الفصل الثامن"_نفوس طاغية_" _شهد السيد_
كل يوم، بطريقةٍ ما، هو اليوم الأخير لشيٍء ما..
اليوم هو ثالث أيام عزاء والدها الذى توفى بعد وصولهم بساعات قليلة للمشفي وهو معها قبل أن يتركها فجأة ويغادر ولم تراه منذ ذلك اليوم.. حاولت كثيرًا التواصل معه لكن لا فائدة هاتفة مغلق منذ أن ذهب.. ذهب ولم يعد حتى الآن!
أنسابت دموعها وخبئت وجهها بالوسادة تخرج صرخاتها التى جاهدت كثيرًا فى الحفاظ عليها داخلها حتى أصبحت تؤلمها، تشعر بالخيبة من أختفائه الغير مُبرر وفقدان الأمان بوفاة والدها، وبدلًا من أن يكون جوارها ويطمئنها بوجوده أختفى كأنه لم يكن..
رفعت أعينها الزرقاء الدامـ ـية من فرط بكائها الأيام السابقة تنظر لـ "سمر" الواقفة جوار الفراش تتأفئف بضيـ ـق قائلة:
-"أخواتك وعمتك برا عشان الورث، تعالى عشان تحضري".
عجزت عن الرد لثواني قبل أن تنتفض تصرخ بوجه سمر بنبرة مجروحة:
-"ورث أى بدل ما يدعوله قاعدين بيقسموا خيره على بعض".
أنهت حديثها ودفعت "سمر" بقوة من أمامها وخرجت من غرفتها فـ وجدت أشقائها مجتمعين وشقيقة رضا أيضًا فـ صاحت بمرارة:
-"ده لو مربي كلاب كان طمر فيها، ليكم نفس تفكروا فى حاجة وهو مش وسطنا".
أندفع "تامر" نحوها ينوي صفعها لكن حال بينهما "صلاح" وحاول تهدئته قائلًا:
-"عيلة مش واعية، أهدى بس".
وبالفعل أبتعد "تامر" عنها وأضاف على حديث "صلاح" قائلًا:
-"اللى مات يبقى أبونا ميخصكيش نحزن امتى ونفرح امتى".
تقدمت "فجر" نحو غرفتها مجددًا بخطوات ثقيلة تجيبهم بسخرية:
-"وأبويا أنا كمان ومفيش إجراءات هتتم غير بعد الأربعين بتاعه ".
جاء الرد هذه المرة من" شوقية " شقيقة "رضا" والتى أردفت بغـ ـل:
-"بس انتِ مش بنت رضا، رضا أخويا معندوش بنات".
توقفت خطواتها وظلت جامدة للحظات قبل أن تلتفت تنظر لوجوههم جميعًا تبحث عن أى نظرة تدل على مزاج الحديث الذى سمعته للتو فـ لم تجد سوى الصمت التام وكأن الجميع موافقين على ما قالته "شوقية"
لحظات ثقيلة للغاية شعرت وكأنها تمر فوق روحها، فرت دمعة أخيرة من أعينها وهى تنظر نحو "فاطمة" والدتها التى نهضت تصيح فى ضراوة شديدة:
-"شوقية كدابة، انتِ بنتي ".
نهضت " شوقية " تقف بوجه "فاطمة" تتحدث بأصرار:
-"أنا مش كدابة وانتِ عارفة كويس أوى أنى بقول الحقيقة، والشرع والقانون بيقولوا أنها مينفعش تورث".
![](https://img.wattpad.com/cover/317008973-288-k477399.jpg)
أنت تقرأ
رواية نفوس طاغية للكاتبة / شهد السيد "مُكتملة"
Romanceالعالم قاسيّ بما يكفى لرمي أرواح البؤساء فوق الأرصفة غير عابئ ببرودة الأجواء ولا لذلك الطفل الذى سيعود يومًا مُقررًا حرق كل شئ ليستشعر فقط الدفئ الذى أفتقده طوال سنوات حياته.. " وإن كان الضوء هو أصل رؤيتنا للأشياء فالحب هو أصل معرفتي بك إنني لم أع...