الفصل الأول"_نـفـوس طـاغـيـة_"_شهد السيد_
" أنا الصبيّة ،
التي يفرك الحزن قلبها
فيتفتت
مثل كتلةِ رملٍ متحجرة . "❈-❈-❈
_"الحق يا معلم البت زينة طلعت ممسوكة تسول فى السوق على عربية طه".
نطقها ذلك الصغير من بين أنفاسة المتلاحقة أثر هرولته كى يخبر "عطية" بما عرف للتو.
هب "عطية" من مكانة يركل الأرجيلة بقدمه يصـ ـرخ بغضـ ـب شديد:
_"أدى أخرة عدم سمعان الكلام قولتلها ألف مره متروحش لزفت طه أديـ ـها هتشرف فى الأحداث ويعالم هتطلع أمتى".
أقتربت"بسمة" تقبل يـ ـده بأستعطاف:
_"لأ يامعلم وحياة أغلى حاجة عندك ما تسيبها احنا لازم نطلعها".
دفعها "عطية" بغضــ ــب وقسـ ـوة يدور حول نفسه غير مُبالى بهم:
_"وانا فى أيـ ـدي أيه أعمله هى خلاص بقت فى أيـ ـد الحكومة، وبعدين أنا أديت الراجل معاد وجاى النهاردة وهى نفس المواصفات اللى طلبها".
تسألت أحدى الواقفين بأستفسار:
_"راجل مين يا معلم؟ ".
نظر نحوهم بتهكم، لديه مختلف الأعمار من الفتيات بالتأكيد سيجد الرجل ما ينال أستحسانه غيرها، أشار لأحد الواقفين يحادثه بغـ ـلطة:
_" لم يالا يا زيكا الفحم ده وظبط الشيشة وهاتها، فزي قومى منك ليها فى واحد جاي يتفرج عليكم".
أنتبهت "بسمة" والأخريات من نفس عمرها ونظروا لبعضهم ثم له وتحدثت أحدهن:
_"يتفرج علينا، هو حد قاله اننا لامؤخذة عرايس لعبة؟".
نظر نحوها بشر يتطاير من أعينه يقترب منهم بوعيد قا-سي:
_"قسمًا بالله ان ما عديتوا ليلتكم على خير لجيب الخرطوم وادور الضـ ـرب فيكم كلكم، غوري انتِ وهى من وشي، هلاقيها منكم ولا من اللى أتمـ ـسكت دى هو أنا خلفتكم ونسيتكم، غوروا من قدامى".
أندفع الجميع داخل الغرفة عدا "زكريا" الذى أعاد ترتيب الأرجيلة وجلبها لـ"عطية" وقبل ان يغادر لينضم لهم أوقفه "عطية" بغلظة:
_"انتَ الوحيد اللى هتعرف تكلم المخفية اللى أسمها زينة دى بعد ما رموها فى الأحداث".
أقترب الصبي من جديد يجلس أمامه يستمع له بأنتباه وهو يسرد عليه ما سيفعله..
❈-❈-❈
نسمات الهواء الباردة أضافات رونق خاص وقت زوال الليل وحلول النهار، تراقب الطيور الحرة من بين
قضـ ـبان النافذة وهى مُمسكة بقطعة زجاج حـ ـادة تنحت بها فوق الحائط بـ عقل مشوش وشارد، الحزن يرتسم بوضوح داخل أعينها تشعر أنها فقدت القدرة على البكاء، منذ أن جاءت لم تتحدث نهائيًا، ألتزمت الصمت التام والشرود فـ اللاشئ حتى خلد جميع الذين معها بالغرفة للنوم لتنتقل بجلستها قرب الشرفة.
أنت تقرأ
رواية نفوس طاغية للكاتبة / شهد السيد "مُكتملة"
Romanceالعالم قاسيّ بما يكفى لرمي أرواح البؤساء فوق الأرصفة غير عابئ ببرودة الأجواء ولا لذلك الطفل الذى سيعود يومًا مُقررًا حرق كل شئ ليستشعر فقط الدفئ الذى أفتقده طوال سنوات حياته.. " وإن كان الضوء هو أصل رؤيتنا للأشياء فالحب هو أصل معرفتي بك إنني لم أع...