الفصل الحادي عشر"_نفوس طاغية_"_شهد السيد_
ركض خلفها يبحث عنها وسط الظلمة المحيطة بالمكان بأكمله غير مُبالي بغزارة الأمطار التى تهبط فوق رأسه ولا بشدة الرياح المفاجئة وعندما يأس من العثور عليها بنفسه وقف مكانه يصيح بصوت مرتفع بعض الشئ:
-"فجــــر".
دويّ صوت الرعد بالأجواء وأكمل حديثة بترجي:
-"سبتيني ليه.. انتِ لازم تساعديني.. تعالى يا فجر".
أنتظر قليلًا قبل أن يشعر بشئ قوي يهبط على رأسه من الخلف بعنـ ـف أسقطه أرضًا فوق أغصان الشجر المتناثرة فوق الأرض يبصرها أخيرًا واقفة أمامه تُمـ ـسك بجزع شجرة عريض و صرخت "فجر" بوجهة قائلة:
-"سبتك عشان مش عاوزة أكون الضحيـ ـة التانية ".
رمقها بتشوش يستمع لصوتها فقط يسُبها داخل عقله الذى غاب عن الواقع بعدما كانت ضـ ـربتها كفيلة بجعله يغشي عليه، لم تتلقي أى حركة منه فـ أقتربت بحذر شديد تحرك يـ ـده بقدمها تردف بخفوات:
-" ولا.. مهران".
لم تأتيها أجابة فـ زفرت بقلق وتركت الجزع الموجود
بيـ ـديها وأنحنت تضع أصبعها أمام أنفه فوجدت أنفاسه لم تنقطع مما يدل على أنه مازال على قيّد الحياةأتت بحقيبة ظهره الذى يحافظ عليها بشدة وقد أعطاها لها قبل مغادرته لمكان لا تعلمه هي وتركها وحدها وسط تلك الأشجار الكثيفة الموجود جوارها مصنع مهجور
تذكرت وعده لها بأن يخبرها بكل شئ حين عودته لكن رؤيتها لذلك النصل والد-ماء كانوا كافلين بجعل أشباح الخوف تتلبسها وتركض دون ذرة تفكير واحدة
فتحت الحقيبة فـ لم تجد سوي هاتف صغير وحاسوب آلي وبعض شرائح الأتصال واموال ليست بالكثيرة، بحثت بجيوب بنطالة فـ وجدت هاتفة الشخصي وهاتف أخر ذو شاشة مُهشمة، وضعتهم بالحقيبة رفقة النصل ونظرت نحوه طويلًا وبداخلها صراع يفوق تحملها على ما فعلته به، أليس هو من أحبته.!
كيف لا تثق به.؟
سخرت من نفسها بعدما تذكرت أمر خطبتهما الزائفة والتي أيقنت أن السبب خلفها ما هو إلا للحصول على معلومات تفيدة بالوصول لـ "زينة"حتى وإن كان فـ هي مازالت تحمل بقلبها بعض المشاعر تجاهة رغمًا عن رأسها العنيد الذى يحارب ليقنعها بأنه أصبح لا يعني لها شئ
تذكرت الأموال الذى تركها لها "رضا" والتى تركتها هي بمنزل المعلم "فتحي" عندما أتي فجأة وهربوا سويًا، تركت ملابسها وأموالها وكل شئ وسارت معه نحو المجهول الذى يأتي بكل مرة يرغمها على السير نحوه
نظرت حولها قليلًا قبل أن تتخذ قرارها وتحمل الحقيبة فوق ظهرها بعزم..
❈-❈-❈
أنت تقرأ
رواية نفوس طاغية للكاتبة / شهد السيد "مُكتملة"
Romantizmالعالم قاسيّ بما يكفى لرمي أرواح البؤساء فوق الأرصفة غير عابئ ببرودة الأجواء ولا لذلك الطفل الذى سيعود يومًا مُقررًا حرق كل شئ ليستشعر فقط الدفئ الذى أفتقده طوال سنوات حياته.. " وإن كان الضوء هو أصل رؤيتنا للأشياء فالحب هو أصل معرفتي بك إنني لم أع...