الفصل العاشر.

1.5K 98 30
                                    

الفصل العاشر"_نفوس طاغية_"_شهد السيد_

"ملاحظتك أن العالم أصبح بمثابة سرب
من الأوغاد و الأشرار هي صحيحة تمامًا "!

ظلت أعينها محدقة بسقف الغرفة تزرف الدموع فى صمت وحزن على ما وصلت إليه، أصحبت مدمنة لأ تستطيع أن يمر يومها دون أخذ الجرعة التى تجعلها فى حالة نشوة تامة وتبدل تصرفاتها أكثر وأكثر..

نظرت لذراعها الموجود به أثار الأبر الطبية وكدمات زرقاء تذكرها بكل مرة أخذت ذلك المحلول مجبرة حتى تهدئ ألام جـ ـسـ ـدها هي التى أندمجت وسط أبناء الطبقات الراقية جهلًا منها قد ظنت بأن ذلك شئ رائع ورغم وجود الصالح والفاسد بينهم كان من نصيبها الجانب الأكثر سوءًا بينهم..

نهضت بخطوات ثقيلة حذرة تحاول عدم أيقاظ "أيمان" التى غفت جالسة جوارها ليلة أمـ ـس، بحثت عن هاتفها حتى وجدته وبعدما قامت بفتحه خفق قلبها عندما وجدت مكالمة فائتة من "عدي" هل مازال يتذكرها حقًا.!!

أنسحبت لخارج الغرفة تجلس فوق أقرب أريكة وأعادت الأتصال به مرات متتالية حتى أجاب بصوت رجولي هادئ أفتقدته بالأيام السابقة:

-"بعتذر بس كنت مشغول ويا الرچال.. كيفك"؟

أزالت"زينة" دموعها بأرتجاف تجيبة بصوت متحشرج خافت:

-"مش بخير يا عدي.. ليه بعدت عني ليه".

أنهت حديثها تغلق أعينها بندم بينما هو أصابه القلق متسائلًا:

-"كَنك يا بيسان ".؟

شبه أبتسامة حزينة أرتسمت فى وجهها عندما أنتبهت لذلك الأسم الزائف والمتعارف عليه بين الجميع لكنها لم تكن يومًا تلك الـ"بيسان"، تحشرج صوتها وهي تجيبة قائلة:

-" تعبت من كل حاجة مبقتش لاقيه الراحة فـ أى مكان، مبقتش عارفة العيب فيا ولا فى اللى حواليا، أكتشفت أن فيه حاجات الحرمان منها نعمة ".

أبتعد عن الصخب من حوله يردف بهدوء محاولًا مواساتها:

-" وفى حاجات بنمر بيها عشان ده نصيبنا ومحدش بيهرب من نصيبه يا بيسان مهما أختلفت الطرق النهاية هتبقي واحدة واللى مكتوبلك تعيشيه هتشوفيه وخليكِ متأكدة أن فى كل شر خير لأ يعلمه إلا الله".

وبصوت خافت رددت كما رأته سابقًا يقول:

-"ونعم بالله ".

أبتعد صوته قليلًا وهو يتحدث مع أحد ما بجوارة ثم عاد ليحادثها قائلًا:

-" أبوي رايدني، شوي وبكلمك".

وافقت وأغلقت تعيد رأسها للوراء والأن فقط لاحظت وقوف "أيمان" بداخل الغرفة التى كانت نائمة بها وأقتربت منها تجلس جوارها تضمها لأحضانها قائلة بمواساة:

-"حقك عليا مكنتش قد وعدي ليكِ، بس صدقيني هتتعالجي وتبقي كويسة أنا حجزت فى مصحة ليكِ وهنسافر النهاردة، الدكتور طمني وقال إنك لسه فى الأول يعنى هتتعافي بسرعة.. أنا جمبك ومش هسيبك".

رواية نفوس طاغية للكاتبة / شهد السيد "مُكتملة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن