الفصل الثاني"_نفوس طاغية_"_شهد السيد_
المواقف التي يُشفِق بها المرء على نفسه،
لا تُنسى ..❈-❈-❈
نظرت لقدمها الموضوعة المعقود حولها شريط طبى لاصق ويـ ـديها المجـ ـروحه تريح ظهرها لظهر الفراش تزفر بتثاقل، السيدة التى جلبتها بالأمس غادرت هى حتى لا تعلم أين هى الآن، أستيقظت لتجد ذاتها بغرفة نظيفة للغاية تتنافى مع حالتها البشـ ـعة.!
نظرت لسقف الغرفة تستعيد بذاكرتها ماحدث أمس..
_عودة لما حدث أمس.._
بعدما عَم الهدوء الشديد وغادر الجميع وانطفأت الأنوار غير عابئين بالألـ ـم التى تعانيه تعقد يـ ـدها أمام
صـ ـدرها تكتم بكائها من التصاعد، تشعر بالقهـ ـر الشديد يكاد يفتـ ـك بـقلبها، أستمعت لصوت صفير خافت يصدر من أسفل النافذة جعلها تتحامل بأصرار على ألامـ ـها تقف فوق لوح الخشب السميك تُدلى الحَبل لزكريا الذى سارع بعقد قطعة حديـ ـديّـ ـه فيه، جذبتها للأعلى تمسكها بين يـ ـديها وهى تنظر حولها بتوتر وأرتجـ ـاف يصيب قدمها تكاد لا تقدر على الوقوف..بدأت بمحاولة فك النافذة بحرص بالغ رغم سحابة الدموع التى تمنع رؤيتها بشكل جيد، زفرت ببعض الراحة عندما أستطاعت فك النافذة الحديـ ـديّـ ـه تضعها جانبًا بحـ ـذر شديد ووقفت مجددًا فوق المقعد
تتمـ ـسك بسور النافذة تقفز عدة مرات رغم ألـ ـمها الذى زاد من أصرارها حتى أستطاعت الجلوس فوق حافة النافذة تنظر للمسافة بينها وبين الأرض وسؤال واحد شغل عقلها بتلك اللحظة، هل ستتحمل القفز من مسافة كـتلك.!شعرت بهروب الــ ـد ماء من جـ ـسـ ـدها عندما صاح من خلفها صوت غلـ ـيظ حـ ـاد:
_"يا ليلة أهلك اللى مش فايته".
نظرت خلفها سريعًا وعادت للنظر أمامها تقفز دون المزيد من التفكير، سقطت أرضًا بعـ ـنف بالغ أصاب قدمها اليمنى بالأكثر لكنها تحملت ونهضت عندما أستمعت لصوت نباح الكلاب، بالتأكيد علم الجميع بشأن هروبها.
ركضت سريعًا وسط ظلمات الليل الحالك رغم تعثرها لأكثر من مره وما يدفعها للمواصلة إقتراب صوت النباح، تعثرت بحجر كبير لتسـ ـقط على وجهها وتنجـ ـرح
يـ ـديها تزامنًا مع سماعها صوت صياح أحدهم:-"هناك اهى شوفتها بتجرى، والله لتاخدى علـ..ـقة تحلفى بيها طول حياتك يا تربية الشوارع".
أنسابت دموعها ونهضت رغم ألـ ـمها تركض جهة اليسار بكل ما تبقى لديها من قوي وإصرار، لا ترى شيئًا سوى مظهرها وهى تقف بأشارات المرور تعرض على المارين شراء الفل والياسمين.
نظرت خلفها بعدما أبتعدت بقدر كافى عن مركز الأحداث، أرتعش جـ ـسـ ـدها تجهش رغمًا عنها فى البكاء وهى تتابع الركض حتى سقـ ـطت فوق ركبتيها لعدم تحملها مواصلة السير بسبب ألـ ـام قدمها.
أنت تقرأ
رواية نفوس طاغية للكاتبة / شهد السيد "مُكتملة"
Romanceالعالم قاسيّ بما يكفى لرمي أرواح البؤساء فوق الأرصفة غير عابئ ببرودة الأجواء ولا لذلك الطفل الذى سيعود يومًا مُقررًا حرق كل شئ ليستشعر فقط الدفئ الذى أفتقده طوال سنوات حياته.. " وإن كان الضوء هو أصل رؤيتنا للأشياء فالحب هو أصل معرفتي بك إنني لم أع...