واثقة أني لا يهمني سوى أن أطمئن عليكِ، أي شيء غير ذلك لا يشغل عقلي مطلقًا " هزت بهية رأسها بشكل يشي بخوفها فترك منذر كفها ورفع ذراعه يضمها إلى صدره ويقول " أنا واثق أنكِ قوية جدًا لدرجة باتت تملأني بالقوة والرضا، لذلك أنا راضي بأن تكوني بخير حتى لو عنا ذلك أننا لن نحظى بطفل أبدًا "

أرض السيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن