الفصل التاسع عشر.

1.5K 93 34
                                    

الفصل التاسع عشر"_نفوس طاغية _" _شهد السيد"

أنطلقت صرخات "فاطمة" بأستنجاد فـ هرول الجالسين على المقهي الشعبي أمام المنزل نحو الأعلي لأغاثتها وركض البعض منهم خلف الشاب الذي قفز من نافذة الدور الأول..

جثت "فاطمة" على ركبتيها تتحسس الأرضية حتي تصل لجسد أبنتها وأول ما لمسته بأصابعها كان الد-ماء المنسابة فوق الأرضية فـ صرخت بقلب مفتور وثقلت أنفاسها وأنسابت دموعها وهي تقول بقهر:

-"لأ يا فجر لأ متعمليش فيا كده مش هقدر أتحمل والله ما هقدر، قومي يا بنتي قومي ياحبيبتي متوجعيش قلبي، يــــارب انتَ العالم بيا متاخدهاش مني يارب".

تقدم أحد الرجال الوقورين وقال:

-"ياست فاطمة البكي مش هيفيد ساعدينا ننقلها المستشفى، وجودها كده هيخلي حالتها تسوء أكتر ".

نهضت بتعثر وقالت ببكاء:

-" طب حد يحطهالي في تاكسي وأنا هروح بيها ".

عاتبها زوج شقيقة"رضا" بقوله الهادئ:

-" عيب يا حجة كده دي بنتنا برضو، تعالي يا رحيم يابني شيلها ربنا يبارك فيك عشان أنا مش هقدر".

أقترب "رحيم" ولده وحملها بالفعل وهبط بها سريعًا ومن خلفهم فاطمة التي جلست بالمقعد الخلفي تحتضن أبنتها بحسرة ولم تتوقف عن الدعاء للحظة واحدة، وفور تحركهم بثواني معدودة وصلت سيارة "عدي" وهرول منها "مهران" فـ أشار أحد الصبية نحو الأتجاة الذين ساروا منه وقال:

-"الحجة فاطمة راحت مع الأبلة فجر ولسه ماشيين من هنا".

عاد كلاهما للسيارة وأسرعوا خلفهم حتي وصلوا لأقرب مشفي وفتح "مهران" الباب الخلفي فـ وجدها جثـ ـة هامدة، أسرع بحملها والركض لباب الطوارئ يشعر بأنه يحمل روحه من ثقل شعوره بتلك اللحظة، يراقبها وهي مسطحة فوق الفراش المتحرك مغيبة عن الوعي يشعر بأنه أنفصل عن العالم بتلك اللحظة..

سار خلفها حتي أوقفته الممرضة بغلق باب العمليات أمام وجهة فـ وقف كـ طفل مشرد بلا مأوى، نظر خلفه "لفاطمة" التي جلست باكية تدعوا ربها علنًا ولجوارها رجل وشاب لم يتعرف عليهم وأقترب "عدي" منه يحاول مواساته بتلك اللحظة القاسية على الجميع..

حتى "عدي" كان يشعر بالحزن من أجلها، بالمدة القصيرة الذى عرفها بها كانت خير صديقة لم تكل أو تمل من خدمة "زينة" حتى تعافت ولم تعبئ بالغربة عن أهلها في سبيل أن تكون جوار صديقتها بتلك الأزمة..

❈-❈-❈

أنتظرته طويلًا حتى دلف أخيرًا للغرفة يظهر على وجهة الغضب الشديد، ألتزمت الصمت لوقت قليل حتى تخلّت أخيرًا عن هدوءها وقالت:

-"هو انتَ كنت هتعمل أي في مهران لو كان جه".

وكانت جملتها تلك هي أشارة لأنفجار غضبه فـ أقترب منها يقبض على عنقها بحدة وقوة يرمقها بنظرات قاسية قائلًا:

رواية نفوس طاغية للكاتبة / شهد السيد "مُكتملة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن